لا يسعى كتاب "بوتين.. حياته وأوقاته" لفيليب شورت إلى محاكمة بوتين بل إنه موضوعي، فالأزمة الحالية التى تدور في أوكرانيا من حرب وتأثيرات اقتصادية تطحن العالم كله كما يقول المؤلف ترجع إلى كافة الأطراف المتنازعة بالتساوى.
لقد كان فلاديمير بوتين زعيم روسيا منذ عام 2000. لذلك ليس من المستغرب أنه خلال هذه السنوات الـ 22، تم كتابة عدد من الكتب عنه، واحدة من أوائل الكتب، نُشرت في عام 2001، بعنوان The First Person وقد كانت سيرة ذاتية معتمدة، ساعدت في إزالة الغموض المثار حول شخصية فلاديمير بوتين.
"من هو بوتين؟" إنه السؤال الذي كان يطرح في كثير من الأحيان بعد ترقيته غير المتوقعة إلى الرئاسة الروسية عام 2000 بعد عقدين من الزمان، أثار الرئيس بوتين الاهتمام في جميع أنحاء العالم؛ في بعض الأماكن إعجاب شديد والبعض الآخر مشاعرعكسية.
فيليب شورت، مراسل بي بي سي، الإيكونوميست والتايمز ظل يعمل على هذه السيرة الذاتية لمدة ثماني سنوات، لكن ما ينبغى الإشارة إليه في هذا السياق أنه متخصص في الكتب السيرية فقد نشر من قبل السير الذاتية السابقة لزعماء العالم في مراحل سابقة ومنهم ماوتسى تونج وبول بوت وميتران، ربما كان شورت يأمل في أن يتزامن نشر هذا الكتاب مع ذروة الحياة السياسية للرئيس بوتين.
في الواقع، تم إصدار الكتاب في خضم الأزمة الأوكرانية وقد يؤدي استمرارها إلى تحديد إرث الرئيس بوتين، ولأن شورت يدرك جيدًا صعوبات الكتابة عن بوتين، فقد حذر في بدايات كتابه أولئك الذين يبحثون عن "كلام حول فساد" روسيا أو "شيطنة" بوتين مؤكدا أنهم سيصابون بخيبة أمل ، كما حذر في وقت مبكر من كتابه المؤلف من 853 صفحة.
استنادًا إلى مقابلات مكثفة، بما في ذلك مع عدد من الدبلوماسيين السابقين الذين عملوا في روسيا ، ومعظمهم من الدول الغربية ، أنتج شورت سيرة ذاتية مفصلة تلامس شخصية بوتين بما في ذلك طفولته في لينينجراد ، الخدمة في المخابرات الروسية KGB، الخدمة في دريسدن خلال وقت متأخر من الثمانينيات ، دوره كنائب عمدة سان بطرسبرج ، وانتقاله إلى موسكو والارتقاء الصاروخي في صفوف الكرملين ليصبح رئيسًا لجهاز الأمن الفيدرالي ، ووكالة الأمن القومي ، ورئيس الوزراء ثم رئيسًا لروسيا.
يؤكد شورت إن خصائص بوتين المعترف بها الآن على نطاق واسع المتمثلة في الجرأة وإخفاء العواطف قد سبقت انضمامه إلى المخابرات الروسية KGB بمعنى أنها صفات أصيلة متأصلة فيه حيث كتب شورت: "كان بوتين هو بوتين قبل أن ينضم إلى المخابرات السوفيتية".
خلال اجتماعه الأول مع بوتين في عام 1999، وجد الصحفى الأمريكى المعروف ستروب تالبوت في بوتين "كفاءات تنفيذية مشعة"، وفي وقت لاحق ، قال الرئيس الفرنسي هولاند إن بوتين يمكن أن يكون "دافئًا ومهتمًا" وكذلك "جليديًا"، وهذه الميزات لم تتغير على مر السنين.
يتناو الكتاب رحلة صعود بوتين في سرد يضع في اعتباره الجوانب الإنسانية والخفية في شخصية الرئيس الروسى الذى يقول الكاتب عنه أنه يرفض أن تقاد بلاده تحت أى ظرف من الظروف.
