رمضان فى كتب المؤرخين.. دخول المعز لدين الله الفاطمى مصر واستقباله بالفوانيس

شهد شهر رمضان من عام 362 هجرية، دخول المعز لدين الله الفاطمي القاهرة ليجعلها عاصمة ملكه ودولته الفاطمية، وقبل سنوات من هذا التاريخ أرسل قائده جوهر الصقلي ليستولي على مصر وعواصمها القديمة الفسطاط والقطائع والعسكر دون مقاومة تذكر، وأصبحت القاهرة عاصمة مصر. وقبل أن يدخل المعز إلى عاصمته الجديدة، أبهرته حفاوة استقبال المصريين، الذين استقبلوه عن بكرة أبيهم للترحيب بمقدمه السعيد، وإظهار الفرح والسرور وقد حمل المصريون معهم المشاعل والشموع والفوانيس لاستقباله، ومنذ ذلك الوقت ارتبطت الفوانيس ارتباطا وثيقا بشهر رمضان. يقول تقى الدين المقريزي فى كتاب المواعظ والاعتبار بذكر الخطط والآثار: المعز لدين اللّه أبو تميم، «معد» ولد للنصف من رمضان سنة 319 هجرية فانقاد إليه البربر وأحسن إليهم، فعظم أمره واختص من مواليه، «بجوهر» وكنّاه بأبي الحسين، وأعلي قدره، وسيّره في رتبة الوزارة، وعقدَ له علي جيش كثيف، فدوّخ المغرب، وافتتح مدناً، وقهر عدّة أكابر وأسّرهم، حتي أتي البحر المحيط الذي لا عمارة بعده، ثمّ قدم غانماً مظفراً، فعظم قدرُه عند المعز، ولما وصل الخبر إلي المعز بموت كافور الإخشيدي صاحب مصر أخذ في تجهيز جوهر بالعساكر إلي أخذ ديار مصر حتي تهيأ أمره، وبرز للمسير، فلمّا ثبتت قدم جوهر بمصر، عزم المعز علي المسير إلي مصر أجال فكره فيمن يخلفه في بلاد المغرب، فوقع اختياره علي «يوسف بن زيري الصنهاجي»، وقال له: تأهب لخلافة المغرب، فأكبر ذلك وقال: يا مولانا أنت وآباؤك الأئمة من ولد رسول اللّه - صلّي الله عليه وآله وسلّم - ما صفا لكم المغرب فكيف يصفو لي وأنا صنهاجيّ بربريّ؟! قتلتني يا مولانا بغير سيف ولا رمح. فما زال به المعز حتي أجاب. فلمّا ملك جوهرُ مصر بادر حسن بن جعفر الحسني بالدعاء للمعز في مكة، وبعث إلي «جوهر» بالخبر، فسير إلي المعز يعرفه بإقامة الدعوة له بمكة، فأنفذ إليه بتقليده الحرم وأعماله، وسار المعز بعساكره من المغرب حتي نزل بالجيزة، فعقد له جوهر جسراً جديداً عند المختار بالجزيرة، فسار إليه وقد زينت له مدينة الفسطاط فلم يشقها، ودخل إلي القاهرة بجميع أولاده وإخوته وسائر أولاد عبيد اللّه المهدي، وذلك لسبع خلون من رمضان سنة اثنتين وستين وثلاثمائة، فعندما دخل القصر صلّي ركعتين، وأمر فكتب في سائر مدن مصر : خير الناس بعد رسول اللّه - صلي الله عليه وآله وسلم - أمير الموَمنين علي بن أبي طالب، وأثبت اسم المعزّ لدين اللّه واسم أبيه عبد اللّه الاَمير، وجلس في القصر علي سرير الذهب، وصلي بالناس صلاة عيد الفطر في المصلي، وركب لفتح خليج مصر يوم الوفاء وعمل عيد غدير خم، وقدمت القرامطة إلي مصر فسير إليهم الجيوش وهزموهم، ومازال إلي أن توفي من علة اعتلها بعد دخوله إلي القاهرة بسنتين وسبعة أشهر وعشرة أيام وعمره خمس وأربعون سنة وستة أشهر تقريباً، فإنّ مولده بالمهدية في حادي عشر شهر رمضان سنة تسع عشرة وثلاثمائة ووفاته بالقاهرة لأربع عشرة خلت من ربيع الآخر سنة خمس وستين وثلاثمائة، وكانت مدة خلافته بالمغرب وديار مصر ثلاثاً وعشرين سنة وعشرة أيام وهو أوّل الخلفاء الفاطميين بمصر.



الاكثر مشاهده

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

رئاسة وزراء ماليزيا ورابطة العالم الإسلامي تنظِّمان مؤتمرًا دوليًّا للقادة الدينيين.. الثلاثاء

كبار فقهاء الأمة الإسلامية يجتمعون تحت مظلة المجمع الفقهي الإسلامي

بدعوة من دولة رئيس الوزراء الباكستاني.. العيسى خطيباً للعيد بجامع الملك فيصل فى إسلام آباد

علماء العالم الإسلامي يُرشحون مركز الحماية الفكرية لإعداد موسوعة عن "المؤتلف الفكري الإسلامي"

;