يلتقى، مساء اليوم الجمعة، فريقى إنتر ميلان الإيطالى أمام نظيره أشبيلية الإسبانى، فى نهائى نسخة الدورى الأوروبى لعام 2020، حيث يدخل الفريقان على أمل حلم تحقيق اللقب سادس من البطولة الأوروبية الثانة للأندلسيين، واللقب الرابع لأبناء المدير الفنى أنطونيو كونتى، وهو الصدام هو الأول بين إشبيلية وإنتر ميلان على الصعيد الأوروبى.
وينتمى الفريقان العملاقان إلى مدينتان استوحيا أسمائهم منها، يمثلان تاريخا عريقا بالنسبة للإيطاليين والإسبان، حيث شهدا حضارات عظيمة وحاضر مجيد.
ميلان
تأسست ميلانو على يد أحد شعوب السلت، ثم تعرضت للغزو من قبل الرومان لتصبح بذلك عاصمة الإمبراطورية الرومانية الغربية، ازدهرت المدينة فى العصور الوسطى وأصبحت مركزاً تجارياً ومالياً، تعرضت ميلانو للعديد من الغزوات على مر القرون، حيث سيطرت عليها فرنسا، وإسبانيا هابسبورغ، والنمسا، حتى حلول عام 1859 عندما ضمت المدينة أخيراً إلى مملكة إيطاليا حديثة العهد.
قادت ميلانو عملية إنتاج الأمّة الإيطالية الشابّة خلال بدايات القرن العشرين، وأضحت مركزاً اقتصادياً واجتماعياً وسياسياً هاماً. تأثرت المدينة بشدة من الدمار الذى خلّفته الحرب العالمية الثانية، حيث كانت المركز الرئيسى لحركة المقاومة الإيطالية فى وجه القوات النازية. تمتّعت المدينة بطفرة اقتصادية طويلة الأمد خلال سنوات ما بعد الحرب جاذبةً أعداداً ضخمة من المهاجرين القادمين من أرياف جنوب إيطاليا. كما شهدت ميلانو خلال العقود الماضية زيادةً هائلةً فى أعداد المهاجرين الأجانب حتى بات أكثر من سُدُس سكانها مولودين فى الخارج.
وكلمة ميلانو مشتقة من اسم المدينة اللاتينى القديم ميديولانو، إلا أن معنى ميديولانوم موضع للجدل، يعتقد أن الاسم مكوّن من كلمتين: ميديو ومعناها "فى الوسط"، أما معنى الشطر الثانى فهو "سَهْل". وقد اقتُرح أيضاً أن جذور الكلمة الأصلية قد تعود إلى الإرث السلتى للمدينة، حيث أنه هناك ستون موقعاً غاليّاً - رومانيّاً يحمل اسم ميديولانوم فى فرنسا، مثل سانتس (ميديولانوم سانتينيوم) وإفرو (ميديولانوم أولِركوريوم)، حيث كان لكُل مُجتمعٍ سلتى مكان تجمّع مُقدّس لتطبيق القانون والعدالة، وعادةً ما يكون فى وسط المدينة.
إشبيلية
يرجع تاريخ مدينة إشبيلية إلى ما يقرب من 2200 سنة، ويقال أن مؤسس المدينة الشخصية الأسطورية هرقل حيث أبحر عبر مضيق جبل طارق إلى المحيط الأطلسى و قام بتأسيس المدينة، و قد عرفت المدينة فى العصر الرومانى بإسم هيسباليس، و قد تم إيجاد بقايا آثرية رومانية هامة فى المدن القريبة مثل سانتيبونسى و إيتاليكا و كارمونا، و من أهم الآثار الرومانية الموجودة فى المدينة حتى الآن بقايا قناة مائية و معبد فى شارع مارموليس و أعمدة لا ألاميدا دى هرقل، و تم بناء الأسوار المحيطة بالمدينة فى عهد يوليوس قيصر.
و فى عام 712 ميلادى فتح المسلمون والمغاربة مدينة أشبيلية خلال غزو هيسباليس، وأصبحت عاصمة لملوك الخلافة الأموية من القرن الثامن إلى القرن الثالث عشر، وقد واصلت التأثيرات الحضارية المغاربية انتشارها فى إشبيلية و بناء النوافير وباحات المنازل، وكانت معظم المبانى تنتمى إلى النمط المدجن للفن الإسلامى.
وسبال هو أقدم اسم معروف لإشبيلية، يبدو أن تكون قد نشأت خلال الاستعمار الفينيقى للثقافة Tartessian فى جنوب غرب إيبيريا، وفقاً لمانويل بليسر كاتالان تعنى "الأراضى المنخفضة" فى اللغة الفينيقية (على غرار العبرية. وخلال الحكم الرومانى تم Latinised الاسم كما Hispalis، بعد الفتح الإسلامى ، وقد تم تكييف هذا الاسم إلى اللغة العربية كما إشبيلية (عربى أشبيلية).
