شغل الإمام محمد عبده (1849 – 1905) الجميع بأفكاره التى كانت تعد خطوة مهمة فى طريق الإصلاح فى نهايات القرن التاسع عشر، ونقرأ معا كتابا مهم للإمام رصد خلاله أفكاره عن الوطن ومحبته والتفانى فيه وهو كتاب "الكتابات السياسية".
يقول الكتاب:
الوطن الذي يوجب الحب والحرص والغيرة يرجع لثلاثة تشبه أن تكون حدودا، أنه السكن الذي فيه الغذاء والوفاء والأهل والولد، وأنه مكان الحقوق والواجبات التي هي مدار الحياة السياسية وهما حسيان ظاهران، وأنه موضع النسبة التي يعلو بها الإنسان ويعز أو يشغل ويذل، وهو معنوى محض فإذا تقرر ذلك على ما قلناه وجب على المصرى حب الوطن من كل الوجوه.
وحسبما نقلت مواقع إخبارية عن الكتاب:
أدرجت كتابات الإمام محمد عبده السياسية تحت أربعة عناوين انطوت المقالات تحتها، والعناوين هى (ما قبل الثورة العرابية) و(فى الثورة العرابية) و(مفكرة الأحداث العرابية) و(فى السجن).
وكتب الدكتور محمد عمارة مقدمته للكتاب وجعل عنوانها (هكذا تحدث الإمام)، واستبق المقدمة الطويلة بكلام للإمام يلخص كثيرا من الأهداف التي سعى إلى تحقيقها.
وقال الإمام "لقد ارتفع صوتى بالدعوة إلى أمرين عظيمين: الأول تحرير الفكر من التقليد والثانى إصلاح أساليب اللغة العربية في التحرير. وهناك أمر آخر كنت من دعاته والناس جميعا فى عمى عنه وهو التمييز بين ما للحكومة من حق الطاعة على الشعب وما للشعب من حق العدالة على الحكومة.
وقالت المقدمة إنه في سبيل تحديد موقع الوسطية الجامعة بين النافع من الموروث والنافع من الوافد سعى الامام محمد عبده الى تحرير مصطلح "السلف" من اسر تيار الجمود والتقليد، فالسلف الصالح هو المنابع الجوهرية والنقية، البلاغ القرآنى والبيان النبوى لهذا البلاغ القرآنى ومناهج النظر في هذه المنابع قبل ظهور الخلاف الذي اتسم في أحيان كثيرة بشغب الفرق وتعصب المتكلمين، لذلك وجب التمييز بين السلفية في الدين وثوابته وبين المستقبلية فى فقه الواقع والمستجدات.
