تعرف على تاريخ الزخرفة بالطباعة والصباغة على النسيج فى العصور الإسلامية

تاريخ الزخرفة بالطباعة والصباغة على النسيج فى العصور الإسلامية من الطرق الصناعية التى عرفتها مصر فى العصر الإسلامى والتى كان لها جذور منذ العصر الفرعونى ثم فى العصر البطلمى ثم الرومانى، واستمرت فى العصر القبطى، وفى التقرير التالى نوضح تاريخ وطرق الطباعة على النسيج. قال الدكتور عبد الحميد الكفافى، مدير إدارة التخطيط والمتابعة بوزارة الآثار:" كانت عملية الطباعة تتم بواسطة قوالب مصنوعة من الخشب تحفر عليها الزخارف المراد طباعتها ثم تغمس في الأصباغ وتطبع على قطع النسيج. إذا كانت الزخارف المحفورة على القالب بارزة فإنها تظهر على النسيج بلون الأصباغ المستعملة، أما إذا كانت الزخارف غائرة على القالب الخشبي فإن الزخارف تأخذ نفس لون النسيج بينما يأخذ الإطار المحيط بها لون الأصباغ المستخدمة". أما الشمع، فأوضح مدير إدارة التخطيط والمتابعة، أنه كان يستخدم لتغطية المساحات والزخارف التى لا يراد صباغتها بلون معين، ومن مواد الصباغة التى استعملها صناع المنسوجات عدة أصباغ طبيعية. وأشار الدكتور عبد الحميد الكفافى، أن مواد الصباغة التى استخدمت فى أوائل العصر الإسلامى تنقسم إلى قسمين: القسم الأول وهى بعض الأصباغ النباتية، ومن أهمها الأهرة، وهى صبغة صفراء تميل إلى الاخضرار، والزعفران، والعصفر، والكركم، والشلجم وهو نبات عصارته حمراء داكنة، والكركم هو نبات استوائى ينتج عن طحن جذرة لون أصفر. وتابع "الكفافى"، والقسم الثاني، وهى بعض الأصباغ الحيوانية، وتؤخذ من بعض الحشرات والديدان، مثل اللعلى وهى صبغة حمراء تؤخذ من حشرة تنمو على أشجار صمغية، وصبغة حمراء تؤخذ من الدودة القرمزية، ولقد ورد أسماء عدد من الصباغين الذين زاولوا مهنة الصباغة، مثل أحمد بن إبراهيم الصباغ، الذى توفى سنة 351 هـ/1132م، وعبد الغنى بن جعفر الصباغ، وغيرهم الكثير. ولفت مدير إدارة الترميم والمتابعة، إلى أنه كانت تتم زخرفة المنسوجات أيضاً بالتطريز بعد أن يتم صناعتها، وتستخدم إبرة الخياطة فى عمل غرز التطريز وتستخدم فيها خيوط من مادة أغلى من مادة قطعة النسيج، وتستخدم الخيوط الحريرية من أنواع متعددة فى أغلب الأحيان، استمرت هذه الطريقة فى مصر حتى نهاية العصر العثمانى، ومن أساليب الزخرفة أيضاً، الزخرفة بالإضافة، ويتم هذا النوع من الزخرفة بإضافة قطع صغيرة من النسيج على مساحة كبيرة تختلف عنها فى اللون وفى المادة فى أغلب الأحيان، ويتم تثبيتهم بواسطة إبرة الخياطة وبغرز مختلفة . وأوضح الدكتور عبد الحميد الكفافى، أنه تعددت الموضوعات الزخرفية التي ازدهرت بها المنسوجات الإسلامية، وتنوعت تلك الزخارف فيما بين زخارف كتابة عربية وتكوينات هندسية، ونباتية، وزخارف كائنات حية آدمية أو طيور وحيوانات، أو كائنات خرافية مركبة فى بعض الأحيان، وحين نتأمل تلك الزخارف نجد أنها ترمز إلى مدلولات عديدة، فبعضها ذو مدلول سياسى كالكتابات العربية التى تزين المنسوجات الملكية، والتى تسمى بالطراز وتشير إلى أسماء الخلفاء والحكام والسلاطين، وكانت تلك الكتابات تمثل أحد الرموز الهامة التى تشير إلى سلطة الحاكم فهى أحد شارات السلطة فى العصور الوسطى، وبعض الكتابات الواردة على قطع النسيج تمثل عبارات دعائية. وتابع "الكفافى"، كما أن بعض هذه الزخارف، وخاصة الزخارف النباتية المتعددة، تشير إلى مدى الحس الفنى الذى بلغه الفنانون فى العصر الإسلامى، كما تشير إلى مدى مقدرتهم على الدمج بين العديد من أنواع النباتات والأزهار والأفرع النباتية، وإظهارها بشكل جذاب يخطف الأنظار، ومما يدل على تلك المهارة الفنية، أن وقف مؤرخو الفنون أمام الزخارف النباتية المورقة ولم يجدوا اسما يطلقوه عليها غير اسم العرب فأسموها "أرابيسك"، وكانت زخارف الكائنات الحية على المنسوجات تعكس الحياة اليومية للفنان، والبيئة من حوله، ومن هذه الزخارف مشاهد للحيوانات التى تقع عليها عينه وهى فى أوضاع متعددة كأن تكون متتابعة، أو فى وضع مطاردة، أو انقضاض، أو غيرها من الأوضاع، وفى بعض الأحيان يدمج الفنان بين جميع أنواع الزخارف على قطعة النسيج الواحدة، حيث نجد الأشكال الهندسية وبداخلها رسوم طيور وحيوانات، ورسوم زخارف نباتية مع الزخارف الكتابية أيضا. وأشار الدكتور عبد الحميد الكفافى، أن هناك العديد من الأساليب المتنوعة قد استخدمت في صناعة وزخرفة المنسوجات الإسلامية فى مصر واستخدم النساجون الأنوال الأفقية والرأسية فى عملهم والتى استخدمت منذ العصور القديمة حتى الآن. ويقول مدير إدارة التخطيط والمتابعة بوزارة الآثار، أن من أهم هذه الأساليب النسيج ذو اللحمات غير الممتدة (القباطى): وهذه الطريقة تستخدم اللحمات غير الممتدة أى التى لا تمتد بعرض قطعة النسيج، وقد استخدمت هذه الطريقة فى صناعة المنسوجات التى اشتهر بإنتاجها المصريين من قبل دخول الإسلام، واستمرت فى مصر الإسلامية إلى نهاية العصر الفاطمى وظل هذا الاسم يطلق على هذه الطريقة الفنية سواءً كان الصانع قبطيا أو مسلما واستعمال كلمة قبطى يوضح أن التسمية كانت نسبة إلى مصر وليس إلى طائفة معينة، وذلك مثل النسيج الدمشقي نسبة إلى دمشق، و نسيج موسلين هو من الموصل، وكان هذا النوع من المنسوجات يستخدم فى صناعة كسوة الكعبة المشرفة فى مكة، النسيج ذو اللحمة الزائدة طريقة استخدمت فى صناعة وزخرفة المنسوجات، وتنشأ زخارف اللحمة الزائدة من ظهور واختفاء خيوط اللحمة الممتدة في عرض المنسوج، وتقاطعها مع خيوط السدى ويوجد نوعان من زخارف اللحمة الزائدة منها الحقيقية والتقليدية والفرق بينهما أن في زخارف اللحمة الزائدة الحقيقية توجد لحمة أخرى بلون يخالف لون الأرضية تتخلل اللحمات الأصلية لتكون الزخرفة بينما فى زخارف اللحمة الزائدة التقليدية لا يوجد سوى اللحمة الأصلية. وأسلوب آخر استخدم فى صناعة وزخرفة نسيج وهو نسيج الزردخان وهو أبسط أنواع المنسوجات المركبة من حيث الناحية الصناعية، ويمتاز بظهور ألوان اللحمة على وجهي النسيج واختفاء خيوط السدى به اختفاء تاما، ويستخدم في صناعته لحمتان أو أكثر بألوان متباينة مع إعداد سداتين تختفي إحداهما اختفاءً تاما بين لحمات سطحي المنسوج. جدير بالذكر أن الزردخان كلمة فارسية تعنى دار السلاح ويرجح أنها أطلقت على هذا النوع من المنسوجات لأن الدروع المصنوعة من الزرد وغيرها من الأسلحة كانت تغطى بطبقة من نسيج سميك مزركش من الحرير الأصفر والأحمر .








الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;