فنون اللاجئين فى بينالى الشارقة للأطفال تبعث الأمل والسلام

تمازجت خيوط الأمل، لترسم مستقبلاً يزهو بألوان مفعمة بالحياة، وطموحات تعانق السماء أبدعتها أنامل 72 من الأطفال اللاجئين من مخيم الزعترى بالأردن، الذين تأهلت أعمالهم للمشاركة فى الدورة الخامسة من بينالى الشارقة للأطفال، الذى تنظمه مراكز أطفال الشارقة تحت شعار"عالم كبير بحدود خيالك"، والذى انطلق فى 15 يناير الجارى، ويستمر حتى 15 فبراير المقبل فى متحف الشارقة للفنون. واستطاع الأطفال اللاجئون من خلال مشاركتهم بستة أعمال فنية جماعية، أن ينقلوا للعالم أحلام وآمال الكثيرين غيرهم من الأطفال الذين يعانون جراء الحروب والصراعات فى بلدانهم، وأن يعلمونهم بأنه لا شىء مستحيل أمامهم، وبأنهم قادرين على كسر الحواجز وقهر التحديات، بأعمال فنية بسيطة، صنعت من الأوراق والألوان والمكونات البسيطة الأخرى ليعبروا من خلالها عن أحلامهم الكبيرة. ونقلت لوحات اللاجئين، رسائل محبة، تبعث السلام، وتشعر كل من يراها بالفرح من خلال ألوانها الزاهية، وفيما ارتدى الشخصيات فى بعض اللوحات أزياءً طفولية وأساور ملونة بأيديهم الصغيرة، تعالت على وجوه الشخصيات فى لوحات أخرى الضحكات البريئة التى تبعث السعادة فى النفس. وكان للحياة البحرية النصيب الأكبر من إبداعات الأطفال، حيث رسموا جمالية هذا العالم الواسع، بكائناته المتعددة، التى تعيش جميعها فيه، وتنتشر بينها الورود الملونة، وتخيّلوا أنفسهم يعيشون فى قاع البحر وحولهم الكثير من هذه الورود، التى تعطيهم الإحساس بالأمان والفرح الذى يتمنوه، وتؤكد بأنهم قادرين على الحلم والتخيّل لمستقبل أفضل لهم. ولم تخلو بعض رسومات الأطفال اللاجئين من المشاهد الحزينة التى عبّرت عما يعانون منه من فقدان وحرمان، فمنهم من فقد عائلته جراء هذه الحروب، أو عدداً من أصدقائه وزملائه فى المدرسة، فعبّروا عن هذا الشعور من خلال رسوماتهم واستخدامهم للون الأسود الذى أحاطوا به جسم بعض الأسماك التى رسموها وحيدةً، فيما تقابلها مجموعة من الأسماك على شكل أسرة سعيدة. وقالت الدكتورة نجاة مكى، عضو لجنة التحكيم فى بيان صحفى: "حظيت أعمال اللاجئين باهتمام الكثير من الزوار، ويعود ذلك إلى أن الأطفال اللاجئين لديهم إبداع من نوع آخر، نتيجة نوعية الضغوطات المختلفة التى يتعرضون لها، ومن الجميل أن البينالى قام بامتصاص هذه الضغوطات وتحويلها إلى شكل جمالى من حيث الألوان المفرحة والشخصيات والعناصر المتواجدة فى الأعمال الفنية التى قدموها، والتى دلت جميعها على أنهم يسبحون فى عالم جميل مليء بالتفاؤل والأمل رغم تواجدهم بعيداً عن موطنهم". ولأن الفن خير معبّر عن ما يحمله القلب حين تغيب الكلمات، شاركت الطفلتين اللاجئتين روان محمد ولانا أبو حصنى، فى لوحة فنية رسمتا نفسيهما فيها وهن متكاتفات الأيدى، وتعلو الضحكة وجهيهما البريئين، وفيما تتمنى إحداهما أن تصبح محامية والأخرى رسامة، يظل بينالى الشارقة للأطفال فضاءً رحباً لاكتشاف آمال الأطفال وأحلامهم بمستقبل سعيد وغد مشرق، وفى نفس الوقت مصدراً يبعث فينا أيضاً التفاؤل بأن قادم الأيام سيكون أجمل. يذكر أن بينالى الشارقة للأطفال هو فعالية فنية ثقافية دولية مخصصة للطفل، هى الأولى فى الدولة ومنطقة مجلس التعاون الخليجى، تأسست فى العام 2008 لرعاية مواهب الأطفال فى مجال الفنون التشكيلية، تنفيذاً لرؤى وتوجيهات الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، بهدف تنمية الأطفال على قواعد ثابتة من القيم الثقافية والفنية وتشجيع الفنانين والموهوبين، ودعم خبراتهم الثقافية وتنمية ملكات الحس الجمالى لإنتاج أعمال فنية إبداعية، بدعم ومتابعة قرينة سموه، سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، رئيسة المجلس الأعلى لشؤون الأسرة، وينضوى بينالى الشارقة للأطفال تحت مراكز أطفال الشارقة وتقام فعالياته كل عامين بمشاركة محلية وإقليمية ودولية واسعة.










الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;