مقتل سيف الدين قطز على يد الظاهر بيبرس.. كيف تحدث عنها مؤرخو العصر؟

تمر اليوم الذكرى الـ 761 على مقتل القائد المملوكي السلطان سيف الدين قطز، وتولي الظاهر بيبرس الحكم بعده، وذلك في 24 أكتوبر عام 1260م، وكان ذلك عقب 50 يوما فقط من معركة "عين جالوت"، وخلال عودته من دمشق السورية إلى القاهرة، وتحديدا فى منطقة بين الجعافرة والصالحية. قال العديد من المؤرخين، أن مقتل"قطز" كان على يد القائد المملوكى ركن الدين بيبرس، إلا ان الرواية لم تكن واحدة فيما يدور حول السبب الذى دفع "بيبرس" للإقدام على فعلته، فقد اختلفت الروايات التاريخية حول الدوافع التى جعلت الظاهر بيبرس يقدم على مقتل سيف الدين قطز على يد بيبرس، وهى مختلفة بين المؤرخين، فابن أيبك الدوادارى أحد المؤرخين لتلك الحقبة يرى أن سبب ذلك هروب بعض المماليك البحرية أصدقاء بيبرس من أرض المعركة أمام المغول فى يوم "عين جالوت"، فلما انتهت المعركة، "وانتصـر الإسلام، تنمّر عليهم السلطان المظفر ووبّخهم، وشتمهم، وتوعّدهم، فأضمروا له السوء، وحصلت الوحشة منذ ذلك اليوم، ولم تزل الأحقاد والضغائن تتراءى فى صفحات الوجوه وغمزات العيون، وكل منهم يترقب من صاحبه الفرصة". أما الأمير المملوكى والمؤرخ بيبرس الدوادارى المنصوري: وهو أقرب المؤرخين إلى الأحداث فيعيد قتل قطز إلى أسباب أهم وأعمق من تلك التى طرحها ابن أيبك، فقد كان قطز ضالعًا فى مقتل الأمير فارس الدين أقطاى المستعرب أحد كبار الأمراء المماليك الصالحية أثناء التنافس المحموم بين السلطان أيبك وأقطاى على السلطنة، وقد اشترك قطز فى تلك الوقعة، يقول: "وذلك أنه [أى قطز] رحل من دمشق عائدًا إلى الديار المصرية وفى نفوس البحرية منه ومن أستاذه ما فيها لقتلهما الفارس أقطاي، واستبدادهما بالملك وإلجائهم إلى الهرب والهجاج، والتنقل فى الفجاج، إلى غير ذلك من أنواع الهوان التى قاسوها، والمشقات التى لبسوها، وإنما انحازوا إليه لما تعذر عليهم المقام بالشام، والتناصر على صيانة الإسلام لا لأنهم أخلصوا له الولاء، أو رضوا له الاستيلاء". لكن المؤرخ تقى الدين المقريزى فيرى أن سبب الأزمة رفض قطز إعطاء ولاية حلب للأمير بيبرس "فأضمرها فى نفسه، ليقضى الله أمرًا كان مفعولا". والحق أسباب مصرع السلطان سيف الدين قطز تبدو أكثر تشابكًا من رواية رفضه تسليم نيابة حلب للأمير بيبرس، وأن هذا الرفض لم يعدُ أن يكون سببًا مباشرًا لمقتله عند الحدود المصرية، والواقع أن تلك الأسباب قديمة ترجع إلى أيام السلطان أيبك وتشـريده معظم المماليك البحرية الصالحية، وقتله زعيمهم أقطاي، إذ صار مماليك أيبك وهم المعزية ومنهم قطز، أصحاب النفوذ والسلطان فى مصر. وقد روى المؤرخ ابن إياس فى هذا الصدد: "ولما تم أمر بيبرس فى السلطنة، رسم بإحضار المماليك البحرية الذين كانوا منفيين فى البلاد". كما روى فى موضع آخر وكذلك المقريزى أن المماليك المعزية حاولوا اغتيال بيبرس، عقب عودته إلى القاهرة، فقتل بعضهم، وسجن ونفى البعض الآخر. وهذه النصوص وإن دلت على شيء، فإنما تدل على أن مقتل قطز كان نتيجة لعداء قديم مستحكم بين المماليك البحرية الصالحية والمماليك المعزية.



الاكثر مشاهده

كبار فقهاء الأمة الإسلامية يجتمعون تحت مظلة المجمع الفقهي الإسلامي

بدعوة من دولة رئيس الوزراء الباكستاني.. العيسى خطيباً للعيد بجامع الملك فيصل فى إسلام آباد

علماء العالم الإسلامي يُرشحون مركز الحماية الفكرية لإعداد موسوعة عن "المؤتلف الفكري الإسلامي"

رابطة العالم الإسلامى تنظم غداً مؤتمر "بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية" فى مكة

د.العيسى يلتقي رئيس جمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر على متن سفينة "أوشن فايكينغ"

10 أسئلة وإجابات حول تعديلات قانون تملك الأجانب للأراضى الصحراوية.. برلماني

;