لماذ يحب المسلمون الخليفة سليمان بن عبد الملك؟

تمر اليوم الذكرى 1303 على رحيل الخليفة الأموى سليمان بن عبد الملك، الخليفة السابع من خلفاء بنى أمية، إذ رحل فى 21 سبتمبر عام 717م، عن عمر ناهز 45 عاما. لقد ثارت بعض الشبهات حول سليمان عبد الملك منها عزل ولاة الحجاج بن يوسف والتنكيل بهم، انتقامًا منهم ومن الحجاج لا لشىء إلا لأن الحجاج كان قد أيد أخاه الخليفة الوليد بن عبد الملك عندما أراد أن يعزله من ولاية العهد، وأن يولى ابنه عبد العزيز، وهذه نظرة سطحية للأمور وبعيدة عن الواقع تمامًا، فالأمر لم يكن انتقاما شخصيا، وإنما هى سياسة عامة للدولة رسمها سليمان بالتعاون والتشاور مع كبار مستشاريه فأى حاكم مكان سليمان كان لا بد أن يغير فى الأسلوب والمناخ الذى أشاعه الحجاج وعماله من قسوة وإرهاب بين الرعية أحيانًا، وإذا كان للحجاج مبرراته فى انتهاج أسلوبه القاسي، فقد تغيرت الظروف التى ألجأته إلى القسوة، وعَمَّ الهدوء والاستقرار أرجاء الدولة الإسلامية منذ أواخر عهد عبد الملك، فكان من الحكمة أن يتغير أسلوب الحجاج، وأن يستجيب الخليفة لتلك الرغبة العارمة لدى غالبية الناس. ولعل هذا هو السر فى رضاء الناس عن سليمان وثنائهم عليه، يقول الطبري: كان الناس قد استبشروا بخلافة سليمان، وكانوا يقولون: سليمان مفتاح الخير، ذهب عنهم الحجَّاج، فولى سليمان فأطلق الأسرى وخلَّى أهل السجون، وأحسنَ إلى الناس، واستخلف عمر بن عبد العزيز". كما اتخذ سليمان بن عبد الملك بطانة من صلحاء الرجال أمثال عمر بن عبد العزيز ورجاء بن حيوة وغيرهما، وقد أثر ذلك فى سليمان بن عبد الملك تأثيرًا كبيرًا فقد كان عمر بن عبد العزيز دائم التذكير بمسئوليته نحو رعيته فيروى أن سليمان بن عبد الملك حج بالناس سنة 97هـ وهو خليفة فلما رأى الناس بالموسم قال لعمر بن عبد العزيز: ألا ترى هذا الخلق الذى لا يحصِى عددهم إلا الله، ولا يسع رزقهم غيره، فقال: يا أمير المؤمنين هؤلاء رعيتك اليوم، وهم غدًا خصماؤك عند الله، فبكى سليمان بكاءً شديدًا ثم قال: بالله أستعين. وكان عمر بن عبد العزيز ذات يوم فى سفر مصاحبًا سليمان بن عبد الملك، فأصابهم السماء برعد وبرق وظلمة وريح شديدة حتى فزعوا لذلك، وجعل عمر بن عبد العزيز يضحك، فقال له سليمان، ما أضحكك يا عمر؟ أما ترى ما نحن فيه؟ فقال له: يا أمير المؤمنين هذه آثار رحمته فيها شدائد ما ترى، فكيف بآثار سخطه وغضبه؟!، وكان محمد بن سيرين يترحم على سليمان بن عبد الملك، ويقول: افتتح خلافته بخير وختمها بخير، افتتحها بإجابة الصلاة لمواقيتها، وختمها باستخلافه عمر بن عبد العزيز.



الاكثر مشاهده

بدعوة من دولة رئيس الوزراء الباكستاني.. العيسى خطيباً للعيد بجامع الملك فيصل فى إسلام آباد

علماء العالم الإسلامي يُرشحون مركز الحماية الفكرية لإعداد موسوعة عن "المؤتلف الفكري الإسلامي"

رابطة العالم الإسلامى تنظم غداً مؤتمر "بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية" فى مكة

د.العيسى يلتقي رئيس جمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر على متن سفينة "أوشن فايكينغ"

10 أسئلة وإجابات حول تعديلات قانون تملك الأجانب للأراضى الصحراوية.. برلماني

الشيخ العيسى: يمكن للقيادات الدينية أن تكون مؤثرة وفاعلة فى قضيةٍ ذات جذورٍ دينية

;