بالصور.. تعرف على كيفية استخدام التقنيات الحديثة فى تعقيم الآثار قبل ترميمها

الآثار المصرية القديمة هى ميراث تركه لنا أجدادنا حتى يعكس لنا الحياة وطبيعتها وما توصلوا إليه من تطور فى معتقداتهم الدينية وأسلوب معيشتهم والفنون المختلفة التى عرفوها، ولهذا نعمل على المحافظة على كل قطعة أثرية تم الكشف عنها أو يكشف عنها عبر الزمان، ومن خلال هذا أردنا أن نوضح أولى طرق ترميم القطع الأثرية وهى التعقيم.

ويقول الأثرى أحمد خيرى، إن التعقيم Sterilization هو الإبادة الشاملة للجراثيم والتخلص من أشلائها، وهى عملية إزالة أو قتل مظاهر الحياة، وتكون فى الغالب للكائنات الدقيقة وتشمل البكتيريا والفيروسات الموجودة على الأسطح أو الحشرات المتغلغلة فى الداخل.

وأوضح أحمد خيرى، أن أهمية فكرة التعقيم بالنسبة للآثار تكمن فى التخلص من أحد أهم مصادر ومسببات التلف المباشر للآثار وخصوصا العضوية منها، والآثار العضوية هى جميع المقتنيات ذات القيمة التاريخية والأثرية والتى من أصل عضوى أى من أصل نباتى كالأخشاب وغيرها أو حيوانى كالمنسوجات الصوفية او الجلود وغيرهم.

وأضاف الأثرى أحمد خيرى، أن الآثار العضوية تعتبر أحد أهم مصادر الغذاء التى تتغذى عليها الكائنات الحية الدقيقة والحشرات لما تحتويه من مواد كربوهيدراتية أو بروتينية وذلك فى حال توفر الظروف البيئية المناسبة من حرارة ورطوبة تستطيع به تلك الكائنات التكيف والعيش.

أما عن طرق عمليات التعقيم فيقول أحمد خيرى، فهى تعتمد بشكل كبير على الفترة التى تجرى فيها العملية ومدى تطور الإمكانيات والدراسات والتجارب المتاحة، وتعتبر عمليات إزالة الاتساخات والعفن وكذلك الحشرات الحية أو بقاياها يدويا وميكانيكيا هى أبسط عمليات التعقيم أو التطهير، وقد جرى استخدام هذه الطرق منذ قديم الأزل كاحد أهم مراحل التنظيف للمنازل أو المقتنيات. وأشار "خيرى" إلى أن المصرى القديم بدأ فى ملاحظة بعض الخصائص الطاردة للحشرات فى روائح بعض أنواع الزيوت العطرية مثل زيت السيدر، وقام باستخدامها فى دهان مقتنياته الجنائزية وكذلك مومياواته وأعتبر هذه العملية هى أولى عمليات التعقيم بالمفهوم الحديث لها.

وتابع "خيرى" كانت البداية لتطوير فكرة المبيدات الحشرية التى جرى استخدامها على مدى التاريخ ويعتبر القرنان التاسع عشر والعشرون، هما أكبر فترة تم استخدام كميات ضخمة جدا من المبيدات سواء فى الزراعة أو الحروب وغيرها، وكان لهذا النشاط الأثر السلبى من تراكم السموم فى التربة وكذلك المحاصيل والتى تسببت فى أمراض كثيرة وأضرار للبيئة وعناصرها، مؤكدا أن هذا هو السبب الأهم للتفكير فى استخدام طرق ووسائل أكثر أمانا على البيئة والبشر والحد من استخدام المبيدات الحشرية لما لها من آثار سلبية بعيدة المدى فظهرت طرق عدة تتسم بمميزات تساعد كثيرا فى استخدامها بمجال الآثار والمقتنيات التاريخية.

ويقدم أحمد خيرى، حصرا لبعض الوسائل التى استخدمت فى المجالات المختلفة والتى تم الاستعانة بما يتناسب مع طبيعة المادة الأثرية فى تعقيم المقتنيات المتحفية.

الحرارة Heating التبريد Freezing التبخير بالغازات الخاملة Fumigation الاشعاع Rays الموجات الكهرومغناطيسية Electromagnetic waves حيث تتميز الطرق الحديثة فى كونها غير ضارة على البيئة بشكل كبير يكاد يكون منعدما فى كثير من الاحيان مقارنة بالمبيدات الكيماوية وكذلك لا تترك أثراُ سلبيا يضر المقتنيات المعالجة به على المدى البعيد ونذكر من هذه الطرق: 1- التبخير بالغازات الخاملة (الغير نشطة كيميائيا). Fumigation by Inert Gases وتقوم فكرتها على خنق الكائنات الحية وخصوصا الحشرات وذلك بوضعها فى بيئة خالية من الاكسجين اللازم لعملية التنفس والانشطة الحيوية الاخري. ويستخدم فيها بعض الغازات مثل - النيتروجين Nitrogen - ثانى اكسيد الكربون Carbon Dioxide. - غاز الارجون Argon 2- التعقيم بالطرق الفيزيائية Physical Sterilization.

- وتستخدم فى هذه الطريقة بعض انواع الاشعة كآشعة جاما Gamma Rays - وكذلك اطوال موجية معينة من الموجات الكهرومغناطيسية Electromagnetic wavelength وتقوم فكرة هاتين الطريقتين على تدمير الحمض النووى DNA للكائنات الحية المعرضة له وقتلها نهائيا وتتميز ايضا بامكانية تغلغل هذه النوعية من الاشعاعات او الموجات الكهرومغناطيسية عميقا داخل المواد العضوية لقتل جميع الكائنات المختبئة والمستوطنة داخل بنية المادة المكونة لهذه المقتنيات الاثرية او المتحفية المستهدف الحفاظ عليها ودرء خطر الكائنات الدقيقة عنها.

ويعتبر المتحف المصرى الكبير هو من أول المراكز البحثية فى مصر والشرق الأوسط والذى يملك معدات واجهزة تعقيم باستخدام الغازات ويقوم بعمل دراسات جيدة ومستفيضة فى هذه النقطة.

جدير بالذكر أن البيئة المصرية خصبة فى نمو الكائنات الحية الدقيقة وكذلك الحشرات والذى يهدد وبشكل كبير الإرث الحضارى والتراثى الذى يتكدس فى المخازن ضعيفة الإمكانيات التى تنتشر فى ربوع مصر مما يستدعى إلى تفعيل ونشر ثقافة فكرة التعقيم وتعميمها لحماية هذا التراث الذى لا يمكن استرجاعه إذا تسببت بعض الكائنات الدقيقة بفقدانه عن طريق التغذى عليه.














الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;