أدب الطغاة.. نابليون ألف رواية كليسون ويوجينى وستالين كتب الشعر

كل الطغاة يرون فى الأدب والكلمة وسيلة مساعدة للبقاء، فالطاغية عادة مشغول بتلميع صورته، وهو يعرف أن الأدب يحمل فى داخله نوعا من الخلود، لذا نجد الكثير ممن عرفوا فى عالم السياسة بـ "تسلطهم" لهم محاولات لا بأس بها فى عالم الكتابة، منهم لينين، ماو، موسولينى، هتلر، صدام حسين. نيرون يعد الإمبراطور الرومانى نيرون (37-68 م) نموذجًا أصيلًا للإمبراطور والشاعر الطاغية، فى روما افتتح نيرون مهرجانات عدة مستوحاة من العصور الهيلينية، وخلال جولته فى اليونان شارك فى مسابقات الشعر والأغانى واللعب على القيثارة، بالإضافة أيضًا إلى قيادة العربات، وفى الأولمبياد، وقع من عربتة التى يقودها 10 أحصنة، ولكنه توّج الفائز من قبل المتملقين من القضاة الذين امتلأت أرواحهم بالخوف. أصر نيرون على تدمير تماثيل الفائزين السابقين، وعاد إلى روما مع كمية هائلة من الجوائز. نابليون كان لنابليون نتاجات فكرية، هي: كتاب العشاء فى بوكير (Le Souper de Beaucaire)، ألفه فى شهر يوليو عام 1793، مجلة بونابرت وفضائل الإنسان (Le Journal de Bonaparte et des hommes vertueux)، أسسها فى شهر أيار/مايو عام 1797، إضافةً لمذكراته التى نُشرت بعد وفاته. بالإضافة إلى رواية كليسون ويوجينى (Clisson et Eugénie)، تتحدث عن جندى وعشيقته، فى عام 1795، وهى رواية رومانسية تتحدث عن جندى وعشيقته، فى تناظر واضح بينها وبين علاقة نابليون بخطيبته "ديزيريه"، كتبها بعد نقله إلى ديوان الطبوغرافيا التابع للجنة الأمن العام، وقد سعى عبثًا أن يُنقل إلى الأستانة، عاصمة الدولة العثمانية، ليعرض خدماته على السلطان العثماني. ستالين بحسب كتاب "الشاب ستالين" من تأليف الكاتب البريطانى سيمون سيباغ مونتيفيور، كان الزعيم السوفيتى الراحل شاعراً ومغنياً، حيث يكشف مونتيفيور فى كتابه جوانب مثيرة تتعلق بحياة ستالين فى سنين شبابه المبكرة ولاسيما شغفه بالغناء. ويصف الكاتب الصوت الشدى الذى تمتع به ستالين وما عرف عنه من مشاركته فى الغناء فى حفلات الزواج مقابل أجر عندما كان شابا صغيرا. ولم تقتصر اهتمامات ستالين على الغناء فقط إذ يقول الكاتب بأن ستالين كان من القراء الشرهين وكان معجبا بالأعمال الفنية لكبار الأدباء والروائيين مثل تشيخوف وبلزاك وحتى كتابات افلاطون. وينقل مونتيفيور عن الوثائق التى عثر عليها فى إطار بحثه عن بدايات هذا الشاب بأن ستالين كان غالبا ما ينزوى فى غرفته ليقرأ تلك النصوص الأدبية على ضوء الشمعة ، بينما كان يخفى الكتب التى يراها ممنوعة بين حزم الخشب المعدة للتدفئة. هتلر وكان هتلر يكسب رزقه من الرسم خلال العشرينات قبل أن يتولى السلطة ويقود ألمانيا فى الحرب العالمية الثانية، وخلال فترة اعتقاله قام بتأليف كتابه الأشهر كفاحى، الذى أرجع فيه هتلر تحوله إلى الإيمان بالقومية الألمانية إلى سنوات المراهقة الأولى التى قرأ فيها كتاب من كتب والده عن الحرب الفرنسية البروسية والذى جعله يتساءل حول الأسباب التى جعلت والده وغيره من الألمان ذوى الأصول النمساوية يفشلون فى الدفاع عن ألمانيا أثناء الحرب. موسولينى كتب دانييل كالدر فى كتابه "أدب الديكتاتور": لقد عانى موسولينى كثيرا من أجل دفع العجلة إلى الأمام وهو الذى كان فى كتاباته الأولى متمردا معاديا للكنيسة واضطر إلى أن يتحول إلى مدافع مستبد عن الوطن والمذبح". وبنيتو موسولينى، مؤسس الحركة الفاشية فى إيطاليا، قبل اتجاهه للعسكرية والحياة السياسية، عمل بالتدريس، حتى استهوته مهنة الصحافة وعمل فى صحيفة تصدر فى مدينة ترنتو النمساوية، وكتب خلال تلك الفترة رواية أدبية بعنوان "عشيقة الكاردينال"، وربما يكون استمدها من تجربة شخصية، حيث عمل مدرسا فى مدرسة ابتدائية فى بلدة "جولتيارى"، لكن عمله لم يُدم طويلاً، حيث تم اتهامه بإقامة علاقة غير شرعية مع سيدة كان زوجها متغيبا بسبب الخدمة العسكرية. ونظراً لتعصبه وكثرة مشكلاته أبعدته السلطات النمساوية إلى مدينته فورلى، حيث قام بتأسيس أول جريدة اشتراكية باسمه دعاها "نضال الطبقات" أوصلته كتاباته فيها إلى منصب سكرتير الحزب الاشتراكى فى فورلى، وبعد ذلك أصبح رئيساً لتحرير أكبر الصحف الاشتراكية فى إيطاليا فى ذلك الوقت وهى صحيفة "أفانتى" أى الطليعة، ثم أنشأ جريدته الخاصة بعنوان "شعب إيطاليا". الخمينى عرف لآية الله الخمينى قائد الثورة الإيرانية كتابته لأشعار توغل فى قاموس العشق والتصوف، فنجده فى قصيدته "العيون المحمومة" يقول "حبيبتي! إنّى معلّق بالخال على شفتيك!/رأيت عينيك المحمومتين، وصرت بدورى مريضا!/.. حزن العشق يضع روحى فى النار واللهب../افتحى أبواب الحانة ليل نهار/لأنّى مللت وتعبت من المسجد والمدرسة/لقد مزقتُ ثوب الزهد المنافق عن جسدي/ولبست رداء الباحث عن الحانة وصرت واعيا../اتركينى فى الذكرى الحلوة للمعبد/أنا الذى استيقظت على يد ربّ الخمارة". صدام حسين كتب الرئيس العراقى صدام حسين أربع روايات هي: "زبيبة والملك" و"اخرج منها يا ملعون" و"القلعة الحصينة" و"رجال ومدينة". وشكك كثيرون فى كتابة الرئيس العراقى صدام حسين للروايات الأربع التى صدرت أولها سنة 2000 أى قبل الاحتلال الأمريكى الغاشم بثلاث سنوات، وخاصة أن إصدار هذه الروايات جاء عقب لقاء صدام بمجموعة من الروائيين العراقيين فى فبراير2000 دون أن يفصح صدام عن نيته فى كتابة الرواية أو عشقه لهذا الجنس الأدبي. وقد أثمر هذا اللقاء صدور حوالى 80 رواية جديدة بالعراق فى ظرف وجيز، كان نصيب الرئيس العراقى وحده منها ثلاث روايات هي: "زبيبة والملك"، "القلعة الحصينة" و"رجال ومدينة"، قبل أن يصدر روايته الأخيرة "أخرج منها يا ملعون" فى 2003 . صدام الذى كان يكتب الشعر وبعض المقالات الصحافية بجريدة ''البعث''، فتح باب التشكيك فى أنه صاحب هذه الروايات حين لم ينسبها إلى نفسه، حيث كان يكتفى بعبارة ''رواية لكاتبها''، وعلى الصفحة الأخيرة منها يكتب: ''ريع هذه الرواية للفقراء واليتامى والمساكين والمحتاجين والأعمال الخيرية''.
















الاكثر مشاهده

بدعوة من دولة رئيس الوزراء الباكستاني.. العيسى خطيباً للعيد بجامع الملك فيصل فى إسلام آباد

علماء العالم الإسلامي يُرشحون مركز الحماية الفكرية لإعداد موسوعة عن "المؤتلف الفكري الإسلامي"

رابطة العالم الإسلامى تنظم غداً مؤتمر "بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية" فى مكة

د.العيسى يلتقي رئيس جمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر على متن سفينة "أوشن فايكينغ"

10 أسئلة وإجابات حول تعديلات قانون تملك الأجانب للأراضى الصحراوية.. برلماني

الشيخ العيسى: يمكن للقيادات الدينية أن تكون مؤثرة وفاعلة فى قضيةٍ ذات جذورٍ دينية

;