كأنه يعيش معنا.. فيلسوف رحل من 394 سنة يقدم الحل لسيطرة الإنسان على كورونا

"لو بدأ الإنسان من المؤكدات انتهى إلى الشك، ولكنه لو اكتفى بالبدء فى الشك، لانتهى إلى المؤكدات"، هكذا كانت فلسفة فرانسيس بيكون، "22 يناير 1561 - 9 أبريل 1626"، فيلسوف ورجل دولة وكاتب إنجليزى، له قناعاته الخاصة نحو الفلسفة، فلم يسلم بالقديم وآمن بأن هناك أشياء جديدة لابد أن نكتشفها، وهو معروف بقيادته للثورة العلمية عن طريق فلسفته الجديدة القائمة على الملاحظة والتجريب. وكان فرانسيس بيكون يقول: إن إفساح المجال أمام الشك له فائدتان: "الأولى" تكون كالدرع الواقي للفلسفة من الأخطاء و"الثانية" تكون كحافز للاستزادة من المعرفة. ورأى بيكون أنه ليس هناك أمل فى تقدم العلوم خطوة واحدة إلا باستخدام طريقة جديدة تؤدى إلى الكشف عن الجديد وتساعد على الابتكار لما فيه خير الإنسانية، وأدرك أن العيب الأساسي يكمن في طريقة التفكير لدى فلاسفة اليونان والعصور الوسطى. ويقول "بيكون" فى ذلك، ساد الاعتقاد بأن العقل النظرى وحده كفيل بالوصول إلى العلم، وأن الداء كله يكمن في طرق الاستنتاج القديم التى لا يمكن أن تؤدي إلى حقائق جديدة، فالنتيجة متضمنة في المقدمات. ونظرًا لقناعاته بفلسفته ثار ضد تراث أفلاطون وأرسطو وظهر له بأن الفلسفة المدرسية شىء ملىء بالثرثرة، غير واقعى وممل للغاية، كما أنها لم تؤد إلى نتائج. ورأى بيكون أن تراجع الفلسفة وعدم تقدها ومساهمتها فى بناء المجتمع آنذاك يرجع إلى عدة عوامل: ــ خلفت النهضة الأوروبية روحا أدبية جعلت الناس يهتمون بالأساليب والكلمات ويهملون المعاني. ــ اختلاط الدين بالفلسفة. ــ اعتماد الناس في أحكامهم على الأدلة النقلية وأخذهم بأقوال السالفين دون نظر فى صحتها من عدمه. ــ لرجال الفلسفة أثر في انحطاط الفلسفة إذ خرجوا بها عن موضوعها واعتمدوا فيها على الثرثرة الكاذبة. ــ تعصب الناس وتمسكهم بالعادات القديمة والعقائد الموروثة. ــ عدم التثبت في دراسة الأمثلة والطفرة في الوصول إلى نتائج. كان بيكون يمتلك وجهة نظر عندما تعلمها تشعر بكل تأكيد أنها تصلح لاستخدامها فى العالم الآن، ففى الوقت الذى يبحث العالم عن مصل للقضاء على فيروس كورنا، نجد أن فلسفة بيكون إذا طبقت فى وقتنا الحالى قد يكون حلا للخروج من الأزمة، حيث كان يؤمن بأن العلم هو السلاح الأول للبشرية، ويساعد على تقدمها فكان إيمانه أن العلم قادر على سيطرة الإنسان على جميع المخلوقات وفهم الطبيعة، وكان يرى أن فساد العلم يؤدى إلى فقدان السيطرة على تلك المخلوقات، فالعلم في رأيه هو ذلك الذي يمكن أن يثمر أعمالا ويؤدى إلى تغيير حقيقي في حياة الناس. ويرى بيكون أنه إذا أردنا الوصول إلى الهدف المنشود فلا بد من مراعاة شرطين أساسيين وهما: "شرط ذاتي يتمثل في تطهير العقل من كل الأحكام السابقة والأوهام والأخطاء التي انحدرت إليه من الأجيال السالفة، شرط موضوعي ويتمثل في رد العلوم إلى الخبرة والتجربة وهذا يتطلب معرفة المنهج القويم للفكر والبحث.



الاكثر مشاهده

رئاسة وزراء ماليزيا ورابطة العالم الإسلامي تنظِّمان مؤتمرًا دوليًّا للقادة الدينيين.. الثلاثاء

كبار فقهاء الأمة الإسلامية يجتمعون تحت مظلة المجمع الفقهي الإسلامي

بدعوة من دولة رئيس الوزراء الباكستاني.. العيسى خطيباً للعيد بجامع الملك فيصل فى إسلام آباد

علماء العالم الإسلامي يُرشحون مركز الحماية الفكرية لإعداد موسوعة عن "المؤتلف الفكري الإسلامي"

رابطة العالم الإسلامى تنظم غداً مؤتمر "بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية" فى مكة

د.العيسى يلتقي رئيس جمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر على متن سفينة "أوشن فايكينغ"

;