نواصل قراءة سيرة الإسراء والمعراج لـ سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام، وقد وصلنا إلى مرحلة رؤية سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام لله سبحانه وتعالى، لنعرف ما يقوله التراث الإسلامي في ذلك، حيث يتفق الجميع على الرؤية، لأنها وردت في الذكر الحكيم، لكنهم يختلفون على الكيفية.
يقول كتاب البداية والنهاية لـ الحافظ ابن كثير:
واختلفوا فى الرؤية، فقال بعضهم: رآه بفؤاده مرتين، قاله ابن عباس وطائفة: وأطلق ابن عباس وغيره الرؤية وهو محمول على التقييد.
وممن أطلق الرؤية: أبو هريرة وأحمد بن حنبل رضى الله عنهما، وصرح بعضهم بالرؤية بالعينين واختاره ابن جرير وبالغ فيه وتبعه على ذلك آخرون من المتأخرين.
وممن نص على الرؤية بعينى رأسه: الشيخ أبو الحسن الأشعرى فيما نقله السهيلى عنه، واختاره الشيخ أبو زكريا النووى فى (فتاويه).
وقالت طائفة: لم يقع ذلك لحديث أبى ذر فى صحيح مسلم.
قلت يا رسول الله: هل رأيت ربك؟
فقال: "نورٌ أنَّى أراه"
وفى رواية: "رأيت نورا".
قالوا: ولم يكن رؤية الباقى بالعين الفانية ولهذا قال الله تعالى لموسى فيما روى فى بعض الكتب الإلهية: "يا موسى إنه لا يرانى حى إلا مات، ولا يابس إلا تدهده".
والخلاف فى هذه المسألة مشهور بين السلف والخلف والله أعلم.