قال الشاعر الكبير أحمد عبد المعطى حجازي، نحتفل اليوم بالذكرى المئوية على النهضة المصرية الأولى، ولعل هذا المؤتمر يكون مقدمة سلسلة من المؤتمرات بعد فترة سقطنا فيها تحت حكم الأجانب وتنكرنا لحضارتنا، وعشنا أكثر من ألفى عام كأنها مصير أبدى كاتم على أنفسنا لا فكاك لنا ولا رجعة فيه، حال بيننا وبين أن نرى حياة أخرى.
وأضاف أحمد عبد المعطى حجازى، فى افتتاح مؤتمر عشرينيات القرن العشرين، المقام حاليا فى المجلس الأعلى للثقافة، إن عصور الظلام وتحكم الآخرين بنا بدايتها كانت مع الهكسوس ونهايتها كانت مع الإنجليز.
وتابع أحمد عبد المعطى حجازى، أنا أقول هذا لنعالج أمورنا ولا نتهرب من المصائب الكبرى التى علينا التخلص منها، ولمعرفة الأسباب التى صنعت لنا هذا التاريخ الأسود، وهى ليست أسرارا أو ألغازا، بل نحتاج فقط للتفكير فيها، وقد عشنا هذا التاريخ لأننا سبقنا العالم فى بناء حضارة ضمنت لنا العيش فى قدر من الحرية والعدالة والرفاهية فى منطقة لم يتاح فيها لغيرنا ما أتيح لنا، بل كانت مناطق للصراعات والهجرات والحروب، وفى قلب هذا المصير كانت مصر التى كانت منكبة على الأرض تزرعها وعلى الضمير الإنسانى تحتضنه وتتبناه.
وأشار أحمد عبد المعطى حجازى إلى أن الغريب أن ما عانيناه فى العصور القديمة عشناه مجددا مع المستعمرين الأوروبيين والسلاطين العثمانيين، وناضلنا ضدهم مرة أخرى، وخرجنا من الظلمات وعلمنا أنها لم تفقدنا قوتنا، وإلا ما صدقنا أن من قامت على أكتافهم نهضة عصر محمد على هم من كانوا يعانوا على يد المماليك، وأن من عاشوا ظلمات ألفى وخمسمائة عام صنعوا نهضة فى عشرينات القرن الماضى وكأننا نعوض ما فاتنا، وانظروا لما قدمه سعد زغلول فى السياسة وطلعت حرب فى الاقتصاد وطه حسين والعقاد فى الأدب وشوقى فى الشعر ومحمود مختار فى النحت ومحمود سعيد فى التصوير، وانظروا لدستور ١٩٢٣، وانظروا للجامعة المصرية، وقبلها انظروا كيف تجمع المصريون، مسلمون ومسيحيون ضد المحتل يهتفون لمصر، فكيف تمر الذكرى المئوية لهذه النهضة ولا نحتفل بها، وهو سؤال وجهته للمجلس الأعلى للثقافة ووزيرة الثقافة ووعدونا باحتفال كبير، وجاء هذا المؤتمر، وأتمنى أن تستمر مثل هذه الفعاليات لأن نهضة القرن العشرين هى حاضر وماضِ ومستقبل.
