أصدر الكاتب الراحل صلاح عيسى أول كتبه بعنوان "الثورة العرابية" عام 1979 عن الهيئة المصرية العامة للكتاب، ويعد الكتاب محاولة لفهم وإنصاف هذه الظاهرة التاريخية "الثورة العرابية" من خلال المنهج العلمى بعيدًا عما تعرضت له من أحكام قاسية واتهامات شديدة صدرت عن المنهجين الآخرين المدرسة الاستعمارية والمدرسة القومية.
ويناقش ويرصد صلاح عيسى في دراسته للثورة العرابية من خلال عدة فصول الاحتكارات الاوربية من الاحتلال السلمى إلى الغزو المسلح والخريطة الاجتماعية والفكرية للثورة ومسألة السلطة وأخيرا الجبهة الثورية من الوحدة إلى التفتت، وقد جاء الكتاب في 612 صفحة، واعتمد عيسى في كتابته على مذكرات قادة الثورة العرابية وعدد من الوثائق التاريخية المصرية والإنجليزية والفرنسية.
ويعتبر صلاح عيسى من أشهر الكتاب والمؤرخين الذين بدأوا مسيرتهم فى القرن العشرين، وقد ولد صلاح عيسى في 14 أكتوبر 1939 في قرية "بشلا" التابعة لمركز ميت غمر بمحافظة الدقهلية، ونشأ فيما وصف ببيئة "فسيفسائية الفكر"، فكان والده وفديا وانتمى عمه للحزب المنافس الأحرار الدستوريين أما أمه فكانت أمية لا تجيد الكتابة ولا القراءة لكنها حرصت على اقتناء الكتب مع ذلك، وبعدما شب صلاح عيسى كان يقرأ عليها كتب "سير الأنبياء".
أسس وشارك في تأسيس وإدارة تحرير عدد من الصحف والمجلات منها الكتاب والثقافة الوطنية والأهالي واليسار وترأس في وقت لاحق تحرير جريدة القاهرة، من أشهر كتبه حكايات من دفتر الوطن، حكايات من مصر، مشاغبات ازالة التباس وفض اشتباك، وهوامش المقريزى.
