من منا لم يقرأ أشعار نزار قبانى، ويهيم معها فى حالة حب كبيرة؟ من منا حين أحب لم تكن قصائد "نزار" رفيقته والمعبر الأول عن مشاعره وأحاسيسه تجاه الحبيب؟ الحب والعشق والمرأة كان نزار المعبر الأول والأخير عنهم، ورغم مرور السنين على رحيله لكنه يبقى صديق العشاق ورفيق المحبين.
وتمر اليوم الذكرى الـ23 على رحيل شاعر الحب نزار قبانى، إذ رحل عن عالمنا فى 30 أبريل عام 1998م، عن عمر ناهز 75 عاما، ويعد واحد من أشهر الشعراء العرب فى القرن الماضى، وأحد أشهر شعراء الحب العرب على مدار التاريخ.
كتب نزار وعبر عن مشاعرنا وأفراحنا وأوجاعنا فى أشياء عدة، عن الحب، السلام، الحرب، الفرح، الحزن، الثورة، قصائده ملئت العالم وأذبت مشاعرنا بكلماته الساحرة، لكن الشاعر السورى الكبير لم يكن فقط شاعرًا عظيمًا فقد كانت له عدة أوجه أخرى برع فيها، بجانب الشعر أيقونته الأولى والأخيرة.
بدأت رحلة نزار الدبلوماسية عام 1945 حيث انضم إلى السلك الدبلوماسى السورى فى أغسطس سنة 1945 فى الثانية والعشرين من عمره، فبعد تخرجه من كلية الحقوق فى جامعة دمشق عام 1945، عمل قبانى فى وزارة الخارجية السورية، بتعيينه ملحقا للسفارة السورية فى القاهرة، تاركا دمشق بقبابها ومآذنها وشغف التاريخ لها، وبقى جوار الأهرامات ثلاث سنوات حتى عام 1948، وهناك طبع نزار مجموعته الشعرية الثانية "طفولة نهد"، فى السنة الأخيرة من عمله الدبلوماسي.
لم يرضى "نزار" أن يستمر طيلة عمره فى العمل الدبلوماسي، فأصر على الاستقالة من عمله عام 1966م، والتفرغ للكتابة، واستقر خلال تلك فى لبنان لكى يتفرغ لكتابة الشعر، حيث أسس دار نشر خاصة بأعماله سماها (منشورات نزار قباني).