اللغز المحير.. هل سرقت الملكة كليوباترا مقبرة الإسكندر الأكبر فى مصر ؟

لا يزال لغزر العثور على مقبرة الإسكندر الأكبر أحد أشهر ملوك العالم القديم، ومن أشهر القادة العسكريين والفاتحين عبر التاريخ، ومؤسس مدينة الإسكندرية التى سميت نسبة إلى اسمه، محيرا لعلماء الآثار، وهو الحلم الذى يراود الأثريون فى مصر، واليوم، تمر ذكرى رحيل الإسكندر الأكبر، إذ رحل عن عالمنا فى مثل هذا اليوم 10 يونيو من عام 323 ق.م، فهل يمكن العثور على المقبرة فى يوم من الأيام أم أنها قد تكون غير موجودة بمصر، وما حقيقة سرقة الملكة كليوباترا للمقبرة؟ قال عالم الآثار الكبير الدكتور زاهى حواس، إن مقبرة الإسكندر الأكبر سيتم العثور عليها فى يوم من الأيام تحت المنازل القديمة فى مدينة الإسكندرية، والأدلة كلها تؤكد أن الإسكندر دفن هناك، وليس فى أى مكان آخر، وسيتم العثور عليها خلال أعمال الحفائر، أو عن طريق الصدفة. وأوضح الفقيه الأثرى محمد حمزة، عميد كلية الآثار جامعة القاهرة السابق، أن الإسكندر الأكبر عندما دفن فى الإسكندرية دفن فى المقبرة الملكية المعروفة "السوما ـ السيما"، بالحى الملكى بوسط المدينة القديمة، وهو الحى الذى كان يعرف باسم البروكيون، والذى تم تدميره تمامًا خلال القرن الثالث الميلادى والرابع نتيجة لاندلاع الثورات والحروب والفتن، التى قام بها أهل الإسكندرية ضد الأباطرة الرومان، وبعد أن أصبحت المسيحية هى الديانة الرسمية فى مصر تم تدمير الكثير من الآثار الوثنية القديمة فى أواخر القرن الرابع الميلادى، ومن أشهرها "معبد السربيوم" وهذا يعنى أن قبر الإسكندر الأكبر لن يتم اكتشافه إلا بمحط الصدفة البحتة. وأضاف الدكتور محمد حمزة، فى تصريحات سابقة لـ "انفراد"، أما المواقع الخاصة بدفن الإسكندر خارج مصر، لا أساس علمى لها ومنها "صيدا بلبنان"، عندما اكتشف تابوت الإسكندر بها عام 1895 م، وهو محفوظ الآن بمتحف أسطنبول أو كريت أو فى شمال اليونان أو غير ذلك من الآراء التى لا تستند إلى أى دليل علمى. ويذكر المؤرخ اليونانى أقليوس تانيوس فى القرن الخامس الميلادى أن السيما أو السوما تقع عند تقاطع الشارعين الرئيسيين لمدينة الإسكندرية القديمة، وهما الشارع الطويلى والعربى ونقطة التقاطع هذه كما حددها محمود باشا الفلكى بعد دراسة استغرقت 10 سنوات من العمل المتواصل "1878 ـ 1888م" لمدينة الإسكندرية القديمة، والخريطة التى أعدها لذلك تقع فى المنطقة المعروفة الآن بشارع النبى دانيال وليس عند مسجد النبى دانيال، وعلى ذلك فإن قبر الإسكندر فى هذه المنطقة، ولما كان يصعب إجراء حفائر بها لطبيعتها العمرانية والديمغرافية فإن قبر الإسكندر لن يظهر إلى الوجود إلا بمحط الصدفة البحته. وتابع الدكتور محمد حمزة، ربما يؤكد ذلك أن الآثار اليونانية الرومانية الشهيرة فى الإسكندرية لم تكشف إلا بمحط الصدفة، ومنها "المدرج الرومانى بكوم الدكة ومنها مقابر الكتاكومب بكوم الشقافة ومقبرة مصطفى كامل بالجبانة الشرقية ومنها مؤخرًا تابوت الإسكندرية. وحول مكان وجود قبر الإسكندر الأكبر، كشف الدكتور محمد حمزة أن الإسكندر توفى فى بابل عام "323 ق .م"، وتم دفنه فى تابوت ذهبى وعربة صنعت مخصوص حتى تنقله لبلاد اليونان، فلما وصل التابوت لبلاد الشام سارع بطليموس مؤسس دولة البطالمة فى مصر بجيشه لاستقبال التابوت طبقًا لنبؤة تؤكد أن البلد التى ستحتفظ بقبر الإسكندر ستعيش فى عز وسعادة ولن تموت، ونجح بطليموس فى إحضار التابوت فى مصر ودفنه فى جبانة منف "سقارة" حسب الطقوس المقدونية وظل التابوت فى شقارة لمدة عام، ثم تم نقله إلى الإسكندرية ودفنه فى مقبرة خاصة بالحى الملكى. ووصف الدكتور محمد حمزة مقبرة الإسكندر الأكبر، قائلا: كانت تشمل سلم يؤدى إلى فناء مربع ثم ممر طويل يؤدى إلى القبر تحت سطح الأرض، كما تم بناء معبد بها تقام فيه طقوس على روحه، وبالقرب من هذه المقبرة أقيمت المقبرة الملكية لدفن أسرة البطالمة بدءًا من بطليموس الثانى الذى أقام اول مقبرة لوالده بطليموس الول وزوجته، وعرفت هذه المقبرة الملكية باسم "السوما أو السيما"، ظلت مقبرة اللإسكندر معروفة طوال العصر البطلمى حتى قيل أن الملكة كليوباترا كانت تعانى من أزمة مالية شديدة فجمعت كل كنوز الموجودة بمقبرة الإسكندر واستولت عليها، كذلك زار هذا القبر القياصرة الرومان، ومن المعلومات المهمة عن تابوت الإسكندر أن بطليموس الحادى عشر عام "80 ق . م" قد استبدل التابوت الذهبى للإسكندر بتابوت زجاجى. كما أكد كتاب "الإسكندرية .. المكتبة والأكاديمية فى العالم القديم"، للباحث محمد عبد المنعم عامر، على أن مؤرخى البطالمة بصفة عامة أكدوا بشكل قاطع عن وجود مقبرة الإسكندر بمدينة الإسكندرية، فذكر فيلادلف أنه أمر بتشييد مقبرة لوالديه بلطليموس وبرنيس فى مكان قريب من الحائط الشرقى لمقبرة الإسكندر العظيم. ومما سبق نجد أن جميع الآراء العلمية تدل على أن وجود مقبرة الإسكندر الأكبر فى مدينة الإسكندرية، وسوف يتم العثور عليها فى يوم من الأيام، ولكن بمحط الصدفة، كما حدث مع الآثار اليونانية الرومانية التى تم اكتشافها من قبل.










الاكثر مشاهده

علماء العالم الإسلامي يُرشحون مركز الحماية الفكرية لإعداد موسوعة عن "المؤتلف الفكري الإسلامي"

رابطة العالم الإسلامى تنظم غداً مؤتمر "بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية" فى مكة

د.العيسى يلتقي رئيس جمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر على متن سفينة "أوشن فايكينغ"

10 أسئلة وإجابات حول تعديلات قانون تملك الأجانب للأراضى الصحراوية.. برلماني

الشيخ العيسى: يمكن للقيادات الدينية أن تكون مؤثرة وفاعلة فى قضيةٍ ذات جذورٍ دينية

رابطة العالم الإسلامي تُدشِّن برنامج مكافحة العمى في باكستان

;