الإبداع الأول.. الخبز الحافى لمحمد شكرى تصدر بالعربية بعد 10 سنوات من كتابتها

تعد رواية الخبز الحافى الإنتاج الأدبى الأول للكاتب المغربىمحمد شكرى، فقد كتبها بالعربية سنة 1972 على الرغم من أن لغته الأم هى الأمازيغية وقد ترجمها إلى الإنجليزية بول بولز سنة 1973، وترجمها إلى الفرنسية الطاهر بنجلون سنة 1981، ولم تنشر بالعربية حتى سنة 1982 بسبب ما أثارته من جدل حول جرأتها غير المألوفة، وترجمت الرواية إلى تسع وثلاثين لغة أجنبية. تحفل نصوص محمد شكرى بصور الأشياء اليومية وبتفاصيلها الواقعية وتمنحها حيزًا شعريًا واسعًا، على عكس النصوص التى تقوم بإعادة صياغة أفكار أو قيم معينة بأنماط شعرية معينة، كما أن شخصيات شكرى وفضاءات نصوصه ترتبط ارتباطًا وثيقًا بالمعيش اليومى. ويعتبر شكرى "العالم الهامشى" أو "العالم السفلى" قضية للكتابة، فكتاباته تكشف للقارئ عوالم مسكوت عنها، كعالم البغايا والسكارى والمجون والأزقة الهامشية الفقيرة، وتتطرق لموضوعات "محرمة" فى الكتابة الأدبية العربية وبخاصة روايته الخبز الحافى أو الكتاب الملعون كما يسميها محمد شكرى وتحتل مدينة طنجة حيزًا مهمًا ضمن كتابته، فقد كتب عن وجوهها المنسية وظلمتها وعالمها الهامشى الذى كان ينتمى إليه فى يوم من الأيام. ولد محمد شكري في سنة 1935 في آيت شيكر في إقليم الناظور شمال المغرب، عاش طفولة صعبة وقاسية في قريته الواقعة في سلسلة جبال الريف، ثم في مدينة طنجة التي نزح إليها مع أسرته الفقيرة سنة 1942. وصل شكري إلى مدينة طنجة ولم يكن يتكلم بعد العربية لأن لغته الأم كانت هي اللغة الأمازيغية (تريفيت)، وعملَ كصبي مقهى وهو دون العاشرة، ثم عمِلَ حمّالاً، فبائع جرائد وماسح أحذية ثم اشتغل بعد ذلك بائعًا للسجائر المهربة. انتقلت أسرته إلى مدينة تطوان لكن هذا الشاب الأمازيغى وسرعان ما عاد وحده إلى طنجة، لم يتعلم شكري القراءة والكتابة إلا وهو ابن العشرين، ففى سنة 1955م قرر الرحيل بعيدًا عن العالم السفلى وواقع التسكع الذى كان غارقًا فيه ودخل المدرسة فى مدينة العرائش ثم تخرج بعد ذلك ليشتغل فى سلك التعليم. فى سنة 1966م نُشِرَت قصته الأولى العنف على الشاطئ فى مجلة الأداب اللبنانية، وبعد أن حصل شكرى على التقاعد النسبى تفرغ تمامًا للكتابة الأدبية، وتوالت بعد ذلك كتاباته في الظهور. اشتغل محمد شكري في المجال الإذاعى من خلال برامج ثقافية كان يعدها ويقدمها في إذاعة طنجة، وخصوصا في برنامجه الشهير شكري يتحدث، وعاش شكري في طنجة لمدة طويلة ولم يفارقها إلا لفترات زمنية قصيرة، ثم توفي في 15 نوفمبر 2003 بسبب مرض السرطان.



الاكثر مشاهده

رئاسة وزراء ماليزيا ورابطة العالم الإسلامي تنظِّمان مؤتمرًا دوليًّا للقادة الدينيين.. الثلاثاء

كبار فقهاء الأمة الإسلامية يجتمعون تحت مظلة المجمع الفقهي الإسلامي

بدعوة من دولة رئيس الوزراء الباكستاني.. العيسى خطيباً للعيد بجامع الملك فيصل فى إسلام آباد

علماء العالم الإسلامي يُرشحون مركز الحماية الفكرية لإعداد موسوعة عن "المؤتلف الفكري الإسلامي"

رابطة العالم الإسلامى تنظم غداً مؤتمر "بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية" فى مكة

د.العيسى يلتقي رئيس جمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر على متن سفينة "أوشن فايكينغ"

;