كيف قام أرثر كونان بدور شيرلوك هولمز وأنقذ رجلا من السجن مدى الحياة؟

فى 25 يناير 1925 تم إطلاق سراح سجين من سجن بيترهيد فى أسكتلندا، وكانت ضمن متعلقات الرجل، وبالضبط داخل طاقم أسنانه، رسالة يحملها من أحد زملائه فى السجن، إلى أحد أشهر الرجال فى العالم، السير آرثر كونان دويل، مبدع شخصية شيرلوك هولمز، يقول له فيها "أنقذنى". هذا السجين كان اسمه أوسكار سلاتر، وقد قضى 16 عاماً فى السجن، بسبب جريمة قتل، ومحكوم عليه بالسجن مدى الحياة، وليس أمامه سوى أن يناشد المحامى الشهير أرثر كونان، كى يحاول إنقاذه. بدأت الحكاية حسب كتاب مارجليت فوكس "الدفاع" فى 21 ديسمبر عام 1908، عندما قُتلت ماريون جيلكريست، بعدما خرجت خادمتها لشراء الصحيفة وغابت لمدة ربع ساعة، وبعد عودتها وجدت الكارثة، فقد تمت عملية القتل، وبشكل "وحشى". كانت هذه القضية تسمى إعلاميا، قضية دريفوس الاسكتلندية، وتمت محاكمة وإدانة أوسكار سلاتر، وهو مقامر يهودى ألمانى ظهر مؤخرا فى المدينة، وأصبح اسمه مشهورًا جدًا لدرجة أنه بعد عدة سنوات، كانت عبارة "أراك يا أوسكار" هى اللغة السائدة بدلا من "أراك لاحقًا". ولد أوسكار سلاتر، واسمه الحقيقى أوسكار ليستشينر، فى ألمانيا فى عام 1872، وكان يعيش فى نيويورك ولندن وباريس وبروكسل وكذلك جلاسكو، وكانت حياته حافلة بالرذائل، كما يقولون، لكن ليس لديه سجل "إجرامى" معروف خاصة فيما يتعلق بقضايا العنف، وبالطبع لم يكن هناك رابط واحد بينه وبين الآنسة جيلكريست "القتيلة" ومن المؤكد تقريباً أنه لم يسمع بها قط قبل اتهامه بقتلها. ولسوء الحظ، حسبما يقول الكتاب، كانت الشرطة تبحث عن مشتبه به، وقد وجدت فى "سلاتر" المتهم المثالى لها فهو مقامر وأجنبى ويهودى. كان الشهود قد رأوا رجلاً يغادر مسرح الجريمة، لذا تم عرض سلاتر ذى البشرة الداكنة، ضمن 11 من الاسكتلنديين بملامحهم " الوردية الشاحبة"، وكما كتب صحفى فى وقت لاحق، كان الأمر "مثل محاولة إخفاء كلب ثور بين كلاب البودلز"، وبشكل غير مفاجئ اختار الشهود "سلاتر"، وبالطبع فإن كل الأدلة التى فى صالح سلاتر تم تجاهلها أو قمعها، وفى محاكمته قدم القاضى ملخصًا كان فيه متحيزًا بشدة ضده، وتم الحكم بالإعدام، لكن خفف بعد ذلك إلى السجن مدى الحياة. المهم أن محاولات "كونان" كان متعاطفا مع "سلاتر" منذ عام 1912، وانضم ضمن الفريق المدافع عنه، لكنه عندما استلم "أرثر" الرسالة التى بعثها "سلاتر" داخل طاقم أسنان صديقه فى عام 1925 (هذه الرسالة لا تزال موجودة فى مكتبة Mitchell فى Glasgow فى أسكتلندا، فقد بدأ الدفاع عنه وعلينا القول، إن البدايات لم تكن مشجعه، لكنه نجح فى النهاية. وقد استطاع أرثر كونان أن يعيد المحاكمة ويثبت براءة سلاتر ويضعف الأدلة التى واجهته بها المحكمة من قبل، وتم خروج سلاتر من سجن بيترهيد فى 14 نوفمبر 1927، وللعلم فإن الرجلين لم يلتقيا سوى مرة واحدة وجها لوجه، وبعد 20 عاما من الحرية ، توفى أوسكار سلاتر فى منزله عام 1948، ولم يعرف أحد على وجه اليقين من قتل ماريون جيلكريست.






الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;