كيف انتشرت الأوبئة فى مصر قديما قبل كورونا.. سفن التجارة والحجيج أبرز الأسباب

يختلف البعض حول الطرق التى ينتقل بها وباء أو مرض معدٍ من بلد إلى آخر، لكن تبين، عبر التاريخ، أن حركة السفر والتجارة كانت السبب الأول فى انتقال الأوبئة، وفى حالة فيروس كورونا المستجد "كوفيد-19"، فالمرض لم ينتشر فى مصر، إلا بعد نقل العدوى من سائحة على متن باخرة سياحية، ومن بعدها بدأ فى الانتشار فى مصر، رغم أن الإجراءات الحكومية أخرت كثيرا من انتشار الوباء. وبالنظر إلى التاريخ نجد أن الأوبئة والطواعين التى ضربت مصر فى السابق، كانت نتيجة حركة التجارة على موانئ البحر المتوسط مثل الإسكندرية، الميناء الرئيسى فى البلاد، وكنت سببا فى انتشار العدوى مجتمعيا. عن طريق المراكب التجارية ظهر طاعون جستنيان أول مرة فى مصر عام 541م بعدما انتقل إليها من مكان أوروبا عبر الرحلات التجارية بين ميناء الإسكندرية إلى القسطنطينية فى عهد الإمبراطور جستنيان، ولذلك أُطلق على الطاعون اسم "طاعون جستنيان"، وبحسب تقرير نشرته هيئة الإذاعة البريطانية "bbc" لم يتخذ الناس آنذاك إجراءات حازمة ضد انتشار المرض الذى أصاب حتى حيوانات الشوارع ونفق منها الآلاف وأهمل الناس فى دفنها بصورة سليمة، مما أدى إلى تفشى الطاعون أكثر، وكان للطاعون تبعات اقتصادية كبيرة على مستوى العالم لتسببه في وقف حركة التجارة تماماً بين المدن. عن طريق المسافرين أما الطاعون الذى أصاب البلاد فى عهد محمد على باشا، فقد وصف "الجبرتى" طرفًا من ذلك حيث ذكر:" أنه عندما جاءت الأخبار بوقوع الطاعون الكثير بإسلامبول فإن الأطباء قد أشاروا على محمد على بعمل كورنتيلة بالإسكندرية على قاعدة صلاح الإفرنج ببلادهم، فلا يدعون أحدا من المسافرين الواردين في المراكب من الديار الرومية، يصعد إلى البر إلا بعد مضى أربعين يوما من وروده، وإذا مات بالمركب أحد في أثناء المدة استأنفوا الأربعين". وعندما بدأ ينتشر بالإسكندرية فى الشهر التالى (فبراير 1813م) وتوفي على إثره الكثير من أبناء الإسكندرية فأمر الباشا بعمل محاجر صحية بدمياط ورشيد وغيرها وعبر عنها "الجبرتي" بقوله: "... زاد الأحقاف بحصول الطاعون، وواقع الموت منه بالإسكندرية، فأمر الباشا بعمل كورنتيله بثغر رشيد ودمياط والبرلس وشبرا، وأرسل إلى الكاشف الذي بالبحيرة بمنع المسافرين المارين من البر، وأمر أيضا بقراءة صحيح البخاري بالأزهر، وكذلك يقرءون بالمساجد والزوايا سورة الملك والأحقاف فى كل ليلة، بنية رفع الوباء فاجتمعوا إلا قليلا بالأزهر نحو ثلاثة أيام، ثم تركوا ذلك وتكاسلوا عن الحضور". الكوليرا مع الحجاج تروي الباحثة ليلى السيد عبد العزيز قصة قدوم الوباء السادس من الكوليرا إلى مصر حين تم نقل الحجاج عبر الباخرة سدنى المتجهة للسويس، حيث أخفى قبطان السفينة المرضى، وهناك فى الإسكندرية قبل ترحيل الحجاج المصابين بـ الكوليرا، انتقل المرض فمات نحو 4 آلاف شخص، وكان يموت يوميا في دمياط 90 شخصا تقريبا، وفى القاهرة حصدت 6 آلاف مواطن، بما يوازي 22% من السكان، ثم انتقلت إلى كافة المحافظات وقدر عدد الوفيات عام 1865م بـ 60 ألفا من السكان في أقل من 3 أشهر من شهور الصيف.










الاكثر مشاهده

بدعوة من دولة رئيس الوزراء الباكستاني.. العيسى خطيباً للعيد بجامع الملك فيصل فى إسلام آباد

علماء العالم الإسلامي يُرشحون مركز الحماية الفكرية لإعداد موسوعة عن "المؤتلف الفكري الإسلامي"

رابطة العالم الإسلامى تنظم غداً مؤتمر "بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية" فى مكة

د.العيسى يلتقي رئيس جمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر على متن سفينة "أوشن فايكينغ"

10 أسئلة وإجابات حول تعديلات قانون تملك الأجانب للأراضى الصحراوية.. برلماني

الشيخ العيسى: يمكن للقيادات الدينية أن تكون مؤثرة وفاعلة فى قضيةٍ ذات جذورٍ دينية

;