100 عام من الإدانة لتركيا.. أرواح ضحايا مذبحة الأرمن يطاردون الحكام الأتراك

اتخذ مجلس النواب الأمريكى، قرارا تاريخيا، بالاعتراف الرسمى بمذابح الأتراك ضد الأرمن، حيث أيد المجلس بأغلبية ساحقة القرار الذى يعترف بأن عمليات القتل الجماعى التى تعرض لها الأرمن على يد الإمبراطورية العثمانية، خلال الفترة من 1915 إلى 1923، عمليات إبادة جماعية. ومثَّل القرارالأمريكى الجديد، صفعة قوية على وجه تركيا التى دائما ما تنادى بحماية الأقليات وحقوق الإنسان، ويمثل مطاردة جديدة من قبل أرواح مئات الآلاف من الأرمن الأبرياء ضد الحكام الأتراك على مدى نحو 100 عام، من وقوع المذبحة التركية الشهيرة. بالاعتراف الأمريكى بمذابح الأرمن، يُضاف إلى اعتراف نحو 30 دولة حول العالم بالإبادة التركية للأرمن، والتى يؤكد المؤرخون أن عدد ضحاياها يتراوح بين 1,2 و 1,5 مليون أرميني، خلال الحرب العالمية الأولى، حيث كانت الدولة العثمانية متحالفة مع ألمانيا والإمبراطورية النمساوية المجرية. وتعرف مذبحة الأرمن أوالإبادة الجماعية للأرمن أوالمحرقة الأرمنية، بأنها عمليات قتل متعمد ومنهجى للسكان الأرمن من قبل حكومة تركيا الفتاة فى الدولة العثمانية خلال وبعد الحرب العالمية الأولى، وقد تم تنفيذ ذلك من خلال المجازروعمليات الترحيل والترحيل القسرى والتى كانت عبارة عن مسيرات فى ظل ظروف قاسية مصممة لتؤدى إلى وفاة المبعدين، ويقدّرالباحثون أعداد الضحايا الأرمن بين مليون إلى 1.5 مليون شخص. وتنفى الجمهورية التركية، الدولة التى خلفت الدولة العثمانية، وقوع المجازر التى تؤكدها الأمم المتحدة؛ وتنفى تركيا تسمية الإبادة الجماعية كمصطلح دقيق لوصف هذه الجرائم، وفى السنوات الأخيرة وجهت دعوات متكررة لتركيا للاعتراف بالأحداث بأنها إبادة جماعية، واعتبارًا من عام 2019، اعترفت 31 دولة رسميًا بأن عمليات القتل الجماعى للأرمن هى إبادة جماعية. وعلى مدارنحوأكثر من 100 عام طاردت الأرواح الأرمنية حكام تركيا من خلال عقوبات وإدانات عالمية واسعة، ويشكل الاتحاد الأوروبى ورقة ضغط على تركيا للاعتراف بالمذابح التى ارتكبتها، إذ تعترف 12 دولة به بتلك الوقائع، إلى جانب عدد كبير من المجالس التشريعية بالبلدان الأوروبية مثل ألمانيا وإيطاليا وفرنسا وبريطانيا، بالإضافة للكونجرس الأمريكى. وصرح مسئولى الاتحاد فى أكثر من مناسبة، أن رد الفعل التركى العنيف حيال الدول الأوروبية التى استخدمت تعبير "الإبادة الجماعية" لوصف مذابح الأرمن على أيدى الأتراك العثمانيين عام 1915 سيعقد مساعى أنقرة للانضمام إلى الاتحاد. كما تُصنف أكثر من 20 دولة الواقعة مذبحة، ومن بينها فرنسا وألمانيا وإيطاليا وروسيا، ويعتبرها مؤرخون أول عملية إبادة جماعية فى القرن العشرين. وتعترف الأمم المتحدة رسميا أيضا بالإبادة التى تعرض لها الشعب الأرمني، والتى شهدت عملية تطهيرعرقى على عدة موجات بلغت نهايتها فى 24 أبريل 1915 عندما تم إعدام المئات من أهم الشخصيات الأرمنية فى ساحات مدينة إسطنبول، وكانت إشارة انطلاق لعمليات إبادة مئات القرى الأرمنية. فى عام 2007 تم تشكيل مجموعة دراسة التعويض عن الإبادة الجماعية للأرمن مع تعيين هنرى ثيريولت كرئيس، بالإضافة إلى العديد من العلماء الآخرين فى مجال الإبادة الجماعية. فى مارس من عام 2015، أصدرت المجموعة تقريرًا نهائيًا بعنوان "حل مشكلة العدالة - التعويض عن الإبادة الجماعية للأرمن". ووصف التقرير الجوانب القانونية والتاريخية والسياسية والأخلاقية لدفع الأضرار التى تعرض لها الأرمن، واقترح حزمة تعويضات شاملة للضحايا. فى يوليو عام 2004، بعد أن أقرت ولاية كاليفورنيا التشريعى قانون التأمين ضد الإبادة الجماعية للأرمن، حيث قام أحفاد ضحايا الإبادة الجماعية الأرمنية بتسوية قضية لنحو 2,400 بوليصة تأمين على الحياة من نيويورك لايف كتبت على الأرمن الذين كانوا يعيشون فى الدولة العثمانية. فى حوالى عام 1918، حاولت الحكومة التركية استرداد المبالغ المدفوعة للأشخاص الذين قتلتهم، بحجة عدم وجود ورثة يمكن تحديدها لأصحاب هذه السياسة. وقدمت التسوية 20 مليون دولار، منها 11 مليون دولار لورثة ضحايا الإبادة الجماعية. ويعتبر انكار الإبادة الأرمنية ممنوع رسمياً فى فرنسا، وسويسرا، واليونان، وقبرص، وسلوفاكيا، اعتباراً من عام 2015، قامت حكومات وبرلمانات من 31 بلدًا، بما فى ذلك روسيا، والبرازيل، وفرنسا، وألمانيا، وإيطاليا، وكندا، وكذلك 49 ولاية من الولايات المتحدة الأمريكية، إلى جانب الأمم المتحدة؛ بالاعتراف بأن الأحداث التى حصلت للأرمن كانت إبادة جماعية. فى يوم 15 يونيو 2005 أقر البرلمان الألمانى قراراً: "يكرم فيه ذكرى ضحايا العنف والقتل والطرد فى صفوف الشعب الأرمنى من قبل وأثناء الحرب العالمية الأولى". القرار الألمانى ينص أيضا: "إن البرلمان الألمان يعبر عن استيائه من تصرفات حكومة الدولة العثمانية بشأن تدمير شبه كامل للمجتمعات الأرمنية فى الأناضول، وكذلك عن الدور المخزى للرايخ الألمانى فى عدم مواجهة طرد والإبادة المنظمة ضد الأرمن. كان البابا فرنسيس أحيا فى أبريل 2015، الذكرى المئوية لمقتل نحو 1.5 مليون أرمنى حسب المصادر الأرمنية فى العام 1915 ووصفها بأنها «أول إبادة جماعية فى القرن العشرين»، أثناء قداس فى روما فى حضور بطريرك كيليكيا للأرمن الكاثوليك نرسيس بيدروس.



الاكثر مشاهده

بدعوة من دولة رئيس الوزراء الباكستاني.. العيسى خطيباً للعيد بجامع الملك فيصل فى إسلام آباد

علماء العالم الإسلامي يُرشحون مركز الحماية الفكرية لإعداد موسوعة عن "المؤتلف الفكري الإسلامي"

رابطة العالم الإسلامى تنظم غداً مؤتمر "بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية" فى مكة

د.العيسى يلتقي رئيس جمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر على متن سفينة "أوشن فايكينغ"

10 أسئلة وإجابات حول تعديلات قانون تملك الأجانب للأراضى الصحراوية.. برلماني

الشيخ العيسى: يمكن للقيادات الدينية أن تكون مؤثرة وفاعلة فى قضيةٍ ذات جذورٍ دينية

;