"المعتمد بن عباد" من الملك إلى المنفى.. كيف باع أمير إشبيلية المسلمين

تمر، اليوم، الذكرى الـ926 على وفاة المعتمد بن عباد، أمير إشبيلية فى عهد ملوك الطوائف، ثالث وآخر ملوك بنى عباد فى الأندلس، وابن أبى عمرو المعتضد حاكم إشبيلية، كان ملكاً لإشبيلية وقرطبة فى عصر ملوك الطوائف قبل أن يقضى على إمارته المرابطون. كان المعتمد بن عباد حين آل إليه حكم إشبيلية سنة "461 هـ = 1068م"، فى الثلاثين من عمره، شابا فتيا، فارسا، شجاعا، شاعرًا مجيدًا، وأميرا جوادا، ذا خلال باهرة، يحب الأدب ومسامرة أهله، فاجتمع فى بلاطه نجوم ساطعة من أرباب ونوابغ القصيد من أمثال أبى بكر بن عمار، وابن زيدون، وابن اللبانة، وابن حمديس الصقلى، وكما كان المعتمد شاعرًا مجيدًا، كانت زوجته اعتماد الرميكية شاعرة كذلك، تجمع إلى جمالها الفاتن البراعة فى الشعر والأدب، وكانت إشبيلية حاضرة دولته آية فى الروعة والبهاء، تزدان بقصور بني عباد وقواده وكبار رجال دولته، غير أن المعتمد بن عباد سلك في سبيل تحقيق أطماعه وطموحاته مسلك أبيه وجده من ممالأة ألفونسو السادس ملك قشتالة على حساب إخوانه المسلمين، ولم يجد في نفسه غضاضة، وهو يقوم بدفع الجزية للملك القشتالي. وكان من ثمار هذه السياسة المتخاذلة التي اتبعها المعتمد بن عباد وغيره من ملوك الطوائف أن سقطت طليطلة بعد حصار قصيرة في غرة صفر سنة (478 هـ = 25 من مايو 1085م) في أيدي القشتاليين. بعث أمير المرابطين بجيوشه لفتح مدن الأندلس واحدة بعد أخرى، وأرسل قائده الفاتح سيرين إلى إشبيلية لفتحها، وأدرك المعتمد أن معركته مع المرابطين هي معركة وجوده، فتهيأ لها، واستعد، وتأهب للدفاع عن ملكه وسلطانه بكل ما أوتي من قوة، واستعان بحليفه ألفونسو، فأعانه وأمده بجيش كبير، ولكن المرابطين هزموه على مقربة من قرطبة، وامتنع المعتمد بن عباد بإشبيلية حاضرة مملكته. وفي أثناء حصاره تساقطت مدن مملكته في أيدي المرابطين واحدة بعد أخرى؛ فسقطت قرطبة، وقُتل فيها “الفتح بن المعتمد” مدافعا عنها، ثم سقطت رندة، وقُتل ولده يزيد الراضي بالله بعد أسرة، وظل المعتمد يدافع عن حاضرته حتى اقتحم المرابطون إشبيلية عَنوة، فخرج يقاتلهم عند باب قصره غير وَجِلٍ ولا هيَّاب، ولكن ذلك لم يدفع عنه شيئا، ووقع أسيرا واستولى المرابطون على إشبيلية في (22 من رجب 484 هـ= 7 من سبتمبر 1091م). أمر قائد المرابطين بحمل المعتمد بن عباد وآل بيته إلى منفاهم بالمغرب، وسارت بهم السفينة من إشبيلية فى نهر الوادى الكبير فى طريقها إلى المغرب، وخرج الناس لتوديعهم محتشدين على ضفتي النهر، وقد ملأ الدمع أعينهم. واشتدت وطأة الأَسْرِ على اعتماد الرميكية زوجة المعتمد، ولم تقوَ طويلا على مغالبة المحنة، فتُوفيت قبل زوجها، ودُفنت بأغمات على مقربة من سجن زوجها، وطال أَسر المعتمد وسجنه فبلغ نحو أربع سنوات حتى أنقذه الموت من هوان السجن وذل السجان، فلقي ربه في (11 من شوال 488 هـ = 1095م) ودُفن إلى جانب زوجته.



الاكثر مشاهده

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

رئاسة وزراء ماليزيا ورابطة العالم الإسلامي تنظِّمان مؤتمرًا دوليًّا للقادة الدينيين.. الثلاثاء

كبار فقهاء الأمة الإسلامية يجتمعون تحت مظلة المجمع الفقهي الإسلامي

بدعوة من دولة رئيس الوزراء الباكستاني.. العيسى خطيباً للعيد بجامع الملك فيصل فى إسلام آباد

علماء العالم الإسلامي يُرشحون مركز الحماية الفكرية لإعداد موسوعة عن "المؤتلف الفكري الإسلامي"

;