أحمد بن طولون.. حكاية مملوك استقل بحكم مصر عن العباسيين

تمراليوم ذكرى ميلاد الأمير أحمد بن طولون، مؤسس الدولة الطولونية في مصر، وذلك في 20 سبتمبر عام 835م، وهو من الشخصيات المؤثرة في تاريخ مصر الإسلامية، وهو مؤسس أول دولة عربية إسلامية مستقلة في مصر الإسلامية العربية، وهى الدولة الطولونية وتعد أول تجربة حكم محلي لأسرة أو دولة مستقلة عن الدولة العباسية المركزية. كان والده «طولون» مملوكاً لنوح بن أسد الساماني عامل بخارى وخراسان، فأرسله هدية إلى الخليفة المأمون مع من أُرسل من المماليك الترك سنة 200هـ/816م، واسم طولون مشتق من كلمة تركية معناها البدر الكامل. وبعد موت أبيه كفله رفقاؤه، فانصرف لخدمة السلطان، وحسن ذكره وعرف بعلو الهمة وحسن الأدب فزوجه يارجوخ التركي من أكابر رجال الدولة العباسية ابنته، وولدت له العباس وفاطمة. وخرج إلى طرسوس وفي عودته منها سطا الأعراب على قافلته فرمى بنفسه عليهم ووضع السيف فيهم حتى انهزم الأعراب واستنقذ منهم جميع ما أخذوه، وكان فيه بغل محمل بمتاع خاص بالخليفة المستعين، فلما اتصل به خبر ذلك عظم أحمد في عينيه، وتوالت عليه جوائزه حتى حسنت حاله، وكان فيما وصله به جارية اسمها مياس استولدها أبا الجيش خمارويه. وفقا لكتاب "تاريخ ووصف الجامع الطولوني" تأليف محمود عكوش، فأنه لما بويع المعتز ونفي المستعين إلى واسط اختار الأتراك أحمد بن طولون ليكون معه، فمضى به إلى واسط فأحسن عشرته وشكر حسن بلائه عنده، وأطلق له التنزه والصيد وعامله بالإكرام، وخاف غلمان المتوكل من المستعين فطلب من أحمد بن طولون قتله فامتنع وكتب إلى الأتراك أنه لا يقتل خليفة له في رقبته بيعة، فأنفذوا سعيدا الحاجب فتسلَّم المستعين منه بحضور القاضي والشهود وقتله وأخذ رأسه، فوارى ابن طولون جثته وعاد إلى سامراء وكان يقول: لقد وعدني الأتراك إن قتلت المستعين أن يولوني واسطا، فخفت الله ولم أفعل فعوضني ولاية مصر والشام وسعة الأحوال. ولما تقلد باكباك مصر، وكان من عادة من يتولَّى من الأتراك على الأطراف أن يقيم في الحضرة ويستخلف عنه غيره، ذكر له أحمد بن طولون فاستخلفه على مصر وضم إليه جيشا فدخلها ومعه أحمد بن محمد الواسطي في يوم الأربعاء لتسع ليال بقين من شهر رمضان سنة 254 هجريا متقلدا للقصبة وأسيوط وأسوان، ونزل بدار الإمارة من العسكر. حاله عند دخول مصر: وكان في أضيق حال، يحتقره كل من يراه، قيل كان بمصر رجل من الأعيان يقال له علي بن معبد البغدادي، وكان في سعة من المال، فلما بلغه حضور الأمير أحمد خرج إلى تلقيه، فلما رآه في ضيق حال أرسل إليه عشرة آلاف دينار فقبلها ورأى بها موقعا، وحظي ذلك الرجل عنده فكان لا يتصرف في شيء من الأمور إلا برأي ذلك الرجل، وتضاعفت عنده منزلته إلى الغاية. كان من عادة الولاة الكبار، الذين يعينهم الخليفة للأقاليم الخاضعة له أن يبقوا في عاصمة الخلافة؛ لينعموا بالجاه والسلطان، والقرب من مناطق السيادة والنفوذ، وفي الوقت نفسه ينيبون عنهم في حكم تلك الولايات من يثقون فيهم من أتباعهم وأقاربهم، ويجدون فيهم المهارة والكفاءة. وكانت مصر في تلك الفترة تحت ولاية القائد التركي “باكباك” زوج أم أحمد بن طولون، فأناب عنه وفقًا لهذه العادة ابن زوجته “أحمد” في حكم مصر، وأمدَّه بجيش كبير دخل مصر في (23 من رمضان 254هـ = 16 من سبتمبر 868م). وازدادت قدم ابن طولون رسوخا، وقوي سلطانه بعد أن أسندت ولاية مصر إلى "يارجوخ" والد زوجة ابن طولون، فعمل على تثبيت صهره، وزاده نفوذا بأن أضاف إليه حكم الإسكندرية، ولم يكتف ابن طولون بما حقق من نفوذ في مصر؛ فتطلع إلى أن تكون أعمال الخراج في يده، وكان عامل الخراج يعين من قبل الخليفة العباسي، ولم يكن لوالي مصر سلطان عليه، غير أن أحمد بن طولون نجح في أن يستصدر من الخليفة "المعتمد على الله" في (256-279هـ = 870-892م) قرارا بأن يضيف إليه أعمال الخراج؛ فجمع بهذا بين السلطتين المالية والسياسية، وقويت شوكته، وعظم سلطانه، وكان أول عمل قام به أن ألغى المكوس والضرائب التي أثقل بها عامل الخراج السابق كاهل الشعب.



الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;