قال عيسى زيدان، المشرف على مشروع مركب خوفو الثانية، ومدير عام الترميم الأولى ونقل الآثار بالمتحف المصرى الكبير، إن مواقع التواصل الاجتماعى جميعها تروج للشائعات، وهذا ما حدث مؤخرًا مع تداول صورة خلال ترميم تمثال بمعبد رمسيس الثالث فى الكرنك، معلقين بأنه تم ترميمه بالأسمنت، فهل أصبح رواد المواقع خبراء فى الترميم؟!.
وبخصوص الصورة المتداولة عبر صفحات التواصل الاجتماعى والتى يظهر بها أحد الأشخاص يرتدى الجلباب ويقوم بترميم التمثال، أوضح عيسى زيدان أن الترميم سليم وصحيح ولا يشوبه أى شائبة والمواد المستخدمة فى الاستكمال مواد سليمة وغير ضارة بالأثر كونها تخلو تماماً من الأسمنت بكل أنواعه، ويعتبر الاستكمال هنا استكمالا تدعيميا لحماية الأثر وليس استكمالا تشريحيا، وطريقة الاستكمال ومراعاة الفرق بين الأثر وبين الاستكمال الحديث سليمة أيضاً لعدم الخداع البصرى، وأن هذه الطريقة متعارف عليها طبقاً للمواثيق العلمية وتتبعها معظم البعثات الأجنبية فى ترميم الآثار الثابتة مثل المقابر والمعابد، كما أن الصورة أيضاً توضح وتعبر على مهارة القائم بعمليه الاستكمال.
ويقول عيسى زيدان إن ترك الأثر بدون هذا الاستكمال وحمايته خاصة فى البيئة المفتوحة لما يتعرض له الأثر من الرياح والتفاوات فى درجات الحرارة والرطوبى وغير ذلك من عوامل التلف المختلفة، يعرضه لمزيد من التلف ومزيد من التآكل خاصة عند حواف الأجزاء المفقودة والضعيفة، وللعلم كثير من البعثات تعتمد بشكل أساسى، وكبير على هذه العمالة المدربه باحترافية فى أعمال الترميم.
وحول الزى الخاص بالمرمم، أضاف عيسى زيدان، أنه لا يمثل أدنى مشكلة فى أعمال الترميم وأن ارتداء الجلابية شرف لكل من يرتديها وشرف لنا جميعًا، وأن أعظم المرممين أحيانا كانوا يرتدون الجلباب، ومنهم شيخ المرممين الراحل الحاج أحمد يوسف، وكثير أيضا من منطقة الهرم والصعيد ووجه بحرى.