القطائع.. اعرف مكان ثالث عواصم مصر الإسلامية في ذكرى مؤسسها أحمد ابن طولون

تمر هذه الأيام الذكرى الـ 1138 على رحيل الأمير أحمد بن طولون، والى مصر العباسي، ومؤسس الدولة الطولونية لتكون أول الدول المستقلة في مصر، حيث رحل في شهر مايو من عام 884م. استقل ابن طولون بمصر عن الخلافة العباسية، فكان أول من يستقل بمصر، كما استطاع القضاء على الحركات المعارضة له، وتمدد باتجاه الشام بعد تكليف الخليفة أبو العباس أحمد المعتمد على الله له إخماد الثورات في الشام. وبعد توليه الحكم، وبعدما رأى ابن طولون الفسطاط والعسكر تضيقان عنه وعن جنوده، فكر في بناء عاصمة جديدة وسماها القطائع، فبناها متأثراً ببهاء سامراء التي نشأ بها، واختار أحمد بن طولون لمدينته المنطقة الممتدة ما بين جبل يشكر وسفح جبل المقطم. حرص على أن تقوم المدينة الجديدة على مرتفع من الأرض لتبرز على سائر المجموع العمراني بمصر، وبعد تأسيس المدينة أنشأ فيها أحمد بن طولون قصره الضخم وجامعه الشامخ ودارا للأمارة بجوار جامعه وكان بينهما ساحة فسيحة كانت ملعبا له ولقواد الجيش، كما أنشأ المستشفيات والبيوت. و"القطائع" ثالثة العواصم الإسلامية في مصر، كانت تقع شمالي الفسطاط من قبة الهواء التي صار مكانها الآن قلعة الجبل إلى جامع ابن طولون وهو طول القطائع، وأما عرضها فمن أول الرملية من تحت القلعة إلى الموضع الذي يعرف الآن بالأرض الصفراء، عند مشهد الرأس، وحدد العلامة الأثري المرحوم محمد رمزي هذه المدينة كما يلي: «الحد البحري يبدأ من جامع سنجر الجاولي حتى باب العزب بالقلعة والحد الشرقي سور القلعة من باب العزب حتى جامع السلطان الأشرف قنصوة الغوري عند باب اليسار المعروف الآن بباب الجبل والحد القبلي ويبدأ من جامع الغوري حتى جامع سيدي علي زين العابدين والحد الغربي من جامع سيدي علي زين العابدين وينتهى بجامع سنجر الجاولي» وتدخلت القطائع في «العسكر» وشغلت الجزء المعروف الآن بقلعة الكبش وبتلول زينهم. وسميت بالقطائع لأنها قسمت إلى إقطاعات أقطعت كل جماعة من الأتباع والجنود قطعة منها وسميت كل قطعة باسم من سكنها. وبدأ أحمد بن طولون في بناء قصره في المنطقة الواقعة الآن بين القلعة ومشهد السيدة نفيسة، وأمر أصحابه وقواده ورجاله بأن يقيموا بيوتهم حول قصره حتى اتصل. كانت تقع هذه المدينة من جهة بين موقع جامع أحمد بن طولون وبين سفح جبل المقطم مكان القلعة حاليًا ومن جهة أخرى بين مشهد الرأس الذى عرف فيما بعد باسم مشهد زين العابدين وبين الرميلة تحت موقع القلعة، لتصبح بذلك ثالثة العواصم الإسلامية فى مصر بعد الفسطاط والعسكر". وتداخلت مبانى وعمائر القطائع فى العسكر وشغلت الجزء المعروف حاليًا بقلعة الكبش وتلول زينهم، ولكن بعد أن تم القضاء على الدولة الطولونية وعودة العباسيين إلى مصر مرة أخرى، حرق العباسيون على يد قائدهم محمد بن سليمان مدينة القطائع ولم يبق إلا مسجد ابن طولون العظيم.



الاكثر مشاهده

بدعوة من دولة رئيس الوزراء الباكستاني.. العيسى خطيباً للعيد بجامع الملك فيصل فى إسلام آباد

علماء العالم الإسلامي يُرشحون مركز الحماية الفكرية لإعداد موسوعة عن "المؤتلف الفكري الإسلامي"

رابطة العالم الإسلامى تنظم غداً مؤتمر "بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية" فى مكة

د.العيسى يلتقي رئيس جمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر على متن سفينة "أوشن فايكينغ"

10 أسئلة وإجابات حول تعديلات قانون تملك الأجانب للأراضى الصحراوية.. برلماني

الشيخ العيسى: يمكن للقيادات الدينية أن تكون مؤثرة وفاعلة فى قضيةٍ ذات جذورٍ دينية

;