تحتفل الكنائس الشرقية اليوم بميلاد السيد المسيح، الذى تفنن كبار الفنانين العالميين فى التعبير عن حياته فى مراحل حياته المختلفة، وقد كان للحظة الميلاد نصيب كبير من اهتمام الفنانين، ومنها ما حدث عام 1622 حيث رسم الفنان الهولندى جيرارد فان هونثورست، لوحة ميلاد المسيح، وهى تصور مريم العذراء وابنها الطفل بينما الناس يحدقون فى وجه الرضيع "المسيح".
وتعد اللوحة من أجمل الأعمال التى تجسد المسيح الطفل، فقد أجاد جيرارد فان هونثورست توظيف الظل والضوء وأبدع فى رسم ملامح المحيطين الأم وطفلها، وقدمهم فى صورة فرحين مستبشرين، مما ينعكس بشكل أو بآخر على متأملى الصورة.
وجيرارد فان هونثورست (Gerard van Honthorst) (1592-1656) فنان هولندى من العصر الذهبى، أول من اشتهر ببراعته فى رسم المشاهد التى تتميز بمساقط الضوء الاصطناعى.
تعلم الرسم على يد والده فنان الديكور المعروف نسبيا، خاصة فى مدينة أوترخت، وأكمل دراسته فى هولندا ثم سافر الى روما لينهل من فنونها وليتعلم الكثير من أسلوب كارافاجيو فكان أول من نحى هذا المنحى من بين الفنانين الهولنديين فتبعه العديد منهم إلى روما لتعلم المزيد من المهارات الفنية فى الرسم والنحت.
فى عام 1620 عاد إلى وطنه وأصبح شهيرا يرسم البورتريهات للأسر الملكية وأسر الطبقات العليا فى المجتمع.
وتعرفت عليه فى هولندا الأميرة إليزابيث شقيقة ملك إنجلترا "جارلس الأول" فعينته مدرسا لأطفالها ورساما للبورتريهات العائلية، وبحكم وظيفته هذه دعاه الملك جارلس الأول الى إنجلترا عام 1628 ليعمل رساما فى البلاط،بعد عدة سنوات أمضاها فى إنجلترا عاد إلى هولندا ليواصل الرسم لحين وفاته عام 1656.
