فى ذكرى ميلاد العقاد.. كيف التقى بالإمام محمد عبده فى سنة ثالثة ابتدائى

من كان يعرف الأديب الكبير الراحل عباس العقاد، يعرف أنه كان قاسيا جادا، لا يهتز ولا يميل عن رأيه ولو كان أهم قامات عصره العلمية، ولهذا استحق الرحل لقب عملاق الأدب العربى. ومن المواقف التى تأكد الكلمات السابقة، ما يرويه الكاتب عاصم بكرى، فى كتابه "أنيس منصور كما لم يعرفه أحد: سير وتراجم)ص 107)"، وعلى لسان الكاتب الصحفى الراحل، وهو ما رواه "العقاد" نفسه خلال لقائه التليفزيونى الوحيد قبل وفاته بعام واحد مع الإعلامية ناشد، حيث حكى أن الأديب عباس العقاد، والذى تمر اليوم ذكرى ميلاده الـ129، إذ ولد فى 28 يونيو عام 1889، كان قد التقى قديما وهو طالب فى الثالثة الإبتدائية بالإمام محمد عبده، إذ إن الأخير كان يطوف ببعض مدارس الجمهورية، وصادف أن يكون من بينها المدرسة التى تتلمذ فيها "عباس العقاد". وأثناء مرور الشيخ الجليل والعالم الكبير، بأحد الفصول، فإذا به يطلب من التلاميذ أن يكتبوا موضوعا للتعبير بعنوان "الحرب والسلام" ويكمل الأستاذ العقاد راويا: بإنه فى الوقت الذى انصرف فيه كل الطلاب يكتبون مادحين السلام معترفين له بفضائله الحقيقية الواقعية على الحضارة البشرية ناقمين على الحرب التى تبرز الجوانب الحيوانية فى الكائن الإنسانى وتدمر إنجازات البشرية عبر العصور، لكن العقاد وحده، ترك السلام وظل يكتب مادحا الحرب ويقول عنها إنها المصنع الذى يصقل معادن الرجال ويفرز منه الأبطال من الأنذال، ويستطيع الإنسان فيه أن يتقدم أسمى الآيات للتضحية والفداء فى سبيل ما يؤمن وما يعتقد، ويجود بحياته الكريمة ثمنا لنبله ووفائه للقيم والمبادئ العظيمة. كلمات العقاد والذى له طابع السحر منذ نعومه أظافره، لمست قلب الشيخ المجدد الإمام محمد عبده، فإذا بالعقاد فوجئ بالإمام محمد عبده ينادى:"أين التلميذ عباس محمود العقاد"؟، فيقول العقاد "خرجت إليه واثقا مطمئنا لأننى لم أكن أدرك حينها فى طفولتى أن محدثى هو أعظم قامة إسلامية فى عصره، وأنه المجدد الحقيقى الذى تستحقه البشرية والعالم الإسلامى كل مائة عام"، فإذا بذلك الرجل يربت بيديه على كتفى قائلا: "يا أيها الصبى ينبغى أن تهتم بنفسك من كل الوجوده فإن القلم الذى خط هذه السطور التى قرأت، جدير أن يحمل صاحبه إلى أعلى المراتب الفكرية والأدبية". ويبدو أن ذلك اللقاء كان له عظيم الأثر فى نفس الأديب الراحل، الذى يمجد الشيخ الجليل حتى وأضاف ضمن سلسلة العبقريات التى تحدث فيها عن الأنبياء والصحابة الكرام، فألف له كتابا بعنوان "عبقري الإصلاح والتعليم: الإمام محمد عبده".








الاكثر مشاهده

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

رئاسة وزراء ماليزيا ورابطة العالم الإسلامي تنظِّمان مؤتمرًا دوليًّا للقادة الدينيين.. الثلاثاء

كبار فقهاء الأمة الإسلامية يجتمعون تحت مظلة المجمع الفقهي الإسلامي

بدعوة من دولة رئيس الوزراء الباكستاني.. العيسى خطيباً للعيد بجامع الملك فيصل فى إسلام آباد

علماء العالم الإسلامي يُرشحون مركز الحماية الفكرية لإعداد موسوعة عن "المؤتلف الفكري الإسلامي"

;