حياة المصريين.. أهل مصر عرفوا التوحيد قبل إخناتون

نواصل سلسلة "حياة المصريين" ونتوقف مع موسوعة مصر القديمة لعالم المصريات الكبير سليم حسن، ونقرأ معا الجزء الخامس من الموسوعة والذى يأتى بعنوان السيادة العالمية والتوحيد. ويقول "سليم حسن" فى مقدمة الجزء: قد يبدو غريبًا لأول وهلة ما ذهبنا إليه من اتخاذ عهد حكم "تحتمس الرابع" بداية عصر جديد فى سياسة النصف الثانى من حكم الأسرة الثامنة عشر، ولكن لدينا من الأسباب والمبررات ما يعضد ما ذهبنا إليه ويجلو غرابته، فقد نوَّهنا فى الجزء الرابع من هذا المؤلف أن "أمنحتب الثانى" كان آخر فرعون — على ما نعلم — حارب فلول الهكسوس الذين استوطنوا بلاد آسيا بعد أن أجلاهم "أحمس الأول" عن أرض الكنانة جملة. ولا نزاع فى أن "أمنحتب الثانى" كان قد قضى على البقية الباقية من أمراء الأقطار الآسيوية المنتسبين لقوم الهكسوس، ولذلك لما تولى "تحتمس الرابع" لم يَجِد أمامَه عقبات قائمة تُذكَر فى إخضاع مَن ثار من أمراء سوريا، بل وجد أمامَه أحوالًا مهيأة للسَّيْر على سنن سياسة جديدة رشيدة فى معاملة مَن حوله من الأمم الفتية القوية التى كانت تحيط بإمبراطوريته. وقد كان قوام هذه السياسة المصادقة والمهادنة والود الذى مكنتْ أواصره ووثقت عُرَاه بالمصاهرة بينه وبين أقوى هذه الدول. والواقع أن "تحتمس الرابع" كان أول فرعون خرج على تقاليد آبائه منذ القِدَم، إذ نراه يُناشِد ملك "متني" الود ويطلب إليه الزواج من ابنته، وقد كانت نتيجة هذا الزواج أن توثقت عُرَى المحبة والصداقة بين البلدين، وسنرى بعدُ أن هذه السياسة الحكيمة قد قَفَا أثرَها أخلافُ "تحتمس الرابع" مما أدَّى إلى بسط سلطان مصر ونفوذها بالطرق السلمية على جميع العالم المتمدين حتى أصبحت سيادة مصر سيادة عالمية لا يُنازِعها فيها منازع فترة طويلة من الزمان. ومن جهة أخرى يدل ما لدينا من معلومات على أنه قد ظهر فى عهد "تحتمس الرابع" علامات واتجاهات فى الفكر لتيارات خفية تسير ببطء وعلى مهل، مبشرة بقيام انقلاب إصلاحى دينى سامٍ غرضه القضاء على الوثنية جملة، والاعتراف بإله واحد فرد صمد. وقد أخذت بذور هذه العقيدة تضرب بأعراقها فى عقول أصحاب الفكر فى مصر منذ عهد "تحتمس الرابع" حتى نضجتْ وآتتْ أُكُلَها فى عهد "أمنحتب الرابع"، الذى تَسمَّى بإخناتون. هذه هى الأسباب والمبررات التى حَدَتْ بنا لاتخاذ عهد "تحتمس الرابع" فاتحة عصر جديد فى سياسة مصر العالمية والدينية.




الاكثر مشاهده

رئاسة وزراء ماليزيا ورابطة العالم الإسلامي تنظِّمان مؤتمرًا دوليًّا للقادة الدينيين.. الثلاثاء

كبار فقهاء الأمة الإسلامية يجتمعون تحت مظلة المجمع الفقهي الإسلامي

بدعوة من دولة رئيس الوزراء الباكستاني.. العيسى خطيباً للعيد بجامع الملك فيصل فى إسلام آباد

علماء العالم الإسلامي يُرشحون مركز الحماية الفكرية لإعداد موسوعة عن "المؤتلف الفكري الإسلامي"

رابطة العالم الإسلامى تنظم غداً مؤتمر "بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية" فى مكة

د.العيسى يلتقي رئيس جمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر على متن سفينة "أوشن فايكينغ"

;