قرأت لك.. رواية"الربيع الزائف" ترصد الثورات وأزمة الإصلاح فى الوطن العربى

كتاب "الربيع الزائف: الثورات وأزمة الإصلاح فى الوطن العربى" للكاتب أسامة السعيد يرصد ويقيم تجربة الربيع العربى من منظور الإصلاح، ويستعرض تطور حركات الإصلاح فى العالم العربى على مدى قرنين من الزمان، وكيف تتشابه أهداف تلك الحركات الإصلاحية التى ظهرت موجاتها الحديثة فى بدايات القرن التاسع، مع الأهداف التى رفعتها ثورات الربيع العربى، من الحرية والعدالة والكرامة. ويتناول الكتاب بالتحليل المتعمق جذور حركة الإصلاح العربى بتنوعاتها الفكرية المختلفة سواء الإسلامية أو الليبرالية أو القومية، والأسباب التى دفعت حركات الإصلاح العربى إلى الظهور قبل قرنين من الزمان، وكيف أن كثير من تلك الأسباب لا تزال قائمة حاليا، وكيف فشلت الدولة العربية فى مرحلة ما بعد الاستقلال وخروج قوى الاستعمار من المنطقة فى الوفاء بمتطلبات الإصلاح، كما يتطرق الكتاب فى أحد فصوله إلى الاهتمام الغربى بإصلاح المنطقة، ويتعرض العديد من أوجه هذا الاهتمام، ويفند بالأدلة التاريخية كيف أسهمت قوى الخارج فى إجهاض مشروعات إصلاحية عربية كتجربتى محمد على وجمال عبد الناصر، وكيف حاولت تلك القوى الغربية فى أعقاب أحداث الحادى عشر من سبتمبر عام 2001 إطلاق موجة جديدة من مبادرات الإصلاح التى لم تكن تسعى سوى لتكريس النمط الغربى فى صياغة ملامح المنطقة، وكيف تعاملت الأنظمة العربية مع تلك المبادرات، وسعت إلى إفشالها بطرق شتى، فكان تأخر الإصلاح النابع من الداخل العربى أحد أهم أسباب انطلاق ثورات "الربيع العربى". ويذهب الكتاب الصادر عن دار "اكتب" للنشر والتوزيع إلى أن موجة ما بات يعرف بـ"الربيع العربى" كانت فى جوهرها تعبيرا عن رغبة مجتمعية فى الوفاء بمتطلبات الإصلاح، وأنه سواء تم استغلال تلك الموجة من جانب قوى متربصة فى الداخل العربى أو خارجه، لكن هذا الحراك كانت مناسبة إضافية ضائعة لتحقيق الإصلاح. كما يتناول الكتاب كذلك تطور مسارات ما سمى بـ"المشروع الإسلامى" والذى قدمته قوى الإسلام السياسى كبديل للإصلاح، وكيف كانت محاولة تلك القوى أدلجة "الربيع العربى" أحد أهم أسباب إفشاله وتحويله إلى "ربيع زائف"، لأن تلك القوى لم تدرك أن مطالب الجماهير العربية التى خرجت فى تونس ومصر وليبيا واليمن وسوريا، لم تكن تسعى إلى تمكين تلك القوى الإسلامية التى كثيرا ما قدمت نفسها للمشروع القومى أو للدولة الوطنية، وإنما كانت تسعى إلى الإصلاح الذى عجزت عن تحقيقه دولة ما بعد الاستقلال، وأن تجربة الإسلاميين فى الحكم سواء فى السودان أو فى قطاع غزة، أو لاحقا فى مصر، وبشكل أو بآخر فى تونس كانت كفيلة بأن تؤكد أنه لا يوجد ما يمكن تسميته بمشروع إسلامى واضح المعالم للإصلاح. وينطلق الكاتب مما أسماه "توازن الفشل" بين مشروعات الإصلاح المطروحة سواء قبل أو بعد الثورات إلى الحاجة الماسة فى المنطقة العربية إلى طرح ثالث أو بديل يتجاوز الأيدولوجيات، وتكون مصلحة الجماهير العربية بمختلف تنويعاتها الفكرية والثقافية هى المحدد والأولوية الأولى لها، ويستعرض الكتاب متطلبات انطلاق هذا المشروع الإصلاحى المطلوب، كما يستعرض مجموعة من التجارب المعاصرة للإصلاح وتحقيق التنمية المنشودة.



الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;