المرتزقة في الحضارات..رمسيس الثانى استعان بهم والرومان كونوا منهم الجيوش

دائما ما نسمع في المنازعات المسلحة والحروب الأهلية توجيه عبارات مرتزقة لبعض المسلحين ، وتعريف المرتزق بأنه من يبيع ولاءه وسلاحه لمن يدفع أكثر فيحارب من أجل المال دون عقيدة ودون إيمان.. وتجده يحارب اليوم مع طرف ومع الطرف الآخرغدًا لأنه دفع له أكثر، ولعل الأخطر والأحط فى المرتزقة أنه عادة لا يحارب مقابل أجر محدد ولكن مقابل أن تطلق يده فى السلب والنهب والتدمير والاغتصاب. وذكر المرتزقة منذ أزمنة طويلة وفى حضارات متباينة، فاستخدمهم رمسيس الثانى فى مصر القديمة واستخدموا فى اليونان القديمة وروما وفى حضارات عديدة أخرى. الفراعنة وبحسب دراسة بعنوان "من تاريخ المرتزقة" يعود استخدام المرتزقة فى الحروب إلى زمن غابر من عمر الإنسانية، وتحديدًا إلى سنة 1288 ق.م، حين استخدمهم المصريون بقيادة رمسيس الثانى فى معركة قادش ضد الحيثيين، وشجع أداؤهم فى هذه المعركة فراعنة مصر إلى التمادى فى استجلاب المرتزقة إلى صفوف الجيش المصرى من أرجاء شتى، لا سيما بلاد الإغريق وما حولها. وقد أخذ ملوك بلدان أخرى هذا الأمرعن المصريين، من بينهم كورش الأصغر الذي استقدم عشرة آلاف من المرتزقة من بلاد الإغريق ليساعدوه في إقصاء أخيه الملك أرتحششتا الثاني وذلك عام 401 ق.م، فجاؤوا مسرعين إلى بلاد فارس يتقدمهم زينفون تلميذ سقراط، وعيونهم على الذهب الذي سيحصلون عليه لقاء خوضهم هذه الحرب. الرومان وتوسع الرومان في تجنيد العاطلين عن العمل واستقطاب الراغبين فى تأجير جهدهم ورغبتهم فى القتال، حتى أصبحت لديهم جيوش كاملة من المرتزقة، وظفوها في دحر أعدائهم وتوسيع أرجاء إمبراطوريتهم، وقد كافأ الرومان المرتزقة على جهدهم هذا بسن قانون يسمح بمنح الجنسية الرومانية لكل غريب يرتدى البزة العسكرية وينخرط فى صفوف جيوشهم. وبلغ اعتماد الجيوش النظامية على المرتزقة فى الحروب مداه خلال معركة جوجاميلا 331 ق.م التى وقعت بين الفرس بقيادة الملك دارا والرومان بقيادة الإسكندر الأكبر. ولم يخرج البيزنطيون على هذا التقليد، فجعلوا غالبية جيوشهم من المرتزقة، إلى درجة أن الجيش الذى قاده بليزاريوس لقتال الوندال سنة 532م كان ينتمى إلى أمم عدة، وتصاعد اعتماد البيزنطيين على المرتزقة إلى درجة صارت فيها الفيالق الرئيسية في جيش إمبراطورهم جوستينان من البربر، بما في ذلك الفيلقان المسؤولان عن حماية الإمبراطور نفسه. القرطاجيون وسلك القرطاجيون الدرب نفسه، فجلبوا مرتزقة من أجناس شتى، ليصبح جيشهم خليطا من الغاليين والليبيين والفينيقيين والإسبان، وقد أدى هذا التنافر إلى خسارة الجيش لمعاركه وعودة المرتزقة كاسفى البال، لكن الهزيمة لم تترك في نفوسهم أثرًا كبيرًا لافتقادهم إلى الروح الوطنية والغيرة على البلاد، ولذا تبلدوا فى مواجهة الأهالى واستأسدوا عليهم فخنقوا الحريات العامة، وتحولوا إلى عالة اقتصادية وعبء نفسي وسياسي على المجتمع. عصر النهضة ظهر المرتزقة في عصر النهضة الأوروبية في جمهوريات إيطاليا، وأطلقوا عليهم اسم Condottieri وهى كلمة مشتقة من كلمة كونتراتو نسبة إلى تعاقدهم مع الحاكم، ولكن كما فعل المماليك مع الأيوبيين وبعد أن وطد الكونتيتيرين قوتهم استولوا على الحكم ونصب قائدهم Francesco Sforza نفسه دوقا لميلان فى عام 1450م، وكانت حرب الثلاثين عاما فى أوروبا هى العصر الذهبى للمرتزقة بسبب طول مدة الحرب خلال الفترة من 1618 إلى 1648 واتساع نطاقها لتشمل أوروبا بأسرها، ورغم أنها كانت أساسا حربا بين جيوش كاثوليكية وأخرى بروتستانتية إلا أن عقيدة المرتزقة كانت الركوع لبريق الذهب، محارب المرتزقة الكاثوليك فى صفوف البروتستانت والعكس



الاكثر مشاهده

بدعوة من دولة رئيس الوزراء الباكستاني.. العيسى خطيباً للعيد بجامع الملك فيصل فى إسلام آباد

علماء العالم الإسلامي يُرشحون مركز الحماية الفكرية لإعداد موسوعة عن "المؤتلف الفكري الإسلامي"

رابطة العالم الإسلامى تنظم غداً مؤتمر "بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية" فى مكة

د.العيسى يلتقي رئيس جمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر على متن سفينة "أوشن فايكينغ"

10 أسئلة وإجابات حول تعديلات قانون تملك الأجانب للأراضى الصحراوية.. برلماني

الشيخ العيسى: يمكن للقيادات الدينية أن تكون مؤثرة وفاعلة فى قضيةٍ ذات جذورٍ دينية

;