كان لتلاوة القرآن بصوته موسيقاه الخاصة وترتيله الممتع، وكان صوت آيات الذكر الحكيم على الإذاعة المصرية متعة تترك أثرا روحيا بالغا فى نفوس المستمعين، هكذا كان القارئ الشيخ أبو العينين شعيشع.
وتمر اليوم الذكرى السابعة على رحيل الشيخ أبو العينين شعيشع، إذ رحل فى 23 يونيو عام 2011، عن عمر ناهز حينها 88 عاما، وهو يعد من قراء القرآن المصريين البارزين، وأحد تلاميذ القارئ الجليل الشيخ محمد رفعت.
وكان لعلاقة الشيخ رفعت بتلاميذه أبو العينين شعيشع موقفا غريبا، حدث بعد وفاة الأول، فبحسب كتاب "صنايعية مصر" للكاتب والسينارست عمر طاهر، أن الإذاعة المصرية لم تكن تقوم بالتسجيلات لأنها كانت تمتلك عشرين شريطا من نوع ماركونى وكانت تسجل على الشريط مرة واحدة فقط ثم تقوم بمسحه لتسجل مادة جديدة.
وكان سهلا أن يضيع صوت القارئ الشيخ محمد رفعت للأبد لولا بعض محبيه الذين يحتفظون ببعض تسجيلاته بالصدفة البحتة وأولهم الشيخ زكريا باشا مهران، عضو مجلس الشيوخ وقتها، وبعد مرض الأخير عرض على الإذاعة نموذجا للتسجيلات وعرض عليهم شراء المجموعة كاملة على أن يخصص ثمنها للشيخ رفعت وطالبهم بأجر أم كلثوم، وكان وقتها 35 جنيها، لكن مسئولى الإذاعة رفضوا، وبعد وفاة الشيخ زكريا استشعروا خطرا على التسجيلات فأعلنوا عن مكافأة 100 جنيه لمن يقدم أسطوانة تحمل تسجيلا للشيخ.
واستطاع محبو الشيخ أن يجمعوا 287 أسطوانة، وتضم 19 سورة، مدتها 21 ساعة، وفى سبيل أن تقدم الإذاعة هذه التسجيلات بأدق شكل ممكن تمت الاستعانة بالشيخ أبو العينين شعيشع، والذى فجر منذ سنوات مفاجأة، حيث اعتراف بأن الشرائط التى تذيعها الإذاعة كانت بها أجزاء ناقصة وأن الإذاعة اضطرت لإكمالها بصوته، وقال: "إنه فعل ذلك فى نحو خمسة أو ستة أشرطة من أفضل تسجيلات الشيخ".
وأرجع ذلك إلى أن بعض الهواة الذين يسجلون للشيخ كانت تسقط منهم بعض الآيات عندما يقلبون وجه الأسطوانة، فاستدعاه أمين حداد مدير الإذاعة وقتها، وطلب منه ضرورة استكمالها، فرحب شعيشع بالفكرة، خاصة أنه واحد من أشهر تلاميذ الشيح رفعت، وكان أشهر من قام بتقليده.
