صدرت رواية حكاية زهرة للكاتبة اللبنانية حنان الشيخ فى سنة 1998، وحجزت مكانها فى قائمة أفضل 100 رواية عربية صدرت فى القرن العشرين.
وتنقسم رواية "حكاية زهرة"، إلى قسمين، يحمل القسم الأول عنوان "نُدوب السلام ونجد فيه زهرة، الشخصية الأنثى المركزية، وقد جرت التضحية بها بصمت، من البنية الأبوية بمختلف مظاهرها البشعة، ويحمل القسم الثانى عنوانًا فرعيا "تيارات الحرب الجارفة " ونرى فيه زهرة شخصًا مختلفة تمامًا، مستعدة للقيام بأى عمل من أجل وقف الحرب، حتى إن وصل الأمر إلى إقامة علاقة مع قنَاص، رمز الحرب الأبوية، وانتهت بموتها المأساوى.
ورواية "حكاية زهرة" هى سيرة فتاة تعرضت منذ صغرها لاستغلال بشع من طرف أمها التى كانت تأخذها معها متذرعة أنها ذاهبة لزيارة الطبيب، أو الجدة أو أحد الأقارب، بينما كانت تذهب عند عشيقها، فكانت زهرة شاهدة على علاقة الأم الغرامية، ترى وتسمع كل شيء، ولا تستطيع البوح بذلك، رغم أنها كانت تتعرض لشتى أصناف التعذيب على يد الأب الفظ والقاسى.
تقول: «حاولت أن أفكر والصفعات تنهال على وجهي. وصوت رب الترام ببذلته الكاكية ينهال على وجهي. ونظرات أمى وصوتها وعصبيتها تنهال على وجهي، خوفا من أن أقول الحقيقة "قولى الصحيح، وين كنتو تروحوا وين كان ياخذكم".
ويتضح أن من بين خصوصيات الذات فى هذه الرواية، هو كونها ذات معنّفة كسيرة وجريحة بسبب ما تعرضت له من شتى أشكال العنف النفسى والجسدي. الشيء الذى أحالها إلى ذات سلبية متوارية وعاجزة عن المواجهة أو الإقدام عن أى رد فعل، إلى درجة أنها أصبحت تحس بالغربة بين أفراد أسرتها وكأنها ليست واحدة منهم.
