معظم الأمريكيين اليوم لا يستطيعون تخيل موسم الكريسماس بدون بابا نويل وأشجار الكريسماس وتقديم الهدايا، مع أن معظم هذه التقاليد لم تكن معروفة فى القرون الأولى للأمريكان، واختلف الأشخاص الذين يعيشون فى المستعمرات حول كيفية الاحتفال بعيد الميلاد ، وحتى ما إذا كان ينبغى الاحتفال به أصلاً.
وأثار المستوطنون الإنجليز الذين سافروا إلى العالم الجديد جدلاً واسعاً حول عيد الميلاد، وبحلول أواخر القرن السادس عشر سعى مجموعة من الإصلاحيين البروتستانت المعروفين باسم Puritans لتطهير الكنيسة الإنجليزية من التقاليد الكاثوليكية الرومانية،وشملت التغيرات عيد الميلاد، وذلك بحسب ما ذكر موقع هيستورى.
وانقسم المستوطنون الذين أتوا إلى العالم الجديد حول كيفية الاحتفال بعيد الميلاد، فبالنسبة للمستوطنين الذين وصلوا إلى فيرجينيا عام 1607، وكان عيد الميلاد عطلة مهمة، فى حين أن الاحتفالات ربما كانت محدودة بالنظر إلى الحقائق القاسية للحياة في مستوطنة جيمستاون الجديدة المتعثرة فقد احتفظوا بها كمناسبة مقدسة ويوم راحة.
وبحلول عشرينيات وثلاثينيات القرن السابع عسر، تم إنشاء عيد الميلاد كمعيار فى التقويم التشريعى لمستعمرة فرجينيا ونصت قوانين الكتب فى عام 1631 على أن الكنائس يجب أن تُبنى في المناطق التي تحتاج إليها قبل "عيد ميلاد المسيح المخلص"وعلى النقيض من ذلك ، انتمى حجاج مستعمرة بليموث إلى طائفة بيوريتانية تُعرف باسم الانفصاليين، وعاملوا عيد الميلاد الأول لهم في العالم الجديد على أنه مجرد يوم عمل.
أما بالنسبة للعديد من المستعمرين فى نيو إنجلاند، فاحتفلوا بعيد الميلاد، واستوردوا العادات الإنجليزية مثل الشرب، والولائم والتنكر ويتضمن أشخاصًا يرتدون أزياء تنكرية ويتنقلون من منزل إلى منزل.
وفي المستعمرات الوسطى والجنوبية، كان هناك المزيد من التنوع الدينى، فقدم الأنجليكانيون والكاثوليك الرومان واللوثريون والمورافيون وغيرهم من الجماعات تقاليد عيد الميلاد الخاصة بهم إلى العالم الجديد، دينيًا وعلمانيًا.
وبعيدًا عن المناسبة التي تركز على الأطفال اليوم، كان موسم الكريسماس مليئًا بأنشطة البالغين مثل الحفلات والصيد وبالطبع خدمات الكنيسة، وقام الناس بتزيين المنازل والكنائس بنباتات دائمة الخضرة، بالإضافة لذلك استمتع المحتفلون في المستعمرات الجنوبية مثل فرجينيا بالترانيم والغناء.
