ساعدت تجربة الواقع الافتراضى الجديدة، فى إنقاذ مقبرة مصرية قديمة بنيت للملكةنفرتارى، والتى لاتزال تتزين بلوحات كثيرة مقارنة بـ كنيسة سيستينا الإيطالية.
وتم بناء قبر نفرتارى فى وادى الملكات بمدينة الأقصر، وتم تشييدها منذ نحو 3.250 عامًا، فالملكة نفرتارى هى الزوجة المفضلة للفرعون رمسيس الثانى الذى حكم منذ عام 1279 قبل الميلاد حتى عام 1213 قبل الميلاد، المقبرة مفتوحة لمجموعات صغيرة من الزوار، لأن ارتفاع نسبة الرطوبة التى تأتى عند دخول الناس يمكن أن تضر بالوحة المقبرة، جاء ذلك بحسب ما ذكر موقع "لايف سينس".
وفى الوقت الحالى يُسمح لمجموعات صغيرة من السياح بدخول المقبرة، حيث يقول كل سائح يدفع رسم دخول قدرها ألف جنيه مصرى أى نحو 56 دولارًا، على حد قول الدكتور زاهى حواس عالم الآثار ووزير الدولة السابق للآثار.
وبين عامى 1986 و1992 أعاد معهد جيتى، الذى يعمل مع المجلس الأعلى للآثار فى مصر، على استعادة المقبرة بعد أن تعرضت لضرر كبير من الملح والبكتيريا والفطريات، فوجد الباحثون أن أرتفاع نسبة الرطوبة يمكن أن يؤدى إلى زيادة فى البكتيريا والفطريات.
وقال حواس لـ"لايف ساينس" "عندما بدأت المشروع مع جيتى، اتفقنا جميعًا على أننا لا نستطيع فتح المقبرة أمام الجمهور، لكن يمكننا فتحها أمام مجموعات تدفع رسومًا عالية".
ومن هنا قضى ثلاثة باحثين يومين فى مقبرة نفرتارى وقام بإجراء مسج ضوئى ثلاثى الأبعاد، وقاموا باتخاذ الآلاف من الصور عالية الدقة المتداخلة، وقال إليوت ميزروش، الرئيس التنفيذى والمؤسس المشارك لشركة ExperiusVR، إن الفريق قضى شهرين فى مرحلة ما بعد الإنتاج، حيث حوّل المسح الضوئى ثلاثى الأبعاد والصور الفوتوغرافية إلى تجربة واقع افتراضى.
فأهمية خلق عالم افتراضى، يساعد المشاهد من خلال ارتداء سماعة الرأس ثلاثية الأبعاد واستخدام عناصر التحكم، بتجول فى المقبرة والحصول على مزيد من المعلومات حول العمل فنى، على سبيل المثال يمكنه لمس اللوحة تقريبًا، فأدوات العالم الافتراضى تنقل الجماهير إلى أماكن كنا نظن أنها غير متوقعة، لهذا قبر نفرتارى يعد هو واحد ضمن المواقع التاريخية التى يتم حفظها فى العالم الافتراضى.
