مأساة النهاية.. عبد الفتاح القصرى مخترع "القفشات" يصاب بالعمى على المسرح

عندما ندخل عالمه لا نحتاج إلى استئذان، فندخل لنرى عالمه الجميل، ويتحول الجد إلى الهزار وتلقائية، والحزن يصير سعادة والتكلف تكسوه الأريحية والعفوية، إنه عالم الفنان الكبير عبد الفتاح القصرى، الذى تمر اليوم ذكرى ميلاد، إذ ولد فى مثل هذا اليوم من عام 1905م. وحسب كتاب "أبيض وأسود"، للكاتب أشرف بيدس، فإن لكل واحد من كوميدياتنا العظام "لزمة" عبارة عن دأب على تكرارها فى معظم أعماله، تلقى قبولا واستحسانًا من جماهيره التى تنتظرها بشغف، لكن "القصرى" كان مستودع "لزمات" لا يكف عن اختراعها ويفاجئنا فى كل مشهد بواحدة تنزع ضحكاتنا وتدغدغ قلوبنا مثل "كلمتى مش ممكن تنزل الأرض أبدًا". القصرى الذى ولد فى حى الجمالية وراقب عن قرب شخوصه والتى تمثلت فى أولاد البلد بجدعنتهم وشهامتهم، وتفاصيل حياتهم المليئة بالأحداث والمواقف، فلم يكن غريبًا تميزه فى اداء هذه النوعية من الأدوار وإن صبغها بنكهته الخاصة، ورغم أنه كان ابنا لعائلة ثرية تعمل فى تجارة الدهب، وكان يسيرا عليها إلحاقه بمدارس فرنسية، فإن حبه للفن تملك منه، ولم يستطع التغلب عليه وقاده إلى فرقة عبد الرحمن رشدى ومكث بها بعض الوقت، ثم ينتقل منها إلى فرقة عزيز عيد مرورًا بفرقة فاطمة رشدى، حتى أعاد اكتشافه نجيب الريحانى واسند لع الدوار الكوميدية بفرقته وتمكن من الكشف عن قدراته وإمكاناته وسط جيل من العظام، ليرافق زميل عمره الفنان إسماعيل يس. ويقول الكاتب أشرف بيدس، اشتهر عبد الفتاح القصرى بأدوار السنيد، ولم يقم طوال تاريخيه الفنى بأى بطوله، وإن كان اشتراكه فى أى عمل يمثل إضافة كبيرة فكثير من الأعمال التى شارك فيها لم يبق منها سوى قفشاته وعباراته التى مازالت الجماهير تحفظها عن ظهر قلب. كما استطاع الفنان الراحل أن يحصن موهبته من التقليد والنقل والاقتباس وامتاز بخصائص لم يستطع أحد من الأجيال التالية بالسطو عليها أو الاقتراب منها، فيكفى عندما نذكر عبارة من عبارته مثل "نورماندى تو" حتى تذهب الذامرة سرسعا إلى فيلم "ابن حنميدو"، ليجسد أمامنا شخصية المعلم حنفى ومشاحناته المستمرة مع زوجته "سعاد أحمد". ويشير كتاب "أبيض وأسود"، أن البدايات تمثل أمل جميل ومشرف، ولكن النهايات تأتى غالبًا مخزنة وشديدة القسوة وكأنها تبدل الضحكات بالعبرات، ففى إحدىالليالى بينما كان يجسد أحد أدواره على خشبة المسرح، فوجئ بتلاشى نور عينيه حتى أظلمت الدنيا تمام، فراح يصرخ مفزوعًا، وظنت الجماهير بأن ما يحدث ضمن أحداث المسرحية، وكان تلك الضربة التى أجهزت عليه ودمرت حالته النفسية بصورة خطيرة أدت إلى تصلب الشرايين وفقدان الذاكرة.










الاكثر مشاهده

رئاسة وزراء ماليزيا ورابطة العالم الإسلامي تنظِّمان مؤتمرًا دوليًّا للقادة الدينيين.. الثلاثاء

كبار فقهاء الأمة الإسلامية يجتمعون تحت مظلة المجمع الفقهي الإسلامي

بدعوة من دولة رئيس الوزراء الباكستاني.. العيسى خطيباً للعيد بجامع الملك فيصل فى إسلام آباد

علماء العالم الإسلامي يُرشحون مركز الحماية الفكرية لإعداد موسوعة عن "المؤتلف الفكري الإسلامي"

رابطة العالم الإسلامى تنظم غداً مؤتمر "بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية" فى مكة

د.العيسى يلتقي رئيس جمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر على متن سفينة "أوشن فايكينغ"

;