واحدة من بين الحكايات التى نسجت حول الخديو إسماعيل، كانت قصة حبه بالإمبراطورة الفرنسية أوجينى، التى حضرت الحفل الأسطورى لافتتاح قناة السويس، فخرجت العديد من الروايات تحدثنا عن العشق السرى بين الخديوى والإمبرطورة.
وتحل اليوم الذكرى الـ99، على وفاة الإمبراطورة أوجينى، إذ رحلت فى 11 يوليو عام 1920، عن ناهز 94، بعدما قضت سنواتها الأخيرة فى مسقط رأسها فى أسبانيا وقد غلبها الضعف والشيخوخة.
وبالعودة بالحديث عن قصة الحب التى يرويها البعض حول الإمبراطورة الراحلة، كان هناك عدد من الدراسات والمؤرخين والأدباء الذين كذبوا تلك القصة، مؤكدين إنها ليست سوى قصة وهمية، ومجرد شائعات عن الخديوى الراحل.
يرى كتاب "Egypt's Belle Epoque" تأليف تريفور موستين، بأن الحديث عن وجود قصة حب بين الخديو والإمبراطورة أوجينى الفرنسية عندما افتتحت قناة السويس فى عام 1869 ملفقة بشكل واضح، فالبروتوكول التفصيلى لزيارتها لم يكن ليمنحها فرصة لأى علاقة حميمة، كما لم تسمح لها "الكاثوليكية" المتحكمة بها بالترفيه عن نفسها عندما عادت إلى القاهرة بعد عقود من افتتاح القناة.
بينما يرى المفكر الدكتور جابر عصفور فى كتابه "دفاعا عن المرأة" إن الاتهامات التى تكيل لعصر الخديو إسماعيل، ترجع إلى الأفلام الساذجة التى أضافت توابلها الحرافة، وأوحت بوجود قصة حب وهمية بين الخديوى والإمبرطورة أوجينى.
كما كذبت من قبل الكاتبة الدكتورة لميس جابر، أن يكون الخديوى إسماعيل أحب فتاة فرنسية، تدعى أوجينى، أثناء دراسته فى باريس، وأنشأ من أجلها حديقة الأسماك، وسرايا الجزيرة، وأوضحت أنه خلال فترة تواجد الخديو فى فرنسا التى استمرت لمدة 3 سنوات لم يكن فيها مجال للحب، فضلا عن أن أوجينى نمساوية ولم تكن فرنسية، وقد تزوجت نابليون الثالث، ولفتت إلى أن تحويل الإنجاز إلى قصة حب تافهة مسألة غير منصفة بالمرة، ولا تمت للحقيقة بصلة.
بينما ذهب كتاب "قناة السويس" للدكتور مصطفى الحفناوى، لقصة حب أخرى كانت تشغل الإمبورطورة الراحلة، لم يكن فيها الخديو إسماعيل طرفا، مشيرا إلى أن السبب التى جعل أوجينى تحضر لحفل افتتاح قناة السويس، ومن قبله دعمها حفر القناة، هو حب مهندس حفر القناة فرديناند دى لسبس، حيث إنها كانت مخطوبة لدى ليسبس قبل أن تقترن بإمبراطور فرنسا، فوقعت فى شباكه حتى حصل على ضمانات كافية لإتمام المشروع.