مثقفون: رواية 1968 أدب اعتراف يدعو للمقاومة

أقيمت أمس بأتيليه القاهرة مناقشة رواية "1968"، للروائى أسامة حبشى، وناقش العمل الدكتورة الناقدة هويدا صالح، والروائى الشاعر والمترجم مدحت طه. تطرقت هويدا صالح لمداخل قراءة العمل التى تتمحور حول السياسى وعلاقة المثقف بالسلطة والصوفية، ورأت أن العمل يدعو للمقاومة، وأكدت أن العمل به الكثير من الإشارات التى تستدعى التوقف والتفكير وخصوصا أن الكاتب منذ البداية جعل القارئ شريكا فى النص. كما وصفت هويدا صالح بأن 1968 هى رواية الكتابة نفسها وهى رواية بلانهاية، وأن العنوان الخادع للعمل هو لرواية داخل الرواية لم تكتب بعد أو لم ينته منها السارد فى العمل، وأشادت باختيار الكاتب لخطاب مارس للزعيم جمال عبد الناصر، وأنه كان موفقا جدا. أما الروائى مدحت طه فقال: فى "1968" يكتب أسامة حبشى عن ذاته وإن لم يتخل عن ألعاب الخيال، وهى كتابة تقترب بشدة من "أدب الاعتراف" وتغوص فى إدانة النفس للنفس وربما تصل لدرجة جلد الذات وحسابها على قدر عجزها عن الكتابة ومدى قسوتها فى ممارسة لعبة القتل (المعنوي) فى حلقات القتل الذى يمارسه المثقفون بحق المثقفين طوال الوقت ودون هوادة. الكاتب/ الراوى فى "1968" يحاسب جيله ويدين من أتوا به إلى هذا العالم فى زمن "النكسة - الهزيمة".. الراوى عن قصد اختار الأبوية فى رسمه لشخصية الأب الذى تحركه أسطورة الجنية وقسوته على ابنته "عبدة الدار" وتجاهله لمصائر من حوله ورعيته غارقا فى قصص "كليلة ودمنة" من جانب وملذاته المتخيلة مع جنية البحر أو مع سيدات القرية فوق الأسطح. وفى "1968" لم يعد الكاتب يخشى أن يحاسبه أحد على ضعفه أو ضعف الراوى ولا عن إحباطه ويأسه من إتمام العمل الثانى له بعد النجاح - الذى بدا عرضيا وربما مفاجئا - لروايته الأولى، ولم يعد يخشى أن يعترف باحتراف القتل ما جعله فى بداية الرواية يعانى كابوسا يرى نفسه فيه يتقيأ القطط التى ابتلعها من قبل!! وأكد مدحت طه، على أنه بعد أن تتم القراءة لن يبارحك الشعور بفداحة البوح فيها عن الناسك الخادم لمقام ابن الفارض وهو العاشق لشهد ابنة الليل النافرة والمستنفرة برقبة الزجاجة لكل من يبخسها ثمن نزوته معها، وعن الكاتب الذى يراوح مكانه محتجزا رهينا لذكرياته عن العائلة والأصدقاء والمثقفين والابن الغائب الذى لا يمكنه التواصل معه والكتابة التى استعصت عليه حد الخرس، وعن الأخت المشوهة بعيوب خِلقية وعيوب خلفتها قسوة الأب وعنفه الجنونى تجاه الابنة التى يأبى أبدا أن يناديها باسمها "نرجس" ويناديها عبدة الدار إمعانا فى إذلالها.. وعن نرجس التى فقدت هويتها بفقدها لاسمها وحرصها على أخيها واحتمالها لكآبته وعزلته بل وإهماله لها وإشفاقه العاجز عن انتشالها من هاوية الفقد.. إنها رواية البوح الموجع لبشر لم ولن يجدوا خلاصهم إلا بالموت أو التيه فى مدارات. وفى مداخلته تطرق أمل سالم لصفر حجم الرواية وتطرق للأساطير اليونانية وكيف كانت بداخل العمل، ثم تطرق للإهداء فى الرواية وأكد أنه ليس مصادفة أن يكون لله وللموت ولكثير من الكتاب الكبار أمثال خوان رولفو ودستويفسكى والطيب صالح، وأشاد الروائى والقاص فاروق الحبالى بطريقة أسامة حبشى فى الكتابة واصفا روايته 1968 بأنها تشبه الحياة بتفاصيلها المتشابكة وشخوصها ذوى الوعى، كما وصف اللغة بقوله إنها لغة ناعمة تنساب كانسياب المياه وتمتاز بالقوة والرصانة رغم ذلك. وأشار الحبالى إلى الخلط ما بين الأسطورة والواقع أنه برغم أسطورة الشخصيات إلا أنها حقيقية كخادم مقام ابن الفارض فى الرواية، أما القاصة فاطمة العبيدى فقد تطرقت لشخصية نرجس بالرواية، وكيف تناول الكاتب من خلال التقاطع مع شخصية الكاتب بالرواية بمصائر شخوص روايته التى يكتبها. جدير بالذكر أن 1968 هى الرواية السادسة للكاتب أسامة حبشى وقد صدر له من قبل موسم الفراشات الحزين ومسيح بلاتوراة وخفة العمى وسرير الرمان وحجر الخلفة.








الاكثر مشاهده

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

رئاسة وزراء ماليزيا ورابطة العالم الإسلامي تنظِّمان مؤتمرًا دوليًّا للقادة الدينيين.. الثلاثاء

كبار فقهاء الأمة الإسلامية يجتمعون تحت مظلة المجمع الفقهي الإسلامي

بدعوة من دولة رئيس الوزراء الباكستاني.. العيسى خطيباً للعيد بجامع الملك فيصل فى إسلام آباد

علماء العالم الإسلامي يُرشحون مركز الحماية الفكرية لإعداد موسوعة عن "المؤتلف الفكري الإسلامي"

;