ذات يوم :السادات"يبلغ مجلس الأمن القومي بمعركة ضد إسرائيل

اتصل الرئيس أنور السادات بالرائد عبد السلام جلود رئيس وزراء ليبيا تليفونيا قائلا:"ما تحدثنا بشأنه في الصباح يجب أن يصل بأسرع وقت ممكن،إنها مسألة ساعة فلا تتأخر"،كان الاتصال في نحو الساعة الثالثة بعد الظهر و"جلود يستعد ركوب الطائرة العائدة به من القاهرة إلي بلاده بعد ساعات قضاها في القاهرة في مثل هذا اليوم"1 أكتوبر 1973 ". التقي الاثنان في الصباح وفور وصول"جلود"حسب تأكيد محمد حسنين هيكل في كتابه " الطريق إلي رمضان":"لم يذكر له أي تفاصيل محددة عن موعد العملية المقبلة (الحرب ضد إسرائيل)،وإن كان طلب منه الإسراع في إرسال الأسلحة التي وعدت ليبيا بإرسالها،ومنها القذائف المضادة للمدرعات والقذائف المضادة للطائرات"،يؤكد هيكل:"كنت مع الرئيس حين اتصل بجلود تليفونيا،وأجري الاتصال في الشرفة أمام غرفة نومه في منزله بالجيزة،وكان الرئيس صائما (4 رمضان)ويجلس علي مقعد مريح،ويرتدي البيجاما وفوقها"روب دي شامير "بني اللون . لم يكن ما حدث بين"السادات"وجلود"هو التحرك الوحيد في هذا اليوم،بل كانت هناك تحركات أخري استعدادا لبدء الحرب ضد إسرائيل في يوم "6 أكتوبر 1973"،ووفقا ل"هيكل":"قال لي الرئيس بعد أن فرغ من محادثته:أمامنا الآن نقطة لم نتخذ فيها قرار بعد وهي"السوفيت"،فرد هيكل:"أري أنه لابد من إبلاغ السوفيت بطريقة أو بأخري،حتي ولو بأسلوب غامض"،وكان الرئيس بدوره علي اقتناع بأنه عليه أن يخبرهم مقدما،ولكن من دون ذكر أي تفاصيل عن الموعد،وكان تبريره لذلك أنه وإن كان واثقا أنهم لن يبلغوا الأمريكيين أية معلومات في هذا الصدد،فإنه بمجرد أن يبدأ القتال ويتضح أنهم كانوا يعلمون بكل شئ عنه،سيوضعون في مركز حرج أمام الأمريكيين،وليست هناك حاجة لإحراجهم"،ومن ناحية أخري فإنهم سيظنون أنهم يخدمون مصر إذا اتصلوا با لأمريكيين وطلبوا إليهم أن أن يضغطوا علي الإسرائيليين لتحسين سلوكهم ". وهكذا قرر الرئيس أن يستقبل السفير السوفيتي في القاهرة "فلاديمير فينو جرادوف " ويبلغه تحذيرا عاما بأن خرق وقف إطلاق النار أصبح أمرا محتملا دون أن يقدم أي معلومات عن التواريخ . طلب السادات من سكرتيره إبلاغ السفير السوفيتي بأن الرئيس في انتظاره الساعة السابعة والنصف مساء،وفي اللقاء قال الرئيس،أنه لم نعد نتحمل العجرفة الإسرائيلية أكثر من ذلك ،وربما نجد أنفسنا مضطرين إلي التحرك بسرعة،وطبقا ل"هيكل":"رد السفير السوفيتي ما يقوله السفراء السوفيت عادة :"سأبلغ موسكو"،فقال الرئيس له بأن يبلغ ذلك لبريجنيف فقط ، فرد فينوجرادوف:"أظن أني أعرف رد بريجينيف،سيقول:إن القرار قراركم،وأننا كأصدقاء سنبذل كل مافي وسعنا لمساعدتكم"،وقال الرئيس:"قل لبريجنيف أن الأيام المقبلة ستكون اختبارا حقيقيا وعمليا للمعاهدة السوفيتية المصرية ". بعد أن انتهي السادات من لقاء السفير،وثارت مسألة،ما إذا كانت هناك ضرورة لإبلاغ الدكتور محمد حسن الزيات وزير الخارجية الذي كان موجودا في نيويورك لحضور جلسات الجمعية العامة للأمم المتحدة،وبعد مناقشات تناولت عدة آراء "تقرر أن يبقي في الظلام بل حتي أن يستخدم كعنصر برئ للخداع"،وحسب هيكل:"من الطبيعي أن الزيات لم يكن سعيدا فيما بعد لما جري". في نفس اليوم أيضا"1 أكتوبر"،دعا السادات مجلس الأمن القومي ويضم نائب الرئيس واثنين من مساعديه ونواب رئيس الوزراء ووزير الحربية ومدير المخابرات العامة ومدير المخابرات الحربية،وعقد الاجتماع في غرفة الطعام في منزل الرئيس في الثامنة والنصف مساء،وقال الرئيس أنه قد يصبح من الضروري في المستقبل أن نخرق وقف إطلاق النار،وسئل الرئيس عن نوع المعركة التي يتوقع أن تنشب كنتيجة لذلك،فأجاب أنه يتوقع أن تكون معركة محدودة ، وحاول بعض الحاضرين أن يفهموا منه تحديد أكثر ما يعنيه ب"المعركة المحدودة"،فانبري الدكتور محمود فوزي نائب الرئيس ضاربا مثلا علي ذلك بالفارس الياباني الساموراي الذي كان يحمل دائما سيفين أحدهما طويل،والآخر قصير،وقال:"أظن أننا سنستخدم سيفنا القصير "



الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;