نواصل معا التوقف عند مشروع المفكر العراقى "خزعل الماجدى" المولود فى عام 1951، واليوم نقرأ نعرض لكتابه "ميثولوجيا الخلود- دراسة فى أسطورة الخلود قبل الموت وبعده فى الحضارات القديمة".
ينطلق الكتاب من فكرة :
لماذا بحث الإنسان عن الخلود؟ ولماذا عندما لم يجده اقترح له صيغاً بديلة؟ كيف تطلع الإنسان إلى حياة ما بعد الموت ورأى نفسه خالدا بجسده وروحه أو بأحدهما؟ كيف صنع الإنسان من كل هذا الدأب الأساطير وخطط السيناريوهات الإسكاتولوجية؟
والكتاب يحاول الإجابة عن كل هذه الأسئلة ويحاول معالجة الخلود مثولوجيا ويبحث فى الإغواءات الكبرى للخلود قبل وبعد الموت، وفى الإغواءات الصغرى البديلة والكامنة فى البطولة والحكمة والجنس والتكاثر والطب والشفاء والكلمة والمعرفة.
لا شك أن كل الديانات أعطت للإنسان نوعاً من الخلود قبل أو بعد الموت، وقد اختلفت درجات هذا الخلود وطرائقه ونسجت حوله الكثير من الأساطير التى صورت عوالمه وصاغت أشكاله.
وينقسم الكتاب إلى بابين أساسيين: الأول يعالج موضوع الخلود قبل الموت والبحث عنه فى تراث وادى الرافدين، وبعد الموت والاستسلام له فى حياة الآخرة فى تراث وادى النيل.
أما الباب الثانى من الكتاب فيناقش بالتفصيل الحلول التى أعطاها التراث الرافدى بديلاً عن الخلود الشامل، فقد تطرق الفصل الأول من هذا الباب لمناقشة مثولوجيا البطولة والحكمة ومدى تلازمهما أو افتراقهما عند الآلهة والشخصيات الأسطورية فى العراق القديم مثل (آدابا وأوتونابشتم وإتانا وجلجامش...الخ).
أما الفصل الثانى فيحلل مثولوجيا الجنس والتكاثر من هلال وحدة الإخصاب الكونى ومرايا إنانا الخصيبة ومراياها المضادة الكارثية، ومتلازمات الخصب والجدب.
وتطرق الفصل الثالث لمثولوجيا الطب والشفاء باعتبارهما نوعاً من البقاء الجزئى ومحاولة لانتشال الإنسان من الموت والمرض.
وفى الفصل الرابع تم التطرق لقوى العرافة والسحر من جانبهما الطبى والشفائى وبالتالى تم التحدث عن مراقبات العرافين للأحشاء والحيوانات والطبيعة والنجوم الخ وربطها بالصحة والمرض، وفى قوى السحر ثم تناول علاقته بالطب والجراثيم السرية (الشياطين) والسحر الوقائى (الرقى والتعاويذ والتمائم) والسحر الأسود والطب العقلى والنفسى.
