شعبان يوسف: صلاح فضل غير مشتبك مع واقع الشعر وزمن الموعظة انتهى

رأى الشاعر والناقد شعبان يوسف، أن الناقد والدكتور صلاح فضل، رئيس مجمع اللغة العربية، غير مشتبك مع واقع الحالة الشعرية اليوم فى مصر، حينما رأى أن الشعر فقد دوره الإعلامى منذ بداية القرن العشرين، وأن الشعر تحول مع الحركة الوجدانية إلى الذاتية، وتخلى عن الاهتمام بالقضايا الكبرى، لحساب الرؤية والفلسفة والمشاعر الذاتية. وقال الشاعر والناقد شعبان يوسف، خلال تصريحات مع "انفراد" أعتقد أن رؤية الدكتور صلاح غير متشابكة مع الحالة الشعرية اليوم، فالصحيح هو أن الحالة الشعرية يمكن أن تكون موجودة فى المسرح أو الرواية أو القصة القصيرة، وهو ما يعنى أن الشعر لم يختف إطلاقا، خاصة وأن هناك شعراء متشابكين مع الواقع، ولديهم جمهور، وعلى رأسهم الشاعر عماد أبو صالح. وأضاف شعبان يوسف: ولهذا أرى أن الدكتور صلاح إذا اشتبك مع أسماء مثل سيد حجاب، وعبد الرحمن الأبنودى، وعبد الرحيم منصور، وغيرهم سيجد أن القصيدة لها دور اجتماعى موجود، ودور فنى ووجدانى، وبرأيى أنه ليس من الضرورى أن يكون للقصيدة دور اجتماعى أو سياسى حتى، مثلما حدث فى فترة الخمسينيات أو الستينيات، فالشعر يقوم بتأهيل الوجدان، ولو دفع الشعر القارئ إلى التخلص من حالة العنف، فبرأيي أن هذا الدور مهم جدا. واختلف شعبان يوسف مع رأى الدكتور صلاح فضل، وقال: إن تحويل الشعر إلى مخزن للغة والمفردات، فهو أشبه بإحالة الشعر إلى المتحف، وظلم للحركة الشعرية الحالية، وفى هذه الحالة فعلى الشعراء بهذا الرأى أن يرحلوا ويتحولون إلى أي شيء آخر غير الشعراء، ولهذا أعتقد أنه بدون أى خيالات أو أوهام، بأن الشعر سيكون له دور فى المستقبل، وما زال اليوم، لكن ما يحدث هو أن العالم يتحول إلى حكايات وقصص، ولهذا ربما لا يجد الناس أنفسهم فيه، لأن الشعر لا يحكى العالم، بل يتداخل معه، وفى ظل الحالة المرتبكة التى يعيشها العالم نعتقد أن الشعر ابتعد عن الواقع، ولهذا لأن الواقع مرتبك، فالشعر هو أصفى الفنون، وعندما يكون العالم فى حالة سلام، سيجد الشعر مجراه وطريقه الطبيعى إلى وجدان الناس. بالإضافة إلى ذلك، رأى شعبان يوسف أن الشعر غير ملزم بتأدية دور معين، تماما مثل الرواية، فالفكرة الرسولية القائمة على الموعظة عبر الأدب انتهت، فالفن مطلوب منه أن يصوغ حالة الوجدان بالسعى نحو السلام والحب وما إلى ذلك، فيكفى أن هذا دوره، فالشاعر القائم على الحكمة انتهى، والقصيدة الإيقاعية اختفت تماما، وتحول الشعر إلى حالة الهمس أو ما يقال عنه قصيدة النثر، وهى حالة مكثفة جدا لصياغة الوجدان. أما عن العلاقة بين الشعر والأغنية، فرأى شعبان يوسف أنه إذا رجعنا إلى الوراء، ورأينا تلك الأغانى التى كتبها شعراء كبار أمثال الأسماء التى ذكرناه آنفا، سنجد مثلا أن العلاقة بين عبد الرحيم منصور ومحمد منير، كانت تسمع بشكل جيد، أما أغانى المهرجانات اليوم، فبها قدر كبير جدا من الإسفاف، وأن القصيدة الجيدة يستطيع أى مغنى أن يغنيها فى أى وقت، وهو ما حدث مع أم كلثوم مثلا فى قصيدة الأطلال، والكثير من القصائد والأغانى دليل على ذلك، ولدينا أيضا قصيدة "يا عزيز عينى" فهى مختلفة عن القصيدة المغناة. كما رأى شعبان يوسف أن بعض الشعراء قد يقع عليهم دور أو مهمة فى ظل الإسفاف الذى نعيشه بسبب المهرجانات، من خلال مقاومته بكتابة الأغانى، وهم فئة معينة من الشعراء، ولكن الأهم من ذلك، هو أن تتضح الصورة، لنرى وندرك أن الأزمة الأساسية تتمثل فى الجمهور، وبالتالى فلدينا ثلاثة أضلاع، هم: الشاعر والمغنى والجمهور، إذا توافقت هذه الأضلاع معا، فسوف نجد أثرا جيدا لتلك الحالة الجيدة. كان الدكتور صلاح فضل، رئيس مجمع اللغة العربية، قد صرح خلال الندوة التى عقدت ضمن البرنامج الثقافي لمجمع اللغة العربية بعنوان "الأغنية العربية: كلمة راقية، وصوت معبر، ولحن رائق"، وقال بإن الشعر فقد دوره على المستوى الإعلامى منذ نهاية القرن العشرين، وأن الحال كان مغايرا فى بدايات هذا القرن حين كان الشعر والأغنية يؤديان دورا أكبر.








الاكثر مشاهده

رئاسة وزراء ماليزيا ورابطة العالم الإسلامي تنظِّمان مؤتمرًا دوليًّا للقادة الدينيين.. الثلاثاء

كبار فقهاء الأمة الإسلامية يجتمعون تحت مظلة المجمع الفقهي الإسلامي

بدعوة من دولة رئيس الوزراء الباكستاني.. العيسى خطيباً للعيد بجامع الملك فيصل فى إسلام آباد

علماء العالم الإسلامي يُرشحون مركز الحماية الفكرية لإعداد موسوعة عن "المؤتلف الفكري الإسلامي"

رابطة العالم الإسلامى تنظم غداً مؤتمر "بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية" فى مكة

د.العيسى يلتقي رئيس جمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر على متن سفينة "أوشن فايكينغ"

;