الكتب الدينية فى معرض الكتاب.. إعادة إنتاج للماضى وتجديد الخطاب الدينى "صفر"

ما بين التمسك بالتراث وإعادة إنتاجه، وما بين تجديد الخطاب الدينى، تبدو الصورة متناقضة داخل أروقة معرض القاهرة الدولى للكتاب بدورته الـ 51، فرغم تصدر مراكز الدراسات ودور النشر لكتب عن تجديد الخطاب وتحليله، فإنك إذا ذهبت إلى المكتبات والناشرين الإسلاميين تجد الصورة على وضعها من الكتابات والأعمال المقدمة. فى كل عام من معرض القاهرة الدولى للكتاب يكون الحديث الدائم على سيطرة دور النشر والكتب الدينية على دور النشر الخاصة، ورغم أن هذا التصور غير صحيح على الإطلاق إذا تمت المقارنة بين عدد المكتبات الإسلامية بغيرها، لكن يبقى السؤال هل تقدم هذه المكتبات ما إنتاج جديد، أم تكتفى بإعادة إنتاج كتب الماضى والتراث؟ فى قاعة رقم 4 بمعرض القاهرة الدولى للكتاب، حيث مقر المكتبات والهيئات الدينية وعلى رأسها الأزهر الشريف، سوف تكون كتب صحيح البخارى ومسلم، وسيرة ابن هشام، وشرح البردة، والبداية والنهاية لابن الكثير، وكتب الطبرى وابن تيمية، هى التى ستلاحظها دون تدقق لأنها مسيطرة بالفعل على كافة دور النشر المشاركة، لكن الغيابات الجديدة، أو حتى تلك التى قد تكون لها علاقة بتجديد الخطاب، ليس لها وجود إلا قليل، ربما بعض أعمال مشايخ الأزهر السابقين والإمام الأكبر الشيخ أحمد الطيب، بجناح هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف. فى جناح مشيخة الأزهر الشريف، وجناح وزارة الأوقاف، هما الجناحان الوحيدان اللذان يقدمان كتبًا حديثة مقارنة بالأخرى، حيث تقدم كتب الشيخ الشعراوى، أو الدكتور سيد طنطاوى شيخ الأزهر، أو فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، أو الدكتور مختار جمعة وزير الأوقاف الحالى، لكن عندما توجهنا بسؤال أحد المسئولين عن الكتب الجديدة، كانت ترشيحاته لكتبا تصدر طبعة الأولى فى المشيخة لكنها من القرن الأول السابع والثامن الهجرى، مثل كتاب "أساس التقديس"، و"الأربعين فى أصول الدين" لفخر الدين الرازى، و"الكفاية فى الهداية" للإمام نور الدين الصابونى. من جانبنا توجهنا بالسؤال إلى محمد عبد الهادى، مدير دار علم لإحياء التراث، وهى مخصصة فقط فى إعادة كتب التراث، عن رائيه فى سيطرة تلك الأعمال التراثية على الجديدة، حيث قال: إن حتى الكتب الجديدة تستقى مفهومها من كتب التراث، كما أن أمة بدون تراث ليس لها علم، كما أن قيمة وقدر علماء صدر الإسلام لم يأت مثلها. وأضاف "عبد الهادى" فى تصريحات خاصة لـ"انفراد" أن الجميع يهتم بالكتب القديمة التى تحمل بداخلها أفكار الدعوى الإسلامية وتاريخ الأمة وسيرة النبى الكريم وأصحابه، مشيرا إلى أن لا يوجد عصر يخلو من العلماء، لكن علم علماء الإسلام الأوائل لا يوجد ما يضاهيه، وأن مكتبته متخصصة مثلا فى إعادة الكتب المخطوطة، فيما تعمل كثير من المكتبات على إعادة طبع الموسوعات الكبرى، وحول وجود أعمال جديدة، أكد أن حتى الكتب الجديدة تستند فى كثير من معارفها على كتب التراث.














الاكثر مشاهده

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

رئاسة وزراء ماليزيا ورابطة العالم الإسلامي تنظِّمان مؤتمرًا دوليًّا للقادة الدينيين.. الثلاثاء

كبار فقهاء الأمة الإسلامية يجتمعون تحت مظلة المجمع الفقهي الإسلامي

بدعوة من دولة رئيس الوزراء الباكستاني.. العيسى خطيباً للعيد بجامع الملك فيصل فى إسلام آباد

علماء العالم الإسلامي يُرشحون مركز الحماية الفكرية لإعداد موسوعة عن "المؤتلف الفكري الإسلامي"

رابطة العالم الإسلامى تنظم غداً مؤتمر "بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية" فى مكة

;