الحملة الصليبية الخامسة.. قرار بابوى وراء محاربة الدولة الأيوبية ما الذى حدث؟

تمر اليوم، الذكرى الـ803 على مغادرة الحملة الصليبية الخامسة عكا متجهة إلى مصر، وذلك فى فى يوم 24 مايو من عام 1218م، لإعادة السيطرة على القدس وبقية الأراضى المقدسة عبر السيطرة على الدولة الأيوبية القوية فى مصر. كانت البداية عندما قام البابا إنوسنت الثالث (594 - 613هـ/1198 - 1216م) الذى استطاع فرض سيطرته فى أوروبا بالدعوة للحملة الصليبية الخامسة، وفى "مجمع اللاتيران الكنسى" الذى عقد سنة 612هـ/ 1215م شرح البابا مدى سوء حال المستوطنين الصليبيين فى فلسطين، وأوضح البابا أن المسلمين بنوا حصناً جديداً على جبل الطور، وهو المكان الذى شهد عظمة المسيح ومجده، وأنهم باتوا يهدَّدون عكا وهى آخر ما تبقّى من مملكة بيت المقدس، وناقش بعض الإجراءات الضرورية لتوفير النفقات الضرورية لتجهيز الحملة المقترح، على أن تكون وجهتها مصر. لكن البابا إنوسنت الثالث مات سنة 1216م وخلفه الكاردينال المسن سافيللى (Savelli) ) تحت اسم البابا هونريوس الثالث (Honorius II) (1216 - 1227م). وتحَّدد تاريخ ربيع الأول 614هـ/يونيو 1217م، موعداً لانطلاق الحملة، وهو تاريخ انتهاء الهدنة مع المسلمين. وكرَّس البابا الجديد جهده، وجهد المجتمع الغربى نحو الحرب الصليبية وحث ملوك أوروبا على الاشتراك بالحملة، غير أنه لم يستجب إلا عدد ضئيل منهم، فلبى النداء كل من "ليوبولد" ملك النمسا، و"أندريه الثاني"ملك المجر، و"بهمايو" ملك قبرص وغيرهم، وقد تقرر تغيير خط سير الحملات المعتادة، حيث كانت مصر هى الهدف هذه المرة وليست الشام. وكانت هناك أسباب عديدة تحفز الصليبيين على النزول بقواتهم فى دلتا النيل بدلا من ضفاف الأردن، أولها رغبة المدن التجارية الإيطالية (الممول الرئيس للحملة) فى السيطرة على تجارة المتوسط وضرب المنافسة المصرية فى عقر دارها بالسيطرة على ميناء دمياط أهم موانئ شرق المتوسط آنذاك، وثانى هذه الأسباب يكمن فى المذهب السياسى/ العسكرى للصليبيين، ومؤداه أن هزيمة مصر أو تحييدها على الأقل خير ضمان لبقاء المستوطنات الصليبية، أما السبب الثالث فكان استرداد الشرف العسكرى الذى تمرغ بهزيمة حطين وفقدان القدس. وعندما علم الأمير محمد الكامل بنزول الصليبيين فى جيزة دمياط وأقاموا معسكرهم على الشاطئ الغربى للنيل وأحاطوه بخندق ".. يمنعهم ممن يريدهم .."، اتجه بجنده والعربان إلى دمياط وعسكر بالعادلية (بين دمياط وفارسكور على الضفة الشرقية للنيل، وأسسها العادل سنة 614هـ/ 1217م)، واتخذ كل الترتيبات لعدم تمكين الصليبيين من الاستيلاء على برج السلسلة الذى يعد مفتاح مصر، أو العبور إلى ضفة النيل الشرقية. ونجح الصليبيون فى دخول برج السلسلة واستولوا عليه، وقطعوا السلاسل التى تعترض مجرى النهر، فأضحى بوسع سفنهم أن تجتاز النهر إلى أسوار دمياط ولا شك بأن سقوط برج السلسلة فى قبضة الصليبيين، وتحطيم تلك السلاسل التى تحمى مجراه، جاء خسارة كبرى للمسلمين. بعد سقوط برج السلسلة حاول الأمير الكامل حاكم مصر إعاقة تقدم الصليبيين، فصنع جسرًا عظيمًا أنفق عليه سبعين ألف دينار، فقاتل الصليبيون عليه قتالاً عنيفًا حتى قطعوه، فأمر الكامل بتفريق عدد من المراكب فى النيل ليسد مجرى السفن، فعدل الصليبيون إلى خليج هناك يعرف بالأزرق وكان النيل يجرى فيه قديمًا، فحفروه حفرًا عميقًا وأجروا فيه المياه إلى البحر المتوسط، مما يوضح مدى إصرار الصليبيين على القتال وصبرهم على ذلك، ولكن الوضع ظل متجمدًا بين الصليبيين والجيوش المصرية.



الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;