بعد عودة منحوتة إلى طهران.. تاريخ الصراع بين إيران وأمريكا بعيدا عن السياسة

على الرغم من توتر العلاقات بين الولايات المتحدة الأمريكية، والجمهورية الإسلامية الإيرانية، منذ أكثر من ثلاثة عقود، وفرض أمريكا عقوبات اقتصادية واسعة على إيران، بسبب رفض واشنطن البرنامج النووى الإيرانى، وتوجه الدولة ذات الأغلبية الشيعية بتخصيب اليورنيوم وامتلاك سلاح نووى. وتبدو العلاقات الإيرانية الأمريكية بعيدا عن الخلافات الدبلوماسية والسياسية، تشهد حالة من الشد والجذب على مدار العقود الماضية، فتارة تغلب السياسة على التوجهات الرياضية والفنية والثقافية، وتارة تشهد تقارب فنى وثقافى كبير بين البلدين، واحتفاء وتكريمات واسعة من مؤسسات أمركية كبيرة لأعمال إيرانية. وخلال الأيام القليلة الماضية حكم قاض أمريكى بإعادة منحوتة أثرية تعود لعهد الأخمينيين (550-330 قبل الميلاد) إلى إيران، بعدما تمت سرقتها قبل نحو 80 سنة. ووفقا لما ذكرته وكالة "sputniknews" الروسية فتمت مصادرة المعلم الأثرى الذى يصور المحاربين الفرس القدماء فى أكتوبر 2017 من غرفة مستودع الأسلحة فى حديقة نيويورك، حيث تم طرحها للبيع فى معرض فنى تم تنظيمه. وقال المحققون إن المنحوتة التى تبلغ قيمتها 1.2 مليون دولار سرقت من إيران عام 1936، ثم سرقت مرة أخرى فى أواخر عام 2011 من متحف مونتريال للفنون الجميلة. ويأتى الأبرز وراء تدهور العلاقات بين واشنطن وطهران، بعدما وافقت الولايات المتحدة على استقبال الشاه المخلوع بهلوى للعلاج، على خلفية سفره إلى هناك بعدما تمت الإطاحة به فى الثورة الإسلامية بقيادة آية الله الخمينى، حيث غضب طلبة الجامعات الإيرانية، وهاجموا سفارة أمريكا فى 4 نوفمبر 1979، واحتجزوا 52 موظفًا فى السفارة، ودعوا إلى إعادة الشاه إلى إيران، وبعدها قطعت أمريكا علاقاتها الدبلوماسية مع إيران فى 7 إبريل 1980، بمبادرة من الرئيس الأمريكى الأسبق جيمى كارتر، وأفرجت إيران عن الرهائن الـ52 يوم تنصيب الرئيس الأمريكى رونالد ريجان رئيسًا للولايات المتحدة فى 20 يناير 1981. السياسة تتغلب على مواجهة كرة القدم فى كاس العالم فى كأس العالم التى استضافتها فرنسا عام 1998، وقعت الجمهورية الإيرانية فى مجموعة واحدة، وهنا أطلق رئيس اتحاد الكرة الأمريكى لقب "أم المباريات" على اللقاء الهام، ورغم تبادل الفريقين السلام والورود والتقاط صورة تذكارية معاً قبل اللقاء، وخروج اللقاء بأمان بفوز الفريق الإيرانى 2/1، إلا أن خارج الملعب كانت المنافسة أكبر، حيث حضر مجموعة إيرانية تسمى "مجاهدى خلق" وهى حركة معارضة للنظام الإيرانى قد حجزت 7000 تذكرة استعداداً للتظاهر داخل الملعب، وبعد انتهاء اللقاء احتفلت الجمهورية رسميا بالفوز وأعلنت إجازة رسمية احتفالا بهذا الفوز. السينما تنتصر لإيران عسكريا والأوسكار لفيلم إيرانى المناورات بين البلدين لم تكتف بطاولة المفاوضات والتصريحات رفيعة المستوى بين مسئولى البلدين، حيث قررت إيران استغلال الفن فى حربها الدبلوماسية مع الولايات المتحدة، عبر الفيلم الكرتونى (حرب إيران وأمريكا)، والذى عرض خلال مارس من العام الماضى، فى دور العرض السينمائية بإيران، ويرد فيه الحرس الثورى الإيرانى بكامل قوته وصواريخه الباليستية على السفن الحربية الأمريكية. وكان ذلك بعد 4 سنوات من إنتاج أمريكا لفيلم أرغو، والذى جاء فى الذكرى الخامسة والثلاثين لاقتحام طلاب إيرانيين السفارة الأميركية فى طهران عبر رواية القصة الحقيقية لتهريب ستة دبلوماسيين أميركيين عام 1979، فيما كان من الدولة الإيرانية مهاجمة صناع العمل، ودانت "أرغو" واعتبرته فيلما "سياسيا". التكريم الأبرز فى تاريخ الدراما الإيرانية جاء من مؤسسة رسمية أمريكية، بعدما فاز الفيلم الإيرانى "ذا سيلزمان" أو "البائع" بجائزة أوسكار أفضل فيلم أجنبى، وهو التكريم قاطعه مخرجه أصغر فرهادى، بعدم حضور حفل توزيع هذه الجوائز فى هوليوود احتجاجا على قرار الرئيس الأميركى دونالد ترمب منع مواطنى بعض الدول من دخول الولايات المتحدة. الصراع بين البلدين سيناريو ملهم للألعاب القتالية ويبدو أن الخلاف بين واشنطن وطهران، كان مادة دسمة لشركة إلكترونيك آرتس" العالمية، إحدى كبرى شركات الألعاب الإلكترونية، من أجل أطلاق لعبة جديدة تدعى (Battlefield) تم نشرها عام 2010، وهى تدور حول قيام أمريكا بالبحث فى مدينة السليمانية الإيرانية عن شخص يدعى "سلومون" يرجح أن القصد منه "قاسم سليمانى" وتحصل مواجهات بين ايران وأمريكا فى السليمانية. لكن الجمهورية الإسلامية منعت بيع لعبة "باتلفيلد 3" واعتبرتها الحكومة الإيرانية أداة دعائية يستخدمها الأمريكيون لتشويه صورة جمهورية إيران الإسلامية.










الاكثر مشاهده

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

رئاسة وزراء ماليزيا ورابطة العالم الإسلامي تنظِّمان مؤتمرًا دوليًّا للقادة الدينيين.. الثلاثاء

كبار فقهاء الأمة الإسلامية يجتمعون تحت مظلة المجمع الفقهي الإسلامي

بدعوة من دولة رئيس الوزراء الباكستاني.. العيسى خطيباً للعيد بجامع الملك فيصل فى إسلام آباد

;