تولى هشام بن عبد الملك، خلافة المسلمين، بعد موت أخيه يزيد بن عبد الملك، فما الذى حدث فى أيامه، وما الذى يقوله التراث الإسلامى فى ذلك؟
يقول كتاب البداية والنهاية لـ الحافظ ابن كثير تحت عنوان "ثم دخلت سنة ست ومائة"
فيها عزل هشام بن عبد الملك عن إمرة المدينة ومكة والطائف، عبد الواحد بن عبد الله النضرى، وولى على ذلك كله ابن خاله إبراهيم بن هشام بن إسماعيل المخزومى.
وفيها غزا سعيد بن عبد الملك الصائفة.
وفيها غزا مسلم بن سعيد، مدينة فرغانة ومعاملتها، فلقيه عندها الترك، وكانت بينهم وقعة هائلة، قتل فيها الخاقان وطائفة كبيرة من الترك.
وفيها أوغل الجراح الحكمى فى أرض الخزر، فصالحوه وأعطوه الجزية والخراج.
وفيها غزا الحجاج بن عبد الملك اللان، فقتل خلقا كثيرا، وغنم وسلم.
وفيها عزل خالد بن عبد الله القسرى عن إمرة خراسان مسلم بن سعيد، وولى عليها أخاه أسد بن عبد الله القسري.
وحج بالناس فى هذه السنة أمير المؤمنين هشام بن عبد الملك، وكتب إلى أبى الزناد قبل دخوله المدينة ليتلقاه ويكتب له مناسك الحج ففعل، فتلقاه الناس من المدينة إلى أثناء الطريق، وفيهم أبو الزناد قد امتثل ما أمر به، وتلقاه فيمن تلقاه سعيد بن عبد الله بن الوليد بن عثمان بن عفان، فقال له: يا أمير المؤمنين إن أهل بيتك فى مثل هذه المواطن الصالحة لم يزالوا يلعنون أبا تراب فالعنه أنت أيضا، قال أبو الزناد: فشق ذلك على هشام واستثقله، وقال: ما قدمت لشتم أحد، ولا لعنة أحد، إنما قدمنا حجاجا.
ثم أعرض عنه وقطع كلامه وأقبل على أبى الزناد يحادثه ولما انتهى إلى مكة عرض له إبراهيم بن طلحة فتظلم إليه فى أرض، فقال له: أين كنت عند عبد الملك؟ قال: ظلمني، قال: فالوليد؟ قال: ظلمني، قال: فسليمان؟ قال: ظلمني، قال: فعمر بن عبد العزيز؟ قال: ردها علي، قال: فيزيد؟ قال: انتزعها من يدي، وهى الآن فى يدك، فقال له هشام: أما لو كان فيك مضرب لضربتك، فقال: بلى فى مضرب بالسوط والسيف، فانصرف عنه هشام وهو يقول لمن معه: ما رأيت أفصح من هذا.
وفيها كان العامل على مكة والمدينة والطائف، إبراهيم بن هشام بن إسماعيل، وعلى العراق وخراسان خالد القسري، والله سبحانه وتعالى أعلم.