قال الدكتور حسين حمودة، أستاذ الأدب العربى بجامعة القاهرة، إن التصور الذى يرى أن "الثلاثية" شوهت تاريخ مصر ينطلق من مفهوم خاص للتاريخ، يقصره على الجانب الرسمى وعلى الأحداث السياسية، ولا يهتم بالتاريخ الاجتماعى الحقيقى للناس.
جاء ذلك تعليقا على تصريحات الباحث الأثرى بسام الشماع، فى حوار أجراه "انفراد" معه وأكد خلاله أن "ثلاثية" الأديب العالمى الراحل شوهت المجتمع المصرى، وأنه حاكى قصة الله والأنبياء فى "أولاد حارتنا"، مطالبا بحذفه من المناهج الدراسية.
وأضاف "حمودة" فى تصريحات خاصة لـ"انفراد" أن نجيب محفظ فى "الثلاثية" توقف عند أحداث تاريخية معروفة، لكنه لم يهتم بالجانب الرسمى فيها وإنما استكشف تأثيرها على فئات من الشعب المصرى، وهذا دوره الأساسى باعتباره كاتبا روائيا وليس مؤرخا.
وأوضح الدكتور حسين حمودة، إن هناك فارقا كبيرا بين "الحقيقة التاريخية" و"الحقيقة الإبداعية"، فالروائى ليس ملزما لسرد وقائع التاريخ كما هى، بل يقدم رؤيته له، وهى رؤية تسطتيع أن تملأ بعض الثغرات وأن تضيف وأن تحذف بعض الوقائع، وأن تتخيل.. اإلى آخره، بما يجعلها تتجاوز حدود الوثيقة التاريخية.
وتابع رئيس دورية نجيب محفوظ، يستطيع الكاتب الروائى فى النهاية أن يقدم تاريخا حقيقيًا يتخطى المعلومات التاريخية الرسمية، ويجب أن ننتبه إلى هذا كله، ونهتم بقراءة أعمال نجيب محفوظ وغيره من الكتاب الذين تناولوا جوانب متصلة بالتاريخ فى أعمالهم.
وأكد الدكتور حسين حمودة، إن الهجوم المتكرر على نجيب محفوظ يجعلنا نفكر فى أن الأشجار الكبيرة العالية هى التى تغرى بقذفها بالحجارة، وأتصور أن نجيب محفوظ كان واحدًا من الأشجار الكبيرة.