100 قصيدة شعر.. "يا غراما كان منى فى دمى" الأطلال لـ إبراهيم ناجى

الشاعر المصرى الشهير إبراهيم ناجى (1898 - 24 مارس 1953) صاحب القصيدة الشهيرة "الأطلال" التى تغنت بها كوكب الشرق أم كلثوم، حيث كان "ناجى" رئيساً لمدرسة أبولو الشعرية وترأس من بعدها رابطة الأدباء فى الأربعينيات من القرن العشرين. يا فُؤَادِى رَحِمَ اللّهُ الهَوَى ** كَانَ صَرْحاً مِنْ خَيَالٍ فَهَوَى اِسْقِنى واشْرَبْ عَلَى أَطْلاَلِهِ ** وارْوِ عَنِّى طَالَمَا الدَّمْعُ رَوَى كَيْفَ ذَاكَ الحُبُّ أَمْسَى خَبَراً ** وَحَدِيْثاً مِنْ أَحَادِيْثِ الجَوَى وَبِسَاطاً مِنْ نَدَامَى حُلُمٍ ** هم تَوَارَوا أَبَداً وَهُوَ انْطَوَى ترجم إبراهيم ناجى الكتب الإنجليزية والإيطالية إلى العربية وكتب الكثير من الكتب الأدبية مثل "مدينة الأحلام" و "عالم الأسرة". يَا رِيَاحاً لَيْسَ يَهْدا عَصْفُهَا ** نَضَبَ الزَّيْتُ وَمِصْبَاحِى انْطَفَا وَأَنَا أَقْتَاتُ مِنْ وَهْمٍ عَفَا ** وَأَفى العُمْرَ لِنِاسٍ مَا وَفَى كَمْ تَقَلَّبْتُ عَلَى خَنْجَرِهِ ** لاَ الهَوَى مَالَ وَلاَ الجَفْنُ غَفَا وَإذا القَلْبُ عَلَى غُفْرانِهِ ** كُلَّمَا غَارَ بَهِ النَّصْلُ عَفَا ولد عام 1898 م وذلك فى حى شبرا فى القاهرة، وكان يطيب لناجى التريض فى حقول شبرا التى ترويها الترعة البولاقية، كان والد إبراهيم ناجى مثقفاً، مما ساعده على نجاحه فى عالم الشعر والأدب، وقد تخصص الشاعر فى مجال الطب ومن بعدها عيّن مراقباً للقسم الطبى فى وزارة الأوقاف. يَا غَرَاماً كَانَ مِنّى فى دّمى ** قَدَراً كَالمَوْتِ أَوْفَى طَعْمُهُ مَا قَضَيْنَا سَاعَةً فى عُرْسِهِ ** وقَضَيْنَا العُمْرَ فى مَأْتَمِهِ مَا انْتِزَاعى دَمْعَةً مِنْ عَيْنَيْهِ ** وَاغْتِصَابى بَسْمَةً مِنْ فَمِهِ لَيْتَ شِعْرى أَيْنَ مِنْهُ مَهْرَبى ** أَيْنَ يَمْضى هَارِبٌ مِنْ دَمِهِ وتوفى عام 1953 م، فى عيادته فى شارع ابن الفرات بشبرا، عن 55 عاماً. لَسْتُ أَنْسَاكِ وَقَدْ اَغْرَيْتِنى ** بِفَمٍ عَذْبِ المُنَادَاةِ رَقِيْقْ وَيَدٍ تَمْتَدُّ نَحْوى كَيَدٍ ** مِنْ خِلاَلِ المَوْجِ مُدَّتْ لِغَرِيْقْ آهِ يَا قِيْلَةَ أَقْدَامى إِذَا شَكَتِ الأَقْدَامُ أَشْوَاكَ الطَّرِيْقْ يَظْمَاُ السَّارى لَهُ ** أَيْنَ فى عَيْنَيْكِ ذَيَّاكَ البَرِيْقْ لَسْتُ أَنْسَاكِ وَقَدْ أَغْرَيْتِنى ** بِالذُّرَى الشُّمِّ فَأَدْمَنْتُ الطُّمُوحْ أَنْتِ رُوحٌ فى سَمَائى ** وَأنَالَكِ أَعْلُو فَكَأَنّى مَحْضُ رُوحْ يَا لَهَا مِنْ قِمَمٍ كُنَّا بِهَا ** نَتَلاَقَى وَبِسِرَّيْنَا نَبُوحْ نَسْتَشِفُّ الغَيْبَ مِنْ أَبْرَاجِهَا ** وَنَرَى النَّاسَ ظِلاَلاً فى السُفُوحْ أَنْتِ حُسْنٌ فى ضُحَاهُ لُمْ يَزَلْ ** وَاَنَا عِنْدِى أَحْزَانُ الطَّفَلْ وَبَقَايَا الظِّلِّ مِنْ رَكْبٍ رَحَلْ ** وَخُيُوطُ النُّورِ مِنْ نَجْمٍ أَفَلْ أَلْمَحُ الدُّنْيَا بِعَيْنى سَئِمٍ ** وَأَرَى حَوُلِى أَشْبَاحَ المَلَلْ رَاقِصاتٍ فَوْقَ أَشْلاْءِ الهَوَى ** مُعْولاَتٍ فَوْقَ أَجْدَاثِ الأَمَلْ ذَهَبَ العُمْرُ هَبَاءً فَاذْهَبى ** لَمْ يَكُنْ وَعْدُكِ إلاَ شَبَحَا صَفْحَةً قَدْ ذَهَبَ الدَّهْرُ بِهَا ** أَثْبَتَ الحُبَّ عَلَيْهَا وَمَحَا اُنْظُرى ضِحْكِى وَرَقْصى فَرِحاً وَأَنَا أَحْمِلُ قَلْباً ذُبِحَا وَيَرَانى النَّاسُ رُوحَاً طَائِراً ** وَالجَوَى يَطْحَنُنِى طَحْنَ الرَّحَى كُنْتِ تِمْثَالَ خَيَالى فَهَوَى ** المَقَادِيْرُ أَرَادَتْ لاَ يَدِي وَيْحَهَا لَمْ تَدْرِ مَاذا حَطَّمَتْ ** حَطَّمَتْ تَاجى وَهَدَّتْ مَعْبَدِي يَا حَيَاةَ اليَائِسِ المُنْفَرِد ِ ** يَا يَبَاباً مَا بِهِ مِنْ أَحَدِ يَا قَفَاراً لافِحَاتٍ مَا بِهَا ** مِنْ نَجِى يَا سُكُونَ الأَبَدِ أَيْنَ مِنْ عَيْنى حَبِيبٌ سَاحِرٌ ** فِيْهِ نُبْلٌ وَجَلاَلٌ وَحَيَاءْ وَاثِقُ الخُطْوَةِ يَمْشى مَلِكاً ** ظَالِمُ الحُسْنِ شَهِى الكِبْرِيَاءْ عَبِقُ السِّحْرِ كَأَنْفَاسِ الرُّبَى ** سَاهِمُ الطَّرْفِ كَأَحْلاَمِ المَسَاءْ مُشْرِقُ الطَّلْعَةِ فى مَنْطِقِهِ ** لُغَةُ النُّورِ وَتَعْبِيْرُ السَّمَاءْ أَيْنَ مِنّى مَجْلِسٌ أَنْتَ بِهِ ** فِتْنَةٌ تَمَّتْ سَنَاءٌ وَسَنَى وَأَنَا حُبٌّ وَقَلْبٌ هَائِمٌ ** وَخَيَالٌ حَائِرٌ مِنْكَ دَنَا وَمِنَ الشَّوْقِ رَسُلٌ بَيْنَنَا ** وَنَدِيْمٌ قَدَّمَ الكَاْسَ لَنَا وَسَقَانَا فَانْتَفَضْنَا لَحْظَةً ** لِغُبَارٍ آدَمِى مَسَّنَا قَدْ عَرَفْنَا صَوْلَةَ الجِسْمِ الّتِى ** تَحْكُمُ الحَى وَتَطْغَى فى دِمَاهْ وَسَمَعْنَا صَرْخَةً فى رَعْدِهَا ** سَوْطُ جَلاَّدٍ وَتَعْذِيْبُ إلَهْ أَمَرَتْنَا فَعَصَيْنَا أَمْرَهَا ** ** وَأَبَيْنَا الذُلَّ أَنْ يَغْشَى الجِبَاهْ حَكَمَ الطَّاغى فَكُنَّا فى العُصَاهْ ** وَطُرِدْنَا خَلْفَ أَسْوَارِ الحَيَاهْ يَا لَمَنْفِيَّيْنِ ضَلاَّ فى الوُعُورْ ** دَمِيَا بِالشَّوْكِ فيْهَا وَالصُّخُورْ كُلَّمَا تَقْسُو اللَّيَالى عَرَفَا ** رَوْعَةَ اللآلامِ فى المَنْفَى الطَّهُورْ طُرِدَا مِنْ ذَلِكَ الحُلْمِ الكَبِيْرْ ** لِلْحُظُوظِ السُّودِ واللَّيْلِ الضَّريْرْ يَقْبَسَانِ النُّورَ مِنْ رُوحَيْهِمَا ** كُلَّمَا قَدْ ضَنَّتِ الدُّنْيا بِنُورْ أَنْتِ قَدْ صَيَّرْتِ أَمْرِى عَجَبَا ** كَثُرَتْ حِوْلى أَطْيَارُ الرُّبَى فَإِذا قُلْتُ لِقَلْبى سَاعَةً ** قُمْ نُغَرِّدْ لِسِوَى لَيْلَى أَبَى حَجَبَتْ تَأْبى لِعَيْنى مَأْرَبَا ** غَيْرُ عَيْنَيْكِ وَلاَ مَطَّلَبَا أَنْتِ مَنْ أَسْدَلَهَا لا تَدَّعى ** أَنَّنى أسْدَلْتُ هَذى الحُجُبَا وَلَكَمْ صَاحَ بِى اليَأْسُ انْتزِعْهَا ** فَيَرُدُّ القَدَرُ السَّاخِرُ: دَعْهَا يَا لَهَا مِنْ خُطَّةٍ عَمْيَاءَ لَوْ ** أَنَّنى اُبْصِرُ شَيْئاً لَمْ اُطِعْهَا وَلِى الوَيْلُ إِذَا لَبَّيْتُهَا ** ** وَلِى الوَيْلُ إِذا لَمْ أَتَّبِعْهَا قَدْ حَنَتْ رَأْسى وَلَو كُلُّ القِوَى ** تَشْتَرى عِزَّةَ نَفْسى لَمْ أَبِعْهَا يَاحَبِيْباً زُرْتُ يَوْماً أَيْكَهُ ** طَائِرَ الشَّوْقِ اُغَنّى أَلَمي لَكَ إِبْطَاءُ المُدلِّ المُنْعِمِ ** وَتَجَنّى القَادرِ المُحْتَكِمِ وَحَنِيْنى لَكَ يَكْوى أَضْلُعى ** وَالثَّوَانى جَمَرَاتٌ فى دَمي وَأَنَا مُرْتَقِبٌ فى مَوْضِعى ** مُرْهَفُ السَّمْعِ لِوَقْعِ القَدَمِ قَدَمٌ تَخْطُو وَقَلْبى مُشْبِهٌ ** مَوْجَةً تَخْطُو إِلى شَاطِئِهَا أيُّهَا الظَّالِمُ بِاللَّهِ إلَى كَمْ ** أَسْفَحُ الدَّمْعَ عَلَى مَوْطِئِهَا رَحْمَةٌ أَنْتَ فَهَلْ مِنْ رَحْمَةٍ ** لِغَريْبِ الرّوحِ أَوْ ظَامِئِهَا يَا شِفَاءَ الرُّوحِ رُوحى تَشْتَكى ظُلْمَ آسِيْهَا إِلى بَارِئِهَا أَعْطِنى حُرِّيَتى اَطْلِقْ يَدَى ** إِنَّنى أَعْطَيْتُ مَا اسْتَبْقَيْتُ شَيَّ آهِ مِنْ قَيْدِكَ أَدْمَى مِعْصَمى ** لِمَ اُبْقِيْهِ وَمَا أَبْقَى عَلَيَّ مَا احْتِفَاظى بِعُهُودٍ لَمْ تَصُنْهَا ** وَإِلاَمَ اللأَسْرُ وَالدُّنْيا لَدَيَّ هَا أَنَا جَفَّتْ دُمُوعى فَاعْفُ عَنْهَا ** إِنّهَا قَبْلَكَ لَمْ تُبْذَلْ لِحَيَّ وَهَبِ الطَّائِرَ عَنْ عُشِّكَ طَارَا ** جَفَّتِ الغُدْرَانُ وَالثَّلْجُ أَغَارَا هَذِهِ الدُّنْيَا قُلُوبٌ جَمَدَتْ ** خَبَتِ الشُّعْلَةُ وَالجِمْرُ تَوَارَى وَإِذا مَا قَبَسَ القَلْبُ غَدَا ** مِنْ رَمَادٍ لاَ تَسَلْهُ كَيْفَ صَارَا لاَ تَسَلْ واذْكُرْ عَذابَ المُصْطَلى وَهُوَيُذْكِيْهِ فَلاَ يَقْبَسُ نَارَا لاَ رَعَى اللّه مَسَاءً قَاسِياً ** قَدْ أَرَانى كُلَّ أَحْلامى سُدى وَأَرَانى قَلْبَ مَنْ أَعْبُدُهُ ** سَاخِراً مِنْ مَدْمَعى سُخْرَ العِدَا لَيْتَ شِعْرى أَى أَحْدَاثٍ جَرَتْ ** أَنْزَلَتْ رُوحَكَ سِجْناً مُوصَدا صَدِئَتْ رُوحُكَ فى غَيْهَبِهَا ** وَكَذا الأَرْوَاحُ يَعْلُوهَا الصَّدا قَدْ رَأَيْتُ الكَوْنَ قَبْراً ضَيِّقاً ** خَيَّمَ اليَاْسُ عَلَيْهِ وَالسُّكُوتْ وَرَأَتْ عَيْنى أَكَاذيْبَ الهَوَى ** وَاهِيَاتٍ كَخُيوطِ العَنْكَبُوتْ كُنْتَ تَرْثى لِى وَتَدْرى أَلَمى ** لَوْ رَثَى لِلدَّمْعِ تِمْثَالٌ صَمُوتْ عِنْدَ أَقْدَامِكَ دُنْيَا تَنْتَهى ** وَعَلَى بَابِكَ آمَالٌ تَمُوتْ كُنْتَ تَدْعونى طِفْلاُ كُلَّمَا ** ثَارَ حُبّى وَتَنَدَّتْ مُقَلِي وَلَكَ الحَقُّ لَقَدْ عَاِشَ الهَوَى ** فى طِفْلاً وَنَمَا لَم يَعْقَلِ وَرَأَى الطَّعْنَةَ إذْ صَوَّبْتَهَا ** فَمَشَتْ مَجْنُونةً لِلْمَقْتَلِ رَمَتِ الطِّفْلَ فَأَدْمَتْ قَلْبَهُ ** وَأَصَابَتْ كِبْرِيَاءَ الَّرجُلِ قُلْتُ لِلنَّفْسِ وَقَدْ جُزْنَا الوَصِيْدَا ** عَجِّلى لا يَنْفَعُ الحَزْمُ وَئِيْدَا وَدَعى الهَيْكَلَ شُبَّتْ نَارُهُ ** تَأكُلُ الرُّكَّعَ فِيْهِ وَالسُّجُودَا يَتَمَنّى لى وَفَائى عَوْدَةً ** وَالهَوَى المَجْرُوحُ يَاْبَى أَنْ نَعُودَا لِى نَحْوَ اللَّهبِ الَّذاكى بِهِ ** لَفْتَةُ العُودِ إِذا صَارَ وُقُوداً لَسْتُ أَنْسَى أَبَدا ** سَاعَةً فى العُمُرِ تَحْتَ رِيْحٍ صَفَّقَتْ ** لارْتِقَاصِ المَطَرِ نَوَّحَتْ لِلذّكَرِ ** وَشَكَتْ لِلْقَمَرِ وَإِذا مَا طَرِبَتْ ** عَرْبَدَتْ فى الشَّجَرِ هَاكَ مَا قَدْ صَبَّتِ ** الرِّيْحُ بِاُذْنِ الشَّاعِرِ وَهْى تُغْرى القَلْبَ ** إِغْرَاءِ النَّصِيْحِ الفَاجِرِ أَيُّهَا الشَّاعِرُ تَغْفو ** تَذْكُرُ العَهْدَ وَتَصْحو وَإِذا مَا إَلتَأَمَ جُرْحٌ ** جَدَّ بِالتِذْكَارِ جُرْحُ فَتَعَلَّمْ كَيْفَ تَنْسى ** وَتَعَلَّمْ كَيْفَ تَمْحو أَوَ كُلُّ الحُبِّ فى رَأْيِكَ ** غُفْرَانٌ وَصُفْحُ هَاكَ فَانْظُرْ عَدَدَ ** الرَّمْلِ قُلُوباً وَنِسَاءْ فَتَخَيَّرْ مَا تَشَاءْ ** ذَهَبَ العُمْرُ هَبَاءْ ضَلَّ فى الأَرْضِ الّذى ** يَنْشُدُ أَبْنَاءَ السَّمَاءْ أَى رُوحَانِيَّةٍ تُعْصَرُ ** مِنْ طِيْنٍ وَمَاءْ أَيُّهَا الرِّيْحُ أَجَلْ لَكِنَّمَا ** هِى حُبِّى وَتَعِلَّاتِى وَيَأْسِي هِى فى الغَيْبِ لِقَلْبى خُلِقَتْ ** أَشرَقَتْ لى قَبْلَ أَنْ تُشْرِقَ شَمْسِي وَعَلَى مَوْعِدِهَا أَطْبَقَتُ عَيْنى ** وَعَلى تَذْكَارِهَا وَسَّدْتُ رَأْسِي جَنَّتِ الرِّيْحُ وَنَا ** دَتْهُ شَيَاطِيْنُ الظَّلاَمْ أَخِتاَماً كَيْفَ يَحْلو ** لَكَ فى البِدْءِ الخِتَامْ يَا جَرِيْحاً أَسْلَمَ ال ** جُرْح حَبِيْباً نَكَأَهْ هُوَ لاَ يَبْكى إّذَا ال ** نَّاعِى بِهَذَا نَبَّأَهْ أَيُّهَا الجَبَّارُ هَلْ ** تُصْرَعُ مِنْ أَجلِ امْرأَهْ يَالَهَا مِنْ صَيْحَةٍ مَا بَعَثَتْ ** عِنْدَهُ غَيْرَ أَليْمِ الذِّكَرِ أَرِقَتْ فى جَنْبِهِ فَاسْتَيْقَظَتْ ** كَبَقَايَا خَنْجَرٍ مُنْكَسِرِ لَمَعَ النَّهْرُ وَنَادَاهُ لَهُ ** ** فَمَضَى مُنْحَدِراً لِلنَّهَرِ نَاضِبَ الزَّادِ وَمَا مِنْ سَفَر ** دُونِ زَادٍ غَيْرُ هَذَا السَّفَرِ يَاحَبِيْبى كُلُّ شَيْءٍ بِقَضَاءْ ** مَا بِأَيْدينَا خُلِقْنَا تُعَسَاءْ رُبَّمَا تَجْمَعُنَا أَقْدَارُنَا ** ذَاتَ يَوْمٍ بَعْدَمَا عَزَّ الِّلقَاءْ فَإِذا أَنْكَرَ خِلٌّ خِلَّهُ ** وَتَلاَقَيْنَا لِقَاءَ الغُرَبَاءْ وَمَضَى كُلٌّ إِلَى غَايَتِهِ ** لاَ تَقُلْ شِئْنَا! فَإِنَّ الحَظَّ شَاء يَا نِدَاءً كُلَّمَا أَرْسَلْتُهُ ** رُدَّ مَقْهُوراً وَبِالحَظِّ ارْتَطَمْ وَهُتَافاً مِنْ أَغَاريْد المُنَى ** عَادَ لى وَهْوَ نُوَاحٌ وَنَدَمْ رُبَّ تِمْثَالِ جَمَالٍ وَسَنَا ** لاَحَ لِى وَالعَيْشُ شَجْوٌ وَظُلَمْ إِرْتَمَى اللَّحْنُ عَلَيْهِ جَاثِيَاً ** لَيْسَ يَدْرِى أَنَّهُ حُسْنٌ أَصَمْ هَدَأَ اللَّيْلُ وَلاَ قَلْبَ لَهُ ** أَيُّهَا السَّاهِرُ يَدْرى حَيْرَتَكْ اَيُّهَا الشَّاعِرُ خُذْ قِيْثَارَتَكْ ** غَنِّ أَشْجَانَكَ وَاسْكُبْ دَمْعَتَكْ رُبَّ لَحْنٍ رَقَصَ النَّجْمُ لَهُ ** وَغَزَا السُّحْبَ وَبِالنَّجْمِ فَتَكْ غَنِّهِ حَتَّى نَرَى سِتْرَ الدُّجَى طَلَعَ الفَجْرُ عَلَيْهِ فَانْتَهَكْ وَإِذا مَا زَهَرَاتٌ ذُعِرَتْ ** وَرَأَيْتَ الرُّعْبَ يَغْشَى قَلْبَهَا فَتَرَفَّقْ وَاتَّئِدْ وَاعْزِفْ لَهَا ** مِنْ رَقِيْقِ اللَّحْنِ وَامْسَحْ رُعْبَهَا رُبَّمَا نَامَتْ عَلَى مَهْدِ اللأَسَى وَبَكَتْ مُسْتَصْرِخَاتٍ رَبَّهَا أَيُّهَا الشَّاعِرُ كَمْ مِنْ زَهْرَةٍ ** عَوقِبَتْ لَمْ تَدْرِ يَوْماً ذَنْبَهَا



الاكثر مشاهده

كبار فقهاء الأمة الإسلامية يجتمعون تحت مظلة المجمع الفقهي الإسلامي

بدعوة من دولة رئيس الوزراء الباكستاني.. العيسى خطيباً للعيد بجامع الملك فيصل فى إسلام آباد

علماء العالم الإسلامي يُرشحون مركز الحماية الفكرية لإعداد موسوعة عن "المؤتلف الفكري الإسلامي"

رابطة العالم الإسلامى تنظم غداً مؤتمر "بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية" فى مكة

د.العيسى يلتقي رئيس جمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر على متن سفينة "أوشن فايكينغ"

10 أسئلة وإجابات حول تعديلات قانون تملك الأجانب للأراضى الصحراوية.. برلماني

;