تمر اليوم الذكرى الـ231 على رحيل المفكر الاقتصادى آدم سميث، إذ رحل فى رحل فى 17 يوليو عام 1790، وهو فيلسوف أخلاقى وعالم اقتصاد اسكتلندى، يعد مؤسس علم الاقتصاد الكلاسيكى ومن رواد الاقتصاد السياسى، اشتهر بكتابيه الكلاسيكيين: "نظرية المشاعر الأخلاقية" (1759)، وكتاب "بحث فى طبيعة ثروة الأمم وأسبابها" (1776) وهو رائعة آدم سميث ومن أهم آثاره.
ولا يعرف الكثير عن حياة آدم سميث الشخصية، لكن مما ذكره الباحثون أنه لم يتزوج قط وليس له أية أخوة، أما علاقته بوالدته فهى وطيدة للغاية ويعدها من أهم الشخصيات المؤثرة فى حياته والتى دفعته لتحقيق نجاحات كثيرة، بالرغم من كونه شخصية غريبة للغاية، فكثيرًا ما كان يمارس سلوكيات غير اعتيادية أو يفقد اتصاله بالواقع ويسرح فى الأنحاء غير واعٍ إلى أن يعود لصوابه، كما كان شديد الكرم والإحسان.
وبحسب كتاب "آدم سميث مقدمة موجزة" لإيمون باتلر، فى عام 1766، وعاد سميث إلى كيركالدى ليقيم فيها، حيث استطاع توفير ما يكفى لشراء منزل فخم فى شارع هاى ستريت، وعاش فيه مع والدته وابنة خاله جانيت، كما أن سميث ظل يخصص جهوده لخدمة والدته حتى وفاتها فى عام 1784، فلم يتزوج قط، لكن يبدو مما كتبه أنه كان على علاقة فى وقت مبكر "بشابة على قدر كبير من الجمال واللباقة".
أمضى سميث أعوامًا كثيرة فى كيركالدى وهو يكتب وينقح ويصقل مخطوطته على حساب صحته، لكنه تحسن بعد مدة طويلة أمضاها فى لندن من 1773 إلى 1776، مستمتعًا بصحبة مفكرين عظماء آخرين، من أمثال الرسام السير جوشوا رينولدز، والمؤرخ الجليل إدوارد جيبون، والسياسى الراديكالى إدموند بيرك، وبوزويل، وحتى المعجمى الدكتور صامويل جونسون، رغم تعارض آراء سميث مع آراء الأخير.
نشر "ثروة الأمم" أخيرًا فى مارس 1776، وحقق نجاحًا تجاريا هائلًا، وطبع عدة مرات وبلغات متنوعة خلال بضعة أعوام فقط، كما أنه حقق نجاحًا تطبيقيا أيضًا، فالوصفات التى قدَّمها، كتحرير التجارة، أخذت تشق طريقها فى السياسة العامة.
كوفئ سميث بحصوله على منصب مفوض الجمارك فى إدنبرة، براتب سخى قدره 600 جنيه استرليني. وهكذا، أصبح حينها أكبر المنتقدين لمنظومة الجمارك الاعتباطية الفاشلة فى بريطانيا، متبوئًا لمنصب يمكِّنه من فعل شيء ما إزاء هذا الواقع، وقد أبدى سميث قدرًا كبيرًا من الجد فى القيام بمهام منصبه.
وكان يُدلِى بنصائحه فى موضوعات أخرى أيضًا، محاربًا القيود المفروضة على التجارة فى أيرلندا على سبيل المثال، كما تدخَّل بشأن «الاضطرابات» الاستعمارية الأمريكية. وفى وقت لاحق، استعان رئيس الوزراء ويليام بيت بمبادئ سميث فى صياغة معاهدةٍ تجاريةٍ مع فرنسا، وفى تطبيق إصلاح واسع النطاق لمنظومة الضرائب فى البلاد.