نشاهد، اليوم، صورة فتوغرافية تعبر فعلا عن الحرب وما تفعله فى المدن وفى سكان المدن، حيث نرى مدنيين بريطانيين يتنقلون فى شوارع لندن التى دمرتها القنابل.
ويمكن النظر إلى هذه الصورة من زاويتين، الأولى تتعلق بالدمار الذى أحدثته الحرب، فالمبنى الذى تم هدمه ويتصاعد الغبار منه، ربما كان مبنى سكنيا، ضاع صراخ سكانه تحت الأنقاض، وربما كان مبنى مصلحة ما يقدم خدماته للناس، ولو اتسعت أعيينا سنجد أثر التدمير والخراب منتشرا على مدى الرؤية، فقد صارت المبانى مشوهة كالحة متربصة تنتظر الضربة المقبلة.
أما الزاوية الثانية التى يمكن أن ننظر منها إلى الصورة فتتعلق بالناس السائرين فى الشارع، فهم من ناحية قد اعتادوا على حادث الحرب، حتى أننا نجد أطفالا يمرون بجانب المبنى المهدم، فلم يعد الناس يملكون رفاهية أن يظلوا فى بيوتهم حتى تنتهى الحرب.
وفى الوقت نفسه نعرف بأن خروج الناس واستمرار الحياة ساعد بقوة على نجاة الإنسان، لأنه عندما تجاوز خوفه وصار قادرا على مواجهة ما يحدث على الأرض متخلصا من إحساس التوتر الدائم والخوف المميت، بدأت الحياة تظهر وجهها القوى فى مواجهة الحرب المميتة.
