أبيض×أسود.. سليمان بك نجيب قنصل مصر فى أسطنبول وأول مدير مصرى لدار الأوبرا

تربى فى بيت عريق ذى حسب ونسب له تقاليد وعادات نبيلة، فهم مفردات العامة وخباياها، ابن ذوات مأصل، ولم تمنعه ثقافته الفرنسية الرفيعة، من الانغماس فى جذور المصرية الشعبية حتى وصلت إلى أعماقها السحيقة، إنه جنتلمان السينما سليمان نجيب "21 يونيو 1892/ 27 سبتمبر 1953"، وعبر كتاب "أبيض وأسود للكاتب أشرف بيدس، نستعرض جانب من حياه سليمان نجيب. لا يشبه أحدا، ولا يتملق أى صفات ليست أصيلة به للتسلق عليها أو ادعائها، فهو بطبيعته وأخلاقه وصفاته نمط جميل من البشر، ولا أحد يشبهه لما يتمتع به من قدرات وإمكانات من الصعب أن توجد فى الآخرين، يتمتع بأداء رشيق ومخارج ألفاظ واضحة تكتسى بنبرة كبرياء عظيمة تفوح منها الطيبة والبساطة، يملك خفة دم طبيعية. حصل سليمان نجيب على البكوية من الملك فاروق الذى كانت تربطه به صداقه، وكان أول فنان يحظى بذلك، حرص أن يسافر كل عام إلى أوروبا لمشاهدة أحدث العروش المسرحية، ولهذا لم يتزوج حيث إنه كان يرى أن عدم الزواج حرية تجعله ينطلق فى أى وقت وكان يقول "الستات مناكفات مشاكسات". والده هو الشاعر والأديب الكبير مصطفى باشا نجيب (الذى قام برعاية زكى رستم بعد وفاة والده)، وشقيقة حسنى بك نجيب مدير الإذاعة المصرية، عمه محمود باشا شكرى رئيس الديوان الملكى، وخاله هو أحمد زيوار والذى شغل منصب رئيس الوزراء فى وقت من الأوقات، وابن عمته الشاعر الكبير أحمد زكى أبو شادى. هوى التمثيل منذ أن كان تلميذًا بالمدرسة التحضيرية بدرب الجماميز بالسيدة زينب، انضم إلى فرقة عبد الرحمن رشدى وسلامة حجازى، بعد تخرجه من كلية الحقوق، لم ترحب أسرته بعمله فى الفن فدافعته إلى العمل بالسلك الدبلوماسى، وترك التمثيل احتراما لوالدته التى كان يعشقها، بدأ سليمان نجيب حياته بالصحافة، فى مجلة "كشكول" وكان يكتب المقالات الساخرة تحمل عنوان "مذكرات عربجى"، ثم التحف بسكرتارية وزارة الأوقاف وعمل مديرًا لمكتب وزير الأوقاف، ثم التحق بالعمل الدبلوماسى وعين قنصل مصر فى اسطنبول وسكرتيرا لمجلس الوزراء. بعد رحيل والدته كون مع الفنان الكبير عبد الوراث عسر جمعية أنصار التمثيل كما شاركه فى تمصير أكثر من 30 عملا مسرحيًا من الأدب العالمى، وبعد سنوات قليلة يرشحه صديق عمره محمد كريم عام 1933م، ليشارك محمد عبد الوهاب بطولة أفلامه الأولى "الوردة البيضاء" والذى شارك فى كتابته، و"دموع الحب" 1935م، "ويوم سعيد "1940. وفى 1938 أصبح أول مدير مصرى لدار الأوبرا المصرية بعد أن كان يحتكر هذا المنصب الإنجليز، وشارك أم كلثوم فى ثلاثة أفلام، كما اشترك مع الفنانة الراحلة ليلى مراد فى عدة أعمال. وأحب الفنان الكبير سليمان نجيب، حسب كتاب "أبيض وأسود" ثلاث مرات، الأولى خطفها الموت، والثانية كانت الفنانة زينب صدقى، والثالثة كان يطلق عليها "صاحب صوانى الكبيبة". ترك عالم الفن فى هدوء وشياكة ليرحل عن عالمنا ولم يدخر سوى 269 جنيها غطت تكاليف جنازته وسرادق العزاء، فظل طوال حياته لا يمثل عبئًا على أحد، وتبقى أعماله وطلته خالدة.












الاكثر مشاهده

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

رئاسة وزراء ماليزيا ورابطة العالم الإسلامي تنظِّمان مؤتمرًا دوليًّا للقادة الدينيين.. الثلاثاء

كبار فقهاء الأمة الإسلامية يجتمعون تحت مظلة المجمع الفقهي الإسلامي

;