مساجد لها تاريخ.. جامع الظافر صاحبه تعرض لمؤامرة واغتاله ابن وزيره

جامع الظافر يقع فى شارع المعز لدين الله بمنطقة الغورية بحى وسط القاهرة، وسط السوق الذى كان يعرف قديما بسوق السراجين، ويعرف اليوم بسوق الشوايين، كان يقال له الجامع الأفخر، ويقال له اليوم جامع الفاكهيين، وهو من المساجد الفاطمية. جامع الظافر عمره الخليفة الظافر بنصر الله أبو المنصور إسماعيل بن الحافظ لدين الله أبى الميمون عبد المجيد بن الآمر بأحكام الله منصور، قال ابن عبد الظاهر: بناه الظافر، وكان قبل تعرف بدار الكباش، وبناه فى سنة ثلاث وأربعين وخمسمائة، وسبب بنائه أن خادما رأى من مشرف عال ذباحا وقد أخذ رأسين من الغنم، فذبح أحدهما ورمى سكينته ومضى ليقضي حاجته، فأتى رأس الغنم الآخر وأخذ السكين بفمه ورماها في البالوعة، فجاء الجزار يطوف على السكين، فلم يجدها، وأما الخادم فإنه استصرخ وخلصه منه، وطولع بهذه القضية أهل القصر، فأمروا بعمله جامعا، ويسمى الجامع الأفخر، وبه حلقة تدريس وفقهاء ومتصدرون للقرآن، حسب ما قال كتاب "المواعظ والاعتبار بذكر الخطط والآثار" للمقريزى. وفى عهد السلطان الملك الظاهر جقمق، كان الجامع قد تهدم الكثير من أروقته وجدرانه، فأعيد بناؤه وجددت معظم أروقته وذلك سنة 844هـ، ولعل من أهم التجديدات والترميمات التى أجريت لجامع الظافر تلك التى أجراها الأمير يشبك من مهدى، بعد أن أزال المبانى التى كانت تحجبه وذلك فى أواخر القرن التاسع الهجرى. وفى عصر العثمانى كما جاء فى كتاب "مساجد مصر وأولياؤها الصالحين"، هدم الجامع وأعاد بناؤه الأمير أحمد كتخدا مستحفظان الخربوطلى سنة 1148 هـ، وبذلك لم يبق من المسجد الفاطمى شئ إلا المصاريع الخشبية للبابين البحرى والغربى، وكذلك بعض المداميك الحجرية التى تعلو الباب الغربى كتب عليها بالخط الكوفى :"لا إله إلا الله محمد رسول الله". ويتكون المسجد من صحن صغير مربع منخفض تحيط بع أربعة إيونات أكبرها إيوان القبلة الذى يتصدره محراب مغشى برخام متعدد الألوان أما طاقيته وعقده وكوشيته فقد كسى ببلاطات القاشانى تتوسطها بلاطة كتب عليها "ما شاء الله"، وسقف المسجد من الخشب المزخرف بنقوش زيتية ويتوسطة منور مثمن الشكل. ويصعد إلى المسجد من كلا بابيه البحرى والغربى بمجموعة من الدراجات، وإلى يسار الباب الغربى توجد المئذنة وهى على شكل مسلة أو شكل "قلم الرصاص"، الذى يعتبر من مميزات المآذن العثمانية، وعلى الباب البرحى توجد لوحة تذكارية دون عليها تاريخ تجديد الجامع هذا نصه "بسم الله الرحمن الرحيم جدد هذا المكان المبارك قصد الثواب من الملك التواب الفقير إلى الله تعالى الحاج أحمد كتخدا مستحفظان سابقا فى شهر رمضان سنة 1148هـ. كما أنشأ بجانبه من الناحية الغربية سبيلا يعلوه كتاب لتعليم الأطفال اليتامى القراءة والكتابة، كما اقام بجوار السبيل وكالة لتجارة الفاكهة. والظافر بالله أبو منصور إسماعيل بن الحافظ لدين الله، التاسع من الخفاء مصر من الفاطميين بويع بالخلافة بعد موت أبية لحافظ سنة أربع وأربعين وخمسمائة وهو ابن سبع عشرة سنة وأشهر، حسب كتاب "المواعظ والاعتبار بذكر الخطط والآثار"، وقام بتدبير الوزارة الأمير نجم الدين سليمان بن محمد بن مصال، فلم يرض الأمير المظفر على بن السلار والي الإسكندرية والبحيرة يومئذ بوزارة ابن مصال، وحشد وسار إلى القاهرة، ففر ابن مصال، واستقرّ ابن السلار في الوزارة، وتلقّب بالعادل، فجهز العساكر لمحاربة ابن مصال، فحاربته وقتل، فقوي واستوحش منه الظافر، وخاف منه ابن السلار واحترز منه على نفسه، وجعل له رجالا يمشون في ركابه بالزرد والخود، وعددهم ستمائة رجل بالنوبة، ونقل جلوس الظافر من القاعة إلى الإيوان في البراح والسعة، حتى إذا دخل للخدمة يكون أصحاب الزرد معه، ثم تأكدت النفرة بينهما فقبض على صبيان الخاص وقتل أكثرهم، وفرّق باقيهم، وكانوا خمسمائة رجل، وما زال الأمر على ذلك إلى أن قتله ربيبه عباس بن تميم، بيد ولده نصر، واستقر بعده في وزارة الظافر، وكان بين ناصر الدين نصر بن عباس الوزير، وبين الظافر، مودة أكيدة ومخالطة، بحيث كان الظافر يشتغل به عن كل أحد، ويخرج من قصره إلى دار نصر بن عباس التي هي اليوم المدرسة السيوفية، فخاف عباس من جرأة ابنه، وخشي أن يحمله الظافر على قتله، فنهاه عن ذلك وألحف في تأنيبه، لأن الأمراء كانوا مستوحشين من عباس وكارهين منه تقريبه أسامة بن منقد، لما علموه من أنه هو الذي حسّن لعباس قتل ابن السلار كما هو مذكور في خبره، وهموا بقتله، وتحدثوا مع الخليفة الظافر في ذلك، فبلغ أسامة ما هم عليه، فأخذ يغري الوزير عباس بن تميم بابنه نصر، ويبالغ في تقبيح مخالطته للظافر فيقول: كيف تصبر على ما يقول الناس في حق ولدك، من أن الخليفة يفعل به ما يفعل بالنساء، فأثر ذلك في قلب عباس، فلما حضر إلى أبيه وأعلمه بذلك وأسامة حاضر، فقال له: يا ناصر الدين، ما هي بمهرك غالية، يعرض له بالفحش، فأخذ عباس من ذلك ما أخذه، وتحدث مع أسامة لثقته به في كيفية الخلاص من هذا، فأشار عليه بقتل الظافر. فلما كان ليلة الخميس آخر المحرم، من سنة تسع وأربعين وخمسمائة، خرج الظافر من قصره متنكرا ومعه خادمان، ومشى إلى دار نصر بن عباس، فعند ما صار في داخل داره وثبوا عليه وقبلوه هو وأحد الخادمين، ثم دفنوا الظافر والخادم تحت الأرض، في الموضع الذي فيه الآن المسجد، وكان سنة يوم قتل، إحدى وعشرين سنة وتسعة أشهر ونصف، منها في الخلافة بعد أبيه أربع سنين وثمانية أشهر تنقص خمسة أيام، وكان محكوما عليه في خلافته.




الاكثر مشاهده

بدعوة من دولة رئيس الوزراء الباكستاني.. العيسى خطيباً للعيد بجامع الملك فيصل فى إسلام آباد

علماء العالم الإسلامي يُرشحون مركز الحماية الفكرية لإعداد موسوعة عن "المؤتلف الفكري الإسلامي"

رابطة العالم الإسلامى تنظم غداً مؤتمر "بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية" فى مكة

د.العيسى يلتقي رئيس جمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر على متن سفينة "أوشن فايكينغ"

10 أسئلة وإجابات حول تعديلات قانون تملك الأجانب للأراضى الصحراوية.. برلماني

الشيخ العيسى: يمكن للقيادات الدينية أن تكون مؤثرة وفاعلة فى قضيةٍ ذات جذورٍ دينية

;