تعد رواية (رحلة إلى الهند) للكاتب البريطانى إدوارد مورجان فوستر (1874-1970م) واحدة من أشهر الروايات فى القرن العشرين من روائع الأدب العالمى، تدور أحداث الرواية فى إحدى ولايات الهند أثناء الاحتلال البريطانى وتهدف إلى إبراز طبيعة العلاقة بين المستعمر الجديد والشعب الهندى.
وتصور الرواية التى صدرت فى عام 1924 تصويراً دقيق الصراع بين طريقتين فى الحياة: طريق التفكير العاطفى وطريقة التفكير العقلانى.
وتتحدث الرواية بلسان عدة شخصيات بريطانية وهندية، رجالاً ونساء، يحملون ديانات مختلفة، البريطانيون مسيحيون والهنود مسلمون وهندوس. يظهر من خلال الأحداث والحوار الذى يجرى على ألسنة الشخصيات صعوبة تكوين صداقة أو علاقة طبيعية بين المحتل البريطانى والهندى الذى يعانى من الاحتلال، حتى لو رغب الاثنان بكل صدق فى الحصول على هذه العلاقة وتنميتها، تثبت الحياة أن ذلك مستحيل، ليس فى ذلك الوقت، أو تلك الحالة. حالة الاحتلال.
فى الرواية هناك البريطانى الذى يتحدث عن الهندى على أنه أدنى وأقل فهماً وذكاء ونظافة، وهى الصورة العنصرية النمطية المشهورة من البريطانى فى ذلك الوقت تجاه الشعوب التى احتلها.
كما قدمت الرواية وجهة نظر إمكانية التعايش بين الأديان واتضح ذلك جلياً فى تصور الكاتب للعلاقات السائدة بين المسلمين والهندوس فى الرواية، مما يدل على قناعة "فورستر" أن تعدد الديانات فى بلد لا يعنى بالضرورة الصراع الثقافى.
تتحدث الرواية التي جاءت في ثلاثة أجزاء واثنين وثلاثين فصلاً، عن فتاة إنجليزية تدعى "كويستد" وطبيب هندى كانت ستتزوجه لولا وقوع أحداث أليمة، عندما قبض عليه بتهمة الاعتداء عليها، ولكن عندما قدمت القضية للمحاكمة سحبت الآنسة كويستد الاتهام وأطلق سراح الطبيب، وعادت الفتاة بمفردها يائسة.
